الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق بل الخلافة تنهي جوع الطيور

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أقام منتدى النهضة والتواصل الحضاري، ومنظمة الأيسكوا بدار الشرطة ببري في نهاية الأسبوع المنصرم ورشة الوسطية والاعتدال، في محاضرة بعنوان: (تحديات الخطاب الإسلامي المعاصر)، قال النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان: (إن إقامة الدولة الإسلامية لا يعني نهاية الجوع والوصول لحالة الرفاه، مشيراً إلى أن دولة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت حالة الناس فيها يسودها الضعف والمشقة. كما دعا إلى مراجعة بعض الشعارات مثل "الإسلام هو الحل".

 

التعليق:


هذا الخبر بالرغم من أنه ليس من الأخبار الطازجة إلا أن ما طرح فيه يجعل من العسير على المرء أن يتخطاه إلى غيره، إن طلب إقامة الخلافة ليس مربوطاً بالجوع ولا الرفاهية، إنما هو استجابة لأمر الله تعالى كما ذكر على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث قال: «... وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، والبيعة تنعقد لخليفة المسلمين أو الإمام أو أمير المؤمنين باختلاف المسميات. والخلافة نظام حياة أنزله الله سبحانه من فوق سبع سماوات؛ وهو سبحانه العالم بعباده ما يضرهم وما ينفعهم ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾. وتنظيم الاقتصاد جزء من جزء من هذا النظام.


وحتى يكون الحديث أكثر ملاءمة للحقيقة نذكر بعض ما ترتب على حياة الناس بعد تطبيق نظام الإسلام عليهم. نعم لقد كان عهد النبوة الأول به مشقة ولكن كيف كان يتصدى الحاكم لها، فهذا أبو بكر الصديق والفاروق رضي الله عنهما وزيرا رسول الله عليه الصلاة والسلام يربط كل واحد منهما حجرا على بطنه من شدة الجوع، فيذهبان للرسول عليه الصلاة والسلام لعلهما يجدان عنده شيئاً من طعام، فوجداه يربط حجرين. هذا هو الإسلام إذا جاعت الرعية يكون الحاكم أشدهم جوعاً، فهل هذا حال حكامنا اليوم، ففي عام الرمادة اشتد الجوع بالناس حتى اصفرّ لون الخليفة الفاروق عمر، ورقّ لحاله أحد الصحابة فجاءه بكبدة إبل، فسأله عمر (أيجدها عامة الناس) فقال لا، قال (اذهب بها حتى يجدها عامة الناس). فالحاكم في الإسلام أول من يجوع وآخر من يشبع، لا كما هي الحال في زماننا هذا يجوع الناس كي يشبع الحكام، بل ليعيشوا في رفاهية وتنعم.


وما لبث الصحابة إلا قليلاً فظهرت ثمار هذا النظام، فعمر بن الخطاب الذي اصفرّ وجهه من شدة الجوع من قبل، ينادي في الناس (أيها الناس لقد جاءنا خير وفير، ومال كثير، إن شئتم عددنا لكم عدا، وإن شئتم كلنا لكم كيلاً)، فحين يأتي المال لا يوضع في بيوت المال بل يوزع في الحال على أصحابه. وكان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بعد أن يوزع كل ما جاءه من أموال لمستحقيها يقوم بنفسه بكنس بيت المال ثم يصلي فيه ركعتين شكراً لله تعالى.


إن الأمر أبعد من ذلك، ففي عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، أخذ مال بني أمية وأنفقه على المعسرين من المزارعين وشق القنوات للزراعة، وأسلف من شاء أن يستزيد من الزراعة، فجاءت النتيجة في نهاية الحصاد أن جاب عماله جميع الأمصار فلم يجدوا من يأخذ الزكاة، فقال قولته المشهورة والتي لم تتكرر على مدار التاريخ: (اذهبوا به فاصعدوا في رؤوس الجبال، وانثروا الحب للطير حتى لا يقال إن الطير قد جاع في عهد عمر بن عبد العزيز. نعم إنه نظام رب العالمين يرفع الجوع حتى من الطير.


أما ما سماه الإسلام هو الحل فإن هذا ليس شعاراً، إنما هي حقيقة وواجب شرعي أمرنا الله به، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [الشورى: 10].


أما الشعارات التي كانت ترفعها الحكومة في السودان من مثل (الأمريكان ليكم تسلحنا) و(لن نركع للأمريكان).. ونحوها، فقد مزقتها الحكومة بيدها وداست عليها بأقدامها، واستجابت للضغوط الأمريكية، وحتى هذا المنتدى وعنوان المحاضرة الملقاة (الوسطية والاعتدال) ما هو إلا استجابة لأمر أمريكا، ولكن هل سترضى أمريكا في نهاية المطاف؟ هيهات هيهات ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس/ حسب الله النور

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع