الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق إهدار 1.3 مليار طن من الغذاء سنوياً بينما الملايين لا يجدون قوت يومهم!

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


تهدر كميات من الغذاء تكفي لإطعام ملياري شخص سنوياً، الأمر الذي دفع وكالات الأمم المتحدة إلى وضع برنامج تفاعلي جديد في مسعى لتقليص الكميات المهدرة والتي يمكن أن تكفي بسهولة لسد رمق 800 مليون جائع في العالم، وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن ما يقدر بنحو 1.3 مليار طن من الغذاء أو نحو 30 في المئة من الإنتاج العالمي تفقد أو تهدر سنوياً، وتقول فاو إن أكثر من 40 بالمئة من المحاصيل الجذرية والفواكه والخضراوات و20 في المئة من البذور الزيتية و35 في المئة من الأسماك لا تصل لأفواه الجائعين في العالم. (العربية نت)

 

التعليق:


إن هذا الخبر يؤكد خطأ النظرة الرأسمالية للمشكلة الاقتصادية والتي تقوم عندهم على ندرة وسائل الإشباع بالنسبة للحاجات، أي أن المشكلة في الإنتاج، فأخذوا يعملون على زيادة الإنتاج دون البحث في الإنسان وحاجاته ووسائل إشباعها فضاع الإنسان وحاجاته في ثنايا بحث الإنتاج، مع أن المشكلة هي في كيفية امتلاك الثروة والمنافع الاقتصادية وكيفية توزيعها، بحيث يتم تحقيق الإشباع لجميع الحاجات الأساسية لكل فرد إشباعاً كلياً وتمكينه من إشباع حاجاته الكمالية بقدر استطاعته، فلو كانت المشكلة في الإنتاج كما يزعمون لما ذهب 1.3 مليار طن من الغذاء أي نحو 30% من الإنتاج العالمي من الغذاء إلى صناديق القمامة بينما هناك ملايين الجوعى في العالم لا يجدون ما يسد رمقهم، بل إن الآلاف من الناس يموتون جوعاً في كل عام على وجه البسيطة.


والناظر في أحوال الناس الاقتصادية من حيث حيازة الثروة يجد تفاوتاً كبيراً بين الناس، فالرأسمالية جعلت الناس يعيشون بين ثراء فاحش وفقر مدقع، حيث إن البعض من الناس يستحوذ على ثروة تقدر بالمليارات من الدولارات، ويستحوذ على الثروات الطبيعية؛ من بترول وغاز ومعادن، وعلى الأسواق الاقتصادية، وفي الوقت نفسه نجد في الجهة المقابلة الفقر والبؤس والحرمان، لدرجة أن بعض الناس لا يجدون قوت يومهم، ويحرمون من استغلال الثروات الطبيعية التي خلقها الله تعالى لجميع الناس، ولم يخصَّ بها أحداً من البشر؛ مثل شواطئ البحار، والغابات والأنهار وغير ذلك مما هو عام لا يخصُّ أحداً من الناس.


إن هذه الإحصائيات تُري أن تطبيق المبدأ الرأسمالي خلف وضعاً مأساوياً لم يشهد له التاريخ مثيلا، فقد شهد التاريخ مجاعات وقحطاً وسوء محاصيل، لكن أن يكون الغذاء متوفراً في العالم بل في البلد الواحد وأهله لا يقدرون على تحصيله لعدم امتلاكهم للمال ويتلف منه ما يكفي الجوعى، فذلك ما لم تشهده البشرية من ظلم ووحشية.


إن العالم اليوم قد اكتوى بلظى الرأسمالية، وإنه لا خلاص للبشرية كلها إلا بتطبيق الإسلام في خلافة على منهاج النبوة تنظر إلى المشكلة الاقتصادية نظرة صحيحة، على أنها مشكلة إنسانية، فتنظر للإنسان بإنسانيته وفرديته، ويكون هو موضوع البحث وليس الربح المادي، وتحسن توزيع الملكيات والثروات، فلا يبقى المال دولة بين الأغنياء فقط، وتمنع احتكار السلع والأسواق، وتعطي كل ذي حق حقه.


وقد شهد العالم على عدل الإسلام الذي جسده تطبيق أحكامه في ظل الدولة الإسلامية طوال قرون، وبذلك ساد المسلمون العالم وحملوا له رسالة الهدى والنور، فإلى العمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة ندعوكم.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع