الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مصر ودول مجلس التعاون الخليجي رأس حربة في خطة إنشاء قوة للتدخل الإقليمي خدمة للغرب

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


تم الكشف هذا الأسبوع عن أن مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، تتباحث في إنشاء حلف عسكري لمواجهة المسلحين الإسلاميين، مع احتمال وجود قوة مشتركة للتدخل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتدور هذه المناقشات بعد مرور ثلاث سنوات على الربيع العربي في المنطقة، وبين تلك الحكومات التي ترى بشكل متزايد "المتشددين" الإسلاميين والحركات السياسية الإسلامية تهديداً لها.

 

التعليق:


إنها ليست المرة الأولى التي تتحالف فيها مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، لتشكيل تحالف للتدخل في الدول العربية الأخرى. فقد تعاونت مصر، والإمارات العربية المتحدة خلال الصيف الماضي في تنفيذ ضربات جوية ضد المسلحين الإسلاميين في ليبيا، وفقا لمسئولين أمريكيين، وقد قامت مصر الشهر الماضي بشنّ غارات على ليبيا من تلقاء نفسها. وبشكل منفصل، ونفّذت الطائرات المقاتلة للسعودية والإمارات العربية المتحدة هجمات ضد المسلحين في العراق. إن الجدير بالملاحظة حول الإعلان الأخير هو أن هناك الآن خططا لإنشاء قوة تدخل عسكري عربية دائمة لمحاربة الإسلام. والبعد العسكري للشراكة بين هذه البلدان هو استكمال المعركة الأيديولوجية ضد الإسلام السياسي، حيث ستُشنّ هذه المعركة على جبهتين: الجبهة العقائدية، والجبهة العسكرية.


أما على صعيد الجبهة العقائدية، فإن المملكة العربية السعودية حريصة على محاربة الإسلام السياسي في جميع أنحاء العالم، فقد تبرعت في آب/ أغسطس 2014م بمبلغ 100 مليون دولار لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCTC)، وقد قال عادل الجبير (السفير السعودي في الولايات المتحدة)، في لقاء تقديم الشيك إلى الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون): "إن الهدف هو المساعدة في توفير أدوات وتقنيات وأساليب لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه". وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2014م، نظّم مركز الإمارات للسياسة (EPC) مؤتمرا على مدى يومين لمناقشة التدابير اللازمة لمحاربة الإسلام تحت ستار الإرهاب، حيث قال الدكتور أنور قرقاش (وزير الدولة للشئون الخارجية) في المؤتمر: "لقد حذّرت الإمارات العربية المتحدة مرارا وتكرارا من التهديد المتزايد للجهات المتطرفة التي تطرح عقائد متطرفة في منطقتنا، ويجب علينا الاعتراف بأن هذه العقائد المتطرفة وبحكم طبيعتها لا يمكن إخضاعها، أو التلاعب بها، أو احتواؤها... إنهم معارضون في الأساس للقيم السمحة والأجندات المعتدلة التي توحدنا في دولة الإمارات العربية المتحدة مع العديد من شركائنا الدوليين. إن مكافحة التطرف تتطلب الجهد المتواصل ومجموعة واسعة من الأدوات من جانب المجتمع الدولي".


ويأتي هذا التحالف في وقت تعاني فيه القوى الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، من هزيمة عسكرية في الحرب على العراق وأفغانستان، ومن تعاظم المعارضة الشعبية في البلدان الغربية من تدخلات بلادهم عسكريا في بلدان العالم. فليس مُستغربا أن نجد الدول العربية تكثّف الجهود للقيام بالعمل القذر في محاربة الإسلام السياسي نيابة عن الغرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عدة نقاط يمكن ملاحظتها في هذه التطورات:


1- لقد كانت مصر، ودول مجلس التعاون الخليجي، على خلاف مع بعضها البعض لعدة عقود، إلا أن صعود الإسلام السياسي جعل أسيادها (أمريكا وبريطانيا) يضغطون عليها لمكافحة الإسلام السياسي، وأصبح يُنظر إلى الإسلام السياسي كمهدد وجوديّ لتلك الأنظمة العربية، سواء أكانت عميلة لأمريكا أم لبريطانيا الاستعماريتين.


2- إن الغرب لم يعد يعارض النظام السياسي في الأنظمة الاستبدادية العلمانية، مثل الدكتاتورية العسكرية في مصر، والنظام الملكي في دول الخليج. وعلى العكس من ذلك فقد دعم الغرب هذه الأنظمة السياسية لتصبح حصنا منيعا ضد "المتشددين" والنشطاء السياسيين الذين يسعون للإطاحة بهذه الأنظمة وإعادة الخلافة.


3- إنّ هذا التحالف العسكري بين هذه الدول هو لإحباط صعود الإسلام السياسي، وليس هناك أي ذكر لإزالة الأسد من السلطة. فمن الواضح أن الغرب - وخاصة أمريكا - يسعى لإبقاء نظام الأسد سليما، على الرغم من انتهاكه مرات عديدة الخطوطَ الحمراء التي حددها أوباما.


4- إن هذا التحالف يهدف أيضا إلى مراقبة انتشار النفوذ الإيراني، الذي يمتد من اليمن إلى لبنان بشكل متزايد عسكري قوي، وبهذه الطريقة، فإن الغرب يعدّ لحرب بين السنة والشيعة تدوم عدة سنوات؛ لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.


وبالتالي، فإنه لا بدّ للأمة الإسلامية من التفكير جدّيا في تغيير وضعها، من تبعية العبيد للغرب في ظل الأنظمة الاستعمارية الحالية التي يحرسها الموالون للاستعماريين، إلى العبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى، من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿...إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع