الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق انتخابات ميتة.. ونظام مشلول.. وأمة تقف بالمرصاد

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


ضجيج وعويل أزعج الكثير من أهل السودان من صيحاته وعويله فلا تكاد تفتح صحيفة أو تلفازاً أو مذياعاً إلا ويطل عليك الحديث عن الانتخابات القادمة، وها هي صحف الخرطوم تمتلئ اليوم بمقالات وأخبار ولقاءات كلها تتحدث عن الانتخابات، ومن بين تلك الأخبار نتناول ما أوردته صحيفة الرأي العام الصادرة صباح اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2014م العدد (6118) حيث جاء فيها: (المفوضية تغلق السجل وعدد المسجلين مليون ونصف) وفي لقاء في نفس الصحيفة بمسؤول السجل الانتخابي بمفوضية الانتخابات الفريق الهادي محمد أحمد يقول: (حصيلة التسجيل (1,5) مليون مسجل ولدينا مراكز تسجيل خارج الشبكة ولا توجد وسيلة اتصالات بها وقد كان السجل (1,6) مليون ناخب في الانتخابات الماضية ستحذف منه الوفيات ومن فقدوا الجنسية).

 

التعليق:


إن ما يحدث في بلاد المسلمين من ممارسات سياسية تحت مسمى الانتخابات تكاد تكون هي (نكتة العصر) بلا منازع فالانتخابات في كل من مصر وتونس وها هو السودان على خطاهم كلها انتخابات بلا ناخبين، وأصوات بلا مقترعين ولا حناجر فهي جسد بلا حياة بل هي في حكم العدم ودليل ذلك ابتعاد أبناء الأمة عن المشاركة في هذه العملية السياسية التي يصفونها باللعبة القذرة ولقد ترفعت الأمة عن المشاركة في القاذورات فهي أمة تقية نقية نظيفة فلا تشارك في اللعب القذر وتعداد المسجلين والمشاركين الضئيلة في هذه الانتخابات تفصح عن حقائق جلية لا تحتاج إلى عبقرية لمعرفتها ولذلك فإننا نقول الآتي:


أولاً: إن الثورات التي لم تكتمل في بلاد المسلمين وما زالت الشعوب في المنطقة تقف على مبدأ الإسلام العظيم الذي سيجعلها تغلي في القريب العاجل مطالبة بحقوقها وهويتها التي سرقت في حين غفلة من الزمان ولأن الحكام يعلمون ذلك جيداً لذلك يتشدقون بالانتخابات ويحاولون امتصاص رغبة الأمة في التغيير الحقيقي بذات الوسائل والأساليب المتبعة وكأنهم قرأوا على يد شيطان واحد، ولكن نقول لهم إن الثورة آتية وإن التغيير قادم.


ثانياً: إننا أهل السودان قد كفرنا بالديمقراطية وبالانتخابات المفضية إلى تكريس الأوضاع القائمة ليس فقط لأن الديمقراطية هي فكرة خيالية غير قابلة للتطبيق وهذا بشهادة أهلها، وليس فقط لأن النظام الديمقراطي لا يمثل الأغلبية ولا يأتي بالأغلبية داخل البرلمان وهذا أيضاً بشهادة شيخ الرأسمالية والديمقراطية الغربية جورج سورس في كتابه (أزمة الرأسمالية العالمية)، حيث يقول: (الرأسمالية والديمقراطية يتبعان قوانين مختلفة فالرأسمالية تخدم المصالح الخاصة) ولهذا فإن النظام الديمقراطي هو نتاج التحالفات الآنية الأنانية بين رجال المال والسياسة، ونحن لا نرفض الديمقراطية لكل هذه الأسباب لكننا نرفضها لأنها تجعل التشريع للبشر بأغلبية الأصوات داخل البرلمان أما في الإسلام فالتشريع بقوة الدليل وهذا هو ديننا لذلك نكفر بالديمقراطية التي تصادم هذا الدين العظيم.


ثالثاً: أن الانتخابات المزمع عقدها في فبراير من العام القادم ما هي إلا حلقة من حلقات المؤامرة لتفتيت ما تبقى من السودان بإشراك القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في تمزيق السودان بحسب الرؤية الأمريكية.


رابعاً: لقد بلغ الأهل في السودان مرحلة من الوعي والاستنارة بحيث ما عادت تنطلي عليهم هذه الأنواع من أنواع العبث واللعب بمقدرات وقضايا الأمة كما ويقف خلف الأمة وأمامها رجال يمشون بالإسلام دعوة وكفاحاً ونضالاً من أجل سيادته وريادته ولذلك فإن الصوت اليوم هو صوت الإسلام لا غير وأي محاولة لتكميم هذه الأصوات أو محاصرة تلك الرغبات هي محاولة خاسرة فاشلة وستكسب الأمة المعركة إن شاء الله.


خامساً: إننا ندعو أهل السودان قاطبة للعمل السياسي على أساس الإسلام وجعل الانتخابات على أساس مبدأ الأمة لتختار رجلاً تبايعه على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فيقيم فيها الدين، فيتشرف بذلك السودان كونه جعل نقطة الارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشر بها النبي الكريم، حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ».

 

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع