الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق من لبيت المقدس وأكناف بيت المقدس

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن انتهاكات واعتداءات يهود على المسجد الأقصى، وعن قلق في المواقف الدولية وعن مظاهرات حاشدة في عواصم بعض الدول العربية. (الجزيرة 11/8).


وفي الوقت نفسه لم تفتأ هذه الوسائل عن نقل أخبار العراق والشام واليمن وغيرها من بلاد المسلمين من قصف وإزهاق للأرواح وتدمير للمساكن وانتهاك للحرمات.


- تواصل غارات التحالف الدولي على الموصل. (الجزيرة نت 11/8)


- مروحيات النظام السوري تسقط أربعة براميل متفجرة على حلب. (شبكة الشام الإخبارية 11/8)


- سقوط عشرات القتلى والجرحى في اليمن. (صحيفة الفجر)


التعليق:


هذا هو حال الأمة الإسلامية اليوم بعد أن تكالبت عليها الأمم من كل حدب وصوب، من الأقصى حتى إندونيسيا شرقاً، ومنه إلى الرباط ونواكشوط غرباً. حال يدمع العين ويعصر القلب حزناً وغضبا. فالمسلمون الذين وصفهم الله سبحانه بقوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾ يكادون أن يكونوا الأمة الوحيدة التي تعاني وتدفع ضريبة الذل المئات بل الآلاف المؤلفة من فلذات أكبادها، وهي الأمة الوحيدة التي يطحن أبناؤها رجالا ونساء وأطفالا طحنا ولا بواكي لهم!


وهذا يعني أن حال أمة الإسلام بعيد كل البعد عن الخيرية التي نطقت بها الآية الكريمة، فلم تعد أمتنا خير أمة أخرجت للناس، لأن خيريتها مشروطة بشروط ذكرتها الآية الكريمة، والمفروض أن يكون هذا البعد دافعا لكل من يؤمن بالله ويسعى لنيل رضوان الله تعالى أن يهب لنصرة هذه الأمة ودينها، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعمل مع العاملين الجادين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي فيها عز المسلمين وحفظ بيضتهم والذود عن مقدساتهم.


ولا يظنن أحد أن الخروج في مظاهرة أو المشاركة على صفحات التواصل (الاجتماعي) ونشر بعض الأدعية والأخبار التي تتعلق بالمسلمين هنا وهناك، أو حتى قيامه بمواساة المظلومين والمشردين من هذه الأمة بمال أو دواء أو غير ذلك، لا يظنن أنه بذلك قد قام بما أوجبه الله عليه من عمل للتغيير ونصرة للمسلمين، فأعمال الخير التي يتسابق إليها الكثير من أبناء المسلمين اليوم وإن كانت من الخير الذي حث الشارع عليه، إلا أن هذه الأعمال لا علاقة لها بواقع المسلمين الذي أمرنا الله بتغييره، فمن أقنع نفسه أنه بتلك الأعمال قد أدى الواجب الشرعي تجاه أمته من نصرة وسعي ونيل رضوان الله، فإنه يكون كمن يجري وراء سراب يحسبه الظمآن ماء. فنصر الله سبحانه أعظم من أن يتحقق بتلك الأعمال وإن كانت من أعمال الخير، لأن للنصر طريقاً واضحاً حدده الشارع سبحانه، ولا يكون ابتداء إلا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الأسوة الحسنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سار في طريق شاق وتحمل الصعاب حتى نصره الله سبحانه بإقامة دولة الإسلام في المدينة، فأعزه وأعز أمته بها، ومكن له في جزيرة العرب، ومنها انطلق إلى سائر أرجاء المعمورة حاملا رسالة ربه بالدعوة والجهاد.


ولذلك فإن من أحب فلسطين وغلى الدم في عروقه بسبب انتهاكات يهود لبيت المقدس وتدنيسه، ومن غار على أعراض أهل الشام وحرماتهم، ومن اهتم لأمر أمته وحالها، عليه أن يدرك أنه ﻻ خلاص لهذه الأمة من حياة الضنك هذه إﻻ بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي التي حمت فلسطين حتى في وقت كانت الخلافة فيه ضعيفة، وسقوطها أدى إلى سقوط فلسطين بيد يهود، وإقامتها يعني تحرير كل بلاد المسلمين سواء المحتل منها عسكرياً كفلسطين، أو تلك المستعمرة من قبل الغرب الكافر سياسيا وفكريا واقتصاديا.


أيها المسلمون، يا من وصفكم الله سبحانه بقوله كنتم خير أمة أخرجت للناس، هلا قمتم وقطعتم أيدي الخونة والعملاء من الحكام الذين سلطهم الغرب الكافر على رقابكم فساموكم سوء العذاب، أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، واعملوا وناصروا من يعمل جاداً جاهداً لتغيير حال الأمة تغييراً جذرياً تعود فيه خير أمة أخرجت للناس.


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُوْنَ * بِنَصْرِ اللهْ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العّزِيْزُ الرَّحِيْمْ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو خالد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع