الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ألعاب الباليه "كوبيليا" للنساء!!... إفلاس فكري وانحطاط أخلاقي!!

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


تحت عنوان "انطلاق عروض الباليه العالمية "كوبيليا" أوردت وكالة بترا للأنباء - عمان في 22 تشرين الأول الخبر الآتي: انطلقت مساء اليوم الأربعاء عروض الباليه العالمية "كوبيليا" التي يقدمها المركز الوطني للثقافة والفنون.


التعليق:


أولا: تختلف نظرة الإسلام إلى المرأة عن كافة النظرات في كافة المبادئ والأديان. فمثلا ينظر المبدأ الرأسمالي إلى المرأة على أنها متاع وجسد يشبع الرجال من خلالها رغباتهم، لذلك فهم يعملون على كشف عوراتها، ويشجعون اختلاطها مع الرجال في الحياة العامة والخاصة، ولا ينظرون إلى إنسانية المرأة وكرامتها وطهرها وعفافها!! ولذلك أطلق الغرب مفهوم الحريات، وفعَّل مفهوم الحرية الشخصية، ومارسه على أرض الواقع ممارسة بهيمية!! قال تعالى: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44]


ثانيًا: في نظر الإسلام لا تختلف إنسانية المرأة عن إنسانية الرجل، فالله تعالى في كتابه العزيز خاطب الرجل والمرأة بصفتهما الإنسانية خطابا واحدا وكلفهما تكليفا واحدا على حد سواء، وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم. فالله تعالى حين قال: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ﴾ [النور: 56] قصد المرأة وقصد الرجل. والرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». قصد المرأة وقصد الرجل. إلا في بعض الأحكام التي اختصت بالمرأة لكونها أمًّا تعتريها بعض الحالات من الضعف فعالج هذه الناحية ببعض الأحكام، وهي قليلة، إلا أن أصل الخطاب واحد!


ثالثًا: حرم الإسلام على الرجل والمرأة كشف وإظهار العورة، وأمرهما بغض البصر. فقال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِ‌هِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُ‌وجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ‌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِ‌هِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُ‌وجَهُنَّ﴾ [النور: 30] وحرم بعض الأعمال التي تخرج المرأة عن أنوثتها. وعندما نسمع عن مشاركة النساء في عروض الباليه العالمية وهن كاشفات لعوراتهن، ويختلطن بالرجال هذه المظاهر محرمة شرعا، وتنسجم مع المبدأ الرأسمالي الفاسد. فلا غرابة أن نجد نساء الغرب يقمن بهذه الأعمال وهذه الممارسات؛ لأن أصل مبدئهن يجيز لهن ذلك. ولكن ما يثير العجب والاستغراب أن تصدر هذه الممارسات من أبناء وبنات المسلمين الذين يحرم عليهم أن يمارسوها.


رابعًا: ينظر الإسلام للمرأة على أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان. رَوَى الإِمَامُ أحْمَدُ فِي مُسنَدِهِ عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ». قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ. قَالَ: «فَدَعَا لَهَا».


خامسًا: هذه هي المرأة المسلمة، الطاهرة العفيفة الشريفة، النقية التقية، الصائنة لعرضها، والحافظة لدينها، المطيعة لأمر ربها، ولكن الأنظمة الرأسمالية الكافرة المطبقة في بلاد المسلمين، تحارب الإسلام، وتتحكم في رقاب المسلمين، تريد إخراجهم من دينهم ليصبحوا كفارًا. قال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُ‌ونَ كَمَا كَفَرُ‌وا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء: 89] فأصبح واجبا علينا يا أمة الإسلام ويا أمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام أن نَهُبَّ هبة رجل واحد لنصرة ديننا دين الإسلام، وأن نعمل بجد وإخلاص لتحكيم شريعة ربنا الرحمن، في الحياة والدولة والمجتمع، ولا يكون ذلك إلا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. اللهم اجعل هذا قريبًا وعلى أيدينا، واجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، ففيها الحفاظ على الأعراض، وصون لكرامة النساء والرجال، وتحريك لجيوش المسلمين لحماية أعراضهم ولنشر دين الإسلام، إنك ولي ذلك والقادر عليه. آمين يا رب العالمين!

 



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم البراء - ولاية الأردن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع