السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق هل كتب علينا أن نظل عبيداً لأمريكا؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أوردت صحيفة الأخبار في عددها رقم (1231) الصادرة في الخرطوم يوم الجمعة 23 ذو الحجة 1435هـ الموافق 17 أكتوبر 2014م خبراً في الصفحة الأولى تحت عنوان: (أوروبا وأمريكا تبديان استعدادهما لإعفاء ديون السودان) وجاء في تفاصيل الخبر: قال وزير المالية والاقتصاد الوطني بدر الدين محمود إن لقاء مع الوفد الأمريكي ومسؤول السودان في الخارجية الأمريكية خلق روحاً إيجابية لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال الوزير أمس عقب عودته من واشنطن ومشاركته في الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين لأول مرة نشعر بلغة تصالحية مع أمريكا وأضاف طالبنا بضرورة أن يقابل التحسين الاقتصادي في السودان بانفراج أكبر وأن تسعى الولايات المتحدة في مساعدة السودان لإعفاء الديون وأكد استعداد وزير التعاون البريطاني لتبنّي بريطانيا مسؤولية إعفاء ديون السودان فيما أبدت النمسا استعدادها لمعالجة ديون السودان والقيام بدور إيجابي).

 

التعليق:


أولاً: نود أن نذكر أبناء الأمة الإسلامية بحالة إعلان الحرب على الله من خلال القروض الربوية التي اقترضتها الحكومات في السودان وما زالت تقترض بأكثر ربوية وبأسعار فائدة، وهكذا يتم التعامل بالربا كفاحاً دون خشية من الله أو من الأمة، ومن المعروف أن الديون تعد من أهم الأساليب التي يستخدمها الغرب للإمساك بحلاقيم البلدان الإسلامية وضمان عدم انفلاتها من هيمنته الاقتصادية والسياسية، وهي طريق لمص خيراتها وثرواتها. ولقد ظلت البلاد طيلة الـ 25 عاماً الماضية في مسألة برنامج الإصلاح الاقتصادي المراقب بواسطة موظفي صندوق النقد والبنك الدوليين، وليس بواسطة وزير المالية، ويتم الاتفاق عليه وتنفيذه عبر الموظفين الصغار في هذه المؤسسات. وفي رأيي أن هذا ليس لديه أي معنى سوى العبودية لصندوق النقد والبنك الدوليين والانكسار لهما والرضا بما تجلبه هذه الصناديق من ويلات للشعوب والأمم، بل وإعلان حرب على الله ورسوله جهاراً نهارا.


ثانياً: هناك حقيقة يتفق عليها كل ذي بصر وبصيرة، وهي أن الغرب عموماً وبريطانيا والولايات المتحدة خصوصاً دولتان استعماريتان قامتا على جماجم البشر، ومعاناة الشعوب والأمم، ولذلك كان واهماً من يظن أن الغرب يتحلى بالنزاهة والمصداقية فالغرب يتبنى الرأسمالية المتوحشة التي لا يمكن أن نبتغي من ورائها خيراً أبداً، وهذا ما أوحى به ربنا في القرآن الكريم حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ولا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.


وبعد كل هذه الحقائق ونحن لم نبتعد كثيراً عن موسم الحج والثج، فبالأمس القريب تعلق المسلمون بأستار البيت المعمور يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، نرى وزير المالية يهرع نحو البيت الأبيض في واشنطن يبتغي مرضاة أمريكا ورضاها وهذا ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾. ولقد حسم المولى عز وجل هذه المسألة بقوله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ﴾.


وهل وعدت أمريكا أو أوروبا وعداً في تاريخهما ثم أوفيا به؟


إلى متى يركض حكام السودان خلف الوعود الأمريكية الزائفة رغم أن نفاقها ودجلها معروف لدى أهل الإنقاذ أنفسهم، قال وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات للشرق الأوسط العدد (11626):: «أنا كنت شاهدا على اتصال تليفوني بين الرئيس البشير والرئيس الأميركي بوش. شكر الرئيس البشير على تعاون السودان لحل مشكلة دارفور، ووعد بإعلان سياسة جديدة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات، وغير ذلك. وجاء مسؤولون أميركيون وذهبوا، ولم نسمع شيئا. حتى جاء أوباما، وتكررت المسرحية نفسها) أولا يرون أنهم يوعدون من الأمريكان مرة تلو المرة ثم لا يتوبون ولا هم يذّكّرون ولا يتعلمون ولا يفقهون.


إزاء هذا الواقع فإننا جماهير الأمة الإسلامية نقول، ونعلنها عالية مجلجلة، إننا نرفض كل أشكال الهيمنة الاستعمارية التي تمارس علينا تحت مسميات شتى من قروض وغيرها، وندعو أبناء الأمة للوقوف ضد الارتماء في أحضان صناديق المال الدولية، والعمل على الانعتاق من المنظومة الرأسمالية الجاهلية، والعودة إلى نظام الإسلام الذي يحرر الشعوب ويبسط العدل في ربوع العالم بدولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد أتيم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع