الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق عشرون عاما منذ بداية الحرب الاستعمارية على القوقاز

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في الصباح الباكر من يوم 26 نوفمبر 1994 بدأت القوات الروسية الهجوم على عاصمة جمهورية الشيشان إشكيريا - غروزني المعلن استقلالها. كان هذا التاريخ في الواقع هو بداية الحرب الشيشانية الأولى. في ذلك اليوم، اقتحمت غروزني 40 دبابة من طراز T-72 و80 ناقلة للجنود المحمية من الجو بالمروحيات من طراز MI-24.


التعليق:


في ذلك اليوم منيت القوات الروسية والمعارضة بهزيمة ساحقة حيث كانت خسائر المهاجمين حسب إذاعة سفابودا "ما لا يقل عن 36 دبابة من طراز T-72 وعدة عشرات من ناقلات الجنود المدرعة ورشاشات آلية على 46 شاحنة. إجمالي القوات الروسية التي دخلت حينها مدينة غروزني كان حوالي 3000 جندي روسي ومعارض". بعد تلك الهزيمة المخزية، انسحبت القوات الروسية إلى خارج المدينة وبدأت بقصف المدينة عن بعد، ولم تجرؤ القوات الروسية على الدخول إلى المدينة مرة أخرى. هكذا بدأت حرب أخرى في منطقة القوقاز.


ذكرت ريا "نوفستي" أن رئيس مجلس جمهورية الشيشان طاووس جبريلوف قال في 15 أغسطس 2005: "خلال الحملة العسكرية الأولى والثانية في الشيشان قتل 160 ألف شخص". وهذا حوالي 13% من السكان حيث إن عدد سكان الشيشان الآن في 2014 هو 1.3 مليون نسمة.


في مطلع الثمانينات زاد نشاط الحركات القومية في الاتحاد السوفييتي، ومع انهياره في أواخر عام 1991على أساس قومي تأسست 15 جمهورية مستقلة. في ذلك الوقت تشكلت في القوقاز الحركة القومية (الكونغرس القومي العام للشعب الشيشاني) الذي ترأسه اللواء الركن في القوات الحربية الجوية السوفيتية جوهر دودايف.


إن رغبة دودايف في نيل الحرية من الكرملن وإعلان دولة مستقلة أدى إلى صراع مع السلطات الرسمية ومع الجمهورية السوفييتية الاشتراكية شيشان - أنغوشيا ذاتية الحكم التي يرأسها دوكو زافغايف. وفي 8 يونيو 1991 أعلنت الحركة القومية (الكونغرس القومي العام للشعب الشيشاني...) استقلال جمهورية الشيشان. وفي 27 أكتوبر 1991 انتخب دودايف رئيسا للجمهورية.


لم تعترف أي دولة في العالم باستقلال جمهورية الشيشان، وأصبح ممثلو الحركة القومية السوفييتية الاشتراكية شيشان - أنغوشيا ذاتية الحكم هم المعارضة وبدأوا بالنضال من أجل السلطة. منذ ذلك الحين حاولت المعارضة الإطاحة بحكم دودايف، ولتحقيق هذا الأمر تلقوا المساعدة من الكرملن، وحين فشلت كل مساعي الكرملن وحيله لتحقيق النتيجة المرجوة والسيطرة على قيادة جمهورية الشيشان انتقل الكرملن إلى الحرب المفتوحة.


إن هذه الرغبة البسيطة لدى شعب القوقاز في نيل الحرية والاستقلال تحولت مع الزمن إلى رغبة بتأسيس دولة إسلامية مستقلة. على مدى قرون اعتبر شعب القوقاز والشيشان وداغستان والأنغوش والبلغار والشركس والكثير من الأقليات مسلمين. لقد باعد اضطهاد الكفار لوقت طويل في الاتحاد السوفييتي بين المسلمين وبين فهم دينهم، لكن الإسلام بقي في قلوب المؤمنين ومع الوقت تأثرت الجماهير، وإن الرغبة بالعودة إلى أحضان دينهم سادت في البلاد، حيث وصل الشباب إلى المعرفة وهناك المدارس الدينية وقد فتحت المساجد وهناك حرية للوصول إلى الثقافة الإسلامية.


هذا من جهة، ومن جهة أخرى ازدهرت البيئة الإجرامية، واختطاف الناس والمواجهات الدموية والاتجار في المخدرات والأسلحة. وبدأ اضطهاد المؤمنين واختطافهم وقتلهم والاعتداء على النساء التقيات. وقد وضع الكرملن دمى في رئاسة شعب القوقاز وبدأ بشكل ممنهج بالتخلص من كل من لم يوافق على حكم الطاغوت.


اليوم وبعد 20 عاما من بداية الاستعمار الروسي الجديد للقوقاز لا زال المسلمون يعانون من الحكم الاستبدادي الطاغوتي. قسم من المسلمين يقوم بالصراع المادي لتحرير القوقاز من المحتلين وقسم آخر يحاول عن طريق تثقيف الناس ودعوتهم إلى الأخلاق تحرير الناس من أفكار الكفر الاستعمارية. الكرملن بدوره بذل كل جهد للحفاظ على هذه الأرض وعدم السماح للإسلام والمسلمين بالازدهار.


أيها المسلمون، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [سورة الحشر: 7] وقال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [سورة الاحزاب: 3]


إن النجاة من الكافر المستعمر ومن أفكار الكفر الاستعمارية تكون بالالتزام الدقيق بسيرة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو العمل الفكري والسياسي لإحياء دولة الخلافة. وإحياء دولة الخلافة يتطلب وجود مشروع شامل يجيب على جميع التساؤلات ويقدم الحلول لجميع المشاكل. وهذا المشروع يشمل التشريع الأساسي وهو دستور الدولة ومجموعة القوانين المفصلة في جميع المجالات والقطاعات في الدولة مثل الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية والسياسة الخارجية والداخلية للدولة.


وقد قدم حزب التحرير مشروعا شاملا لدولة الخلافة على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهو يعمل على منهاج النبوة. فاستجيبوا لنداء حزب التحرير، واعملوا معنا على نهج النبوة وليكن الله في عوننا.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع