الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ألقاهُ في اليمِّ مكتوفاً وقال له      إيّاك إياكَ أنْ تبتلَّ بالماء

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


وكالات الأنباء - حركة النهضة تُعَوِّمُ اختيار رئيس الجمهورية.


التعليق:


لا تكون ثورةٌ إلاّ على واقعٍ مريرٍ، قد استشرى فسادهُ، وعمّ ظلمهُ الماديّ والمعنوي الناس وأحوالهم ومعاشهم وقيمهم، فسادٌ وظلمٌ حوّلَ ما يعتملُ في نفوس الناس مِن غليانٍ إلى ثورةٍ عاتيةٍ على ذلك الفساد والظلم وعلى الأشخاص والمنظومة المسؤولة عنه، والتي عرفها الناسُ طوال سنواتٍ عجاف، عرفوا ظلمها وفسادها وإفسادها وذاقوا سياطَ جلّاديها.


وكان الطبيعي والمنتظر أن تسفرَ الثورةُ عن واقعٍ جديد، بعد أن يُجتثّ الواقع الفاسد القائم، الواقع الجديد يشمل المنظومة القيمية التي ينبثق عنها نظام الحياة وكذلك الأشخاص الذين يتمثل فيهم ذلك كله.


الجريمة التي ارتكبتها القوى السياسية الرسمية والمرضيّ عنها من عواصم الاستعمار، إنها وبأساليب ملتوية ومخادعة ومؤامرات خفية وهزّ الحالة الأمنية قد عملت وبكل ما أوتيت من مكر الداخل والخارج على تثبيت الوضع القائم قبل الثورة بشقيه، المنظومة الفاسدة وأشخاص القائمين عليها.


لقد ثُبِّت الوضع القديم عبر نبذهم للإسلام كنظام حياة وتجريم الشريعة باعتبارها عامل تفرقة وتقسيم، ثم عبر سن دستور بمواد غير قابلة للتغيير يكرَّس فيها إقصاءُ الإسلام وتمكين العلمانية، ثم فُتح الباب على مصراعيه لأساطين الفساد والحرس القديم لدخول انتخابات وبكل إمكانياتهم ونفوذهم وأموالهم التي ورثوها ظلماً من العهد القديم، ليتصدروا المشهد السياسي من جديد.


بعد أن نجح من تزعّم رسمياً المرحلة السابقة وعلى رأسهم حركة النهضة فيما أوكل إليهم من مهام لإفشال الثورة والمحافظة على الوضع القديم، ولعلم القيادات السياسية بحجم الجريمة التي ارتكبوها، وما ينتظره أهل تونس عامة وكثير من الطيبين المغرر بهم من أتباعهم من بلاء جديد، فقد عمدوا إلى جريمة أخلاقية لعلها تسقط عن كواهلهم المسؤولية عمّا ستؤول إليه البلاد.. تلك الجريمة الأخلاقية غُلفت بدعوة الأتباع والناس لاختيار رئيس للجمهورية يرونه مناسباً لقيادة ما أسموه المسار الديمقراطي وإنجاح الثورة.


لقد قيّدتم الناس بقيد الدستور الفاسد أصلاً وفرعاً وقيّدتم الناس بأسماء مرشحة لا تملك إلا أن تنفذ ذلك الدستور مع أنهم بأشخاصهم وكائناً من كان الناجح منهم لا يستحق وصفاً غير الرويبضة.


كل المصائب القادمة على تونس وأهلها الطيبين ستوضع في رقاب الضحايا بحجة أنكم أنتم من انتخب الرئيس.


قد يوسوس الشيطان للظالمين أنه يمكنهم الإفلات من المحاسبة في الدنيا... لكن ماذا ستفعلون إذا ما فاجأتكم الأمة بما يسوؤكم وماذا ستفعلون يوم تقفون أمام الملك القهار في يوم لا تنفعكم فيه حيلة أو مكر؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع