الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مسلمو الحبشة يُضطهدون لعشرات السنين ولا ناصر لهم ولا معين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:‏


أصدرت منظمة العفو الدولية‎ ‎‏(أمنستي) تقريراً جديداً لها في 2014/10/29 حول تعامل إثيوبيا مع ‏مسلمي الأورومو جاء فيه: "إن السلطات الإثيوبية تستهدف بلا رحمة وتمارس التعذيب بحق أكبر ‏قومياتها الأورومو الذين يمثل المسلمون أغلبيتهم الساحقة‎."‎


وتحدث التقرير الذي يستند إلى أكثر من مائتي شهادة عن أن: "آلافا من أفراد إثنية الأورومو ‏يتعرضون باستمرار لعمليات توقيف تعسفية، واعتقالات طويلة دون محاكمة، ويختفون، ويتعرضون ‏للتعذيب بشكل متكرر، وإعدامات خارج نطاق القضاء". وأضاف أن: "العشرات من المنشقين الحقيقيين ‏أو المفترضين قتلوا‎".‎


وأكدت منظمة العفو الدولية أن: "ما لا يقل عن خمسة آلاف من الأورومو اعتقلوا بين عامي 2011 ‏و2014 في أغلب الأحيان "بمبررات مبهمة كتهمة المعارضة‎."‎


واستنطقت المنظمة معتقلين سابقين فروا من البلاد في كينيا وأوغندا ومنطقة أرض الصومال ‏‏(صومالي لاند)، وتحدث المعتقلون عن حالات تعذيب، منها: "الضرب المبرح واستعمال التيار الكهربائي ‏والإيهام بالإعدام والحرق بمعادن ساخنة أو بالبلاستيك السائل وعمليات اغتصاب بعضها جماعية‎".‎

 

التعليق:‏


دأبت السلطات الإثيوبية وعلى مختلف توجهاتها وانتماءاتها على اضطهاد المسلمين والتنكيل بهم بكل ‏الوسائل في الحبشة، وذلك منذ عهد الإمبراطور الطاغية هيلا سيلاسي وحتى أيامنا هذه.‏


فكان الطاغية آنذاك يضطهد المسلمين باستمرار في الحبشة، ويرتكب ضدهم المجازر تلو المجازر، ‏وبتشجيع كامل من الدول الاستعمارية الأوروبية، لا سيما بريطانيا وإيطاليا المستعمرتين الرئيسيتين للبلاد.‏


ولم يتوقف الاضطهاد في حكم منغستو هيلا مريم الشيوعي الذي تلا حكم هيلاسيلاسي، بل استمر ‏وبكل وحشية مدعوماً هذه المرة من الاتحاد السوفياتي البائد، ولم يتغير شيء على حال المسلمين في ظل ‏الانقلاب الشيوعي، وبقي على ما هو عليه.‏


وتواصل الاضطهاد أيضاً ضد المسلمين في حكم ملس زيناوي الذي أطاح بحكم منغستو هيلا مريم ‏بإسناد أمريكي مكشوف، والذي أصبح فيما بعد رجل أمريكا القوي ليس في إثيوبيا وحسب وإنّما في جميع ‏مناطق شرق القارة الإفريقية.‏


وما زال الاضطهاد مستمراً ضد المسلمين في إثيوبيا وبنفس الوتيرة بعد وفاة زيناوي في العام 2012 ‏وتسلم الحكم من بعده الرئيس الحالي للبلاد هايلي مريم ديسيلين والذي يُعتبر امتداداً لحكم زيناوي التابع ‏لأمريكا.‏


إن ّ الأورومو المسلمين وحدهم يُشكلون أكبر مجموعة عرقية بإثيوبيا ويُقدر عددهم بحوالي 27 مليون ‏نسمة، ولديهم لغتهم الخاصة بهم والمختلفة عن الأمهرية التي تُعتبر اللغة الرسمية للبلاد.‏


ويفوق عدد المسلمين في إثيوبيا من جميع العرقيات عدد النصارى الذين يتحكمون في البلاد، لكن ‏الكافر الغربي المستعمر ما فتئ يدعم الأقليات النصرانية في التمسك بالحكم، ويُساعدها في تشتيت المسلمين ‏وإبعادهم عن مركز القرار بشتى الطرق.‏


فمسلمو إقليم أوغادين الصومالي على سبيل المثال يخضعون للاحتلال الإثيوبي الفعلي، ومسلمو ‏الأورومو يخضعون لحكم عسكري محكم، وأمّا سائر المسلمين الآخرين في مناطق إثيوبيا المختلفة فهم ‏مشتتون ومهمشون ومبعدون عن مراكز التأثير السياسي في البلاد.‏


وكل هذا التنكيل والاضطهاد والتهميش الذي يتعرض له المسلمون في الهضبة الحبشية إنّما يجري ‏بتوجيه مباشر من الاستعمار الكافر من أجل إقصاء المسلمين عن الحكم بطريقة منهجية متعمدة، وإبقاء ‏النصارى وحدهم في السلطة - مع أنّهم الأقلية في البلاد - وذلك خدمةً للنفوذ الغربي، وإضراراً بمصالح ‏المسلمين، ومنعاً لوحدتهم.‏


لقد تحولت الدولة الإثيوبية الآن إلى ما يُشبه دولة يهود في الشرق الأوسط، بعد تبدل النظام العنصري ‏في دولة جنوب إفريقيا، وتخليها عن ذلك الدور، فإثيوبيا اليوم تُعادي جميع البلدان العربية والمسلمة بكل ما ‏أوتيت من قوة، فتتدخل عسكرياً في الصومال، وتُنصب نفسها زعيمة لدول مجموعة الإيغاد التابعة ‏لأمريكا، والتي تقوم بدور شرطي المنطقة، إضافة إلى استمرارها في ممارسة سياسات التنكيل بالمسلمين ‏في داخل إثيوبيا نفسها غير عابئة بتقارير منظمات حقوق الإنسان، ولا آبهةً بمشاعر المسلمين في العالم ‏بسبب ضعف البلاد الإسلامية وهزال أنظمة الحكم فيها، ونتيجة لغياب الراعي الحقيقي للمسلمين المتمثل ‏في دولة الإسلام المبدئية، فالدولة الإثيوبية تعتمد في ارتكاب جرائمها تلك على غطاء استعماري أمريكي، ‏يمنحها شبكة أمان يحميها من المساءلة القانونية الدولية على انتهاكاتها الفظيعة المستمرة ضد أبناء ‏المسلمين.‏


لكن هذا الوضع الدولي الشاذ لن يطول، وإن شاء الله سيأتي قريباً اليوم الذي ستحاسب فيه الأقلية ‏النصرانية الحاكمة في الحبشة على جرائمها المتواصلة ضد المسلمين، ولن تنفعها وقتها أمريكا ولا غيرها ‏من الدول الاستعمارية، وسيحكم إثيوبيا المسلمون حتماً في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة، وستُطوى ‏هذه الحقبة السوداء من تاريخ الحبشة، وستُفتح صفحة جديدة في إفريقيا تُسطر مفرداتُها الجديدة بمداد حكم ‏الإسلام وعدله.‏

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع