الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الثورة الإسلامية لا تكون ولا تصح إلا على أساس إقامة الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


الصحف ووكالات الأنباء وصفحات التواصل (الاجتماعي):


دعوات للتظاهر والنزول للشوارع في مصر من الجبهة السلفية في يوم الثامن والعشرين من نوفمبر والبدء بحراك ثوري تمهيداً للثورة الإسلامية والتي تهدف، كما تعلن الجبهة السلفية منظمة الحراك، إلى:


1- فرض الهوية الإسلامية.
2- رفض التبعية الأمريكية.
3- إسقاط حكم العسكر.

 

التعليق:


بادئ ذي بدء، نقرر أن حراك الأمة الإسلامية أو دعوتها للحركة من أجل الإسلام أمر حتمي، بل هو فرض في حالة غياب الحكم بما أنزل الله، وفرض آكد في حال الهيمنة الأمريكية والغربية على بلاد المسلمين، ومحاولاتهم المستمرة والدؤوبة في الحرب على الإسلام، وفرضهم هويتهم الرأسمالية الليبرالية العلمانية على المسلمين. فلا بد للأمة حينئذ، على الأقل، إن لم تعمل بمجموعها لتحقيق الحكم بالإسلام وتمكينه، فلا بد لها من أن تبدي أكثر من غضبها وامتعاضها على أساس الإسلام، والإسلام وحده ولا غير في كل وقت وحين.


وبتتبع هذه الدعوة من خلال أصحابها، وعلى صفحات التواصل (الاجتماعي)، فإنها يغلب عليها أنها ردة فعل لهذا السفور والفجور الحادث في محاربة الإسلام والعاملين لنصرته، وإيقاع الطغيان والظلم عليهم وعلى الناس من قبل النظام الحاكم الحالي في مصر، كما إنها في الوقت ذاته ردة فعل رافضة لما حدث من مداهنة وتنازل وتوافق بحجة التدرج وبحجة المحافظة على التوافق الوطني من قبل الإخوان المسلمين، أدت - كما يقررون - إلى هذا الوضع الكارثي المأساوي الذي طال الجميع وأجهض الثورة وأحبط المشروع الإسلامي واستغل لضرب الإسلام والمسلمين وتشويه حملة دعوته.


فمن الواضح أن هذه الدعوة للحراك، وهي محمودة ومطلوبة طالما أنها على أساس الإسلام، ولكنها انتقالٌ مباشرٌ من الإحساس بالواقع إلى العمل دون فكر، أي دون فهم للواقع ودراسته والتعامل معه بمقتضى الحكم الشرعي لتحقيق الغاية أو الغايات المطلوبة، والتي هي: تحقيق الهوية الإسلامية وإعلاؤها ومنع التبعية الغربية وبخاصة الأمريكية، وإبعاد العسكر عن الحكم وحصر عملهم في نصرة الإسلام والمسلمين، فبالفهم والدراسة للواقع المراد تغييره أو التعامل معه وربطه بالحكم الشرعي المتعلق به، يكون العمل مربوطاً بالفكر من أجل غاية، ولا يكون العمل مجرد ردة فعل على الواقع السيئ فيكون عملا سيئا من جنس هذا الواقع السيئ.


ففي الوقت الذي نريد فيه إفراد الهوية الإسلامية في معترك الحياة، لا بد من تحديد ما هو المقصود بالهوية الإسلامية وكيفية تحقيقها على أرض الواقع، فنجد أن الهوية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأنظمة التي تحكم العلاقات بين الناس من نظام حكم إلى اقتصاد واجتماع وسياسة خارجية ومناهج ثقافة وتعليم وإعلام، وهذا كله مرتبط ارتباطاً شرعياً وثيقاً بهوية الدولة وحتمية أن تكون دولة إسلامية عبر عنها الشارع وسمَّاها بالخلافة.


وكذلك منع التبعية الغربية بخاصة الأمريكية، لا يكون إلا بنظام حكم يرفض الفكرة الغربية بطريقتها الديمقراطية في الحكم ورأسماليتها في الاقتصاد. نظام يسعى إلى أن تكون له غاية في سياسته الخارجية وهي حمل الإسلام بالدعوة والجهاد رسالة للعالم وإدارة السياسة الدولية على هذا الأساس، وما تقتضيه هذه الإدارة من مواجهة ومنابذة لهذه القوى الغربية الدولية وعلى رأسها أمريكا ومحاولة انتزاع مركز الصدارة منها وتبوء هذا المركز، وهذا أيضاً لا يكون إلا بدولة الخلافة على منهاج النبوة.


أما إبعاد العسكر عن الحكم، وهم المتنفذون الحقيقيون حالياً في مصر ولكن من خلف ستار ادعاء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، فهذا الإبعاد أو الإسقاط، حيث لا مشاحة في الاصطلاح، فالمقصود به حتماً يجب أن لا يكون هدم الجيش في مصر، فالجيش هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين بالوقوف والانحياز إلى مطالبة المسلمين بإقامة الخلافة حينما تصير رأياً عاماً ومطلباً جماهيرياً نتيجة أعمال حمل الدعوة وما تقتضيه من صراع فكري وكفاح سياسي. فالجيش - كآلة عسكرية وهبة قتال - هو المؤهل لنصرة الإسلام والمسلمين ولإدارة الجهاد بإمرة خليفة المسلمين، ولمواجهة أعداء الإسلام من قوى غربية أو شرقية أو كيان يهود.


فالخلافة على منهاج النبوة هي التي توجد وتعلي الهوية الإسلامية، وهي التي تمنع وترفض التبعية الأمريكية، وهي التي تبعد العسكر عن الحكم وتجعل الجيش قوة ومنعة للإسلام والمسلمين، وتجعله بوتقة الجهاد والقتال دون شبهات من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض. هذه هي الخلافة، والتي إن لم نناد بها ونعمل لها، نكون ما زلنا نحاول المحافظةً على التوافق الوطني، وتجنب سوء الفهم والوقوع في الخشية من الناس وخوف التباس الأمور عليهم، ونكون ما زلنا نداهن بالإسلام، وما زلنا نتوافق مع غير الإسلام، وإن ادعينا الرفض للمداهنة والمهادنة والتنازل والتوافق والتدرج، بل نكون قد وقعنا في الإثم بمخالفة الإسلام في طريقته لتحقيق الهوية ومنع التبعية وعدم حصر الجيش في أعمال الجهاد والقتال لإعلاء كلمة الله في الأرض.


﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء الدين الزناتي
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية مصر

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع