الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أردوغان ينتقد "وقاحة" الولايات المتحدة في تعاملها مع كوباني ‏(مترجم)‏

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:‏


انتقد رجب طيب أردوغان "وقاحة" الولايات المتحدة حول النزاع السوري، مما يكشف مدى التوتر ‏القائم بين أنقرة وواشنطن بأيام قليلة فقط بعد أن اجتمع الرئيس التركي مع نائب الرئيس الأمريكي جو ‏بايدن. وقد توترت العلاقات في الأشهر الأخيرة بسبب إحجام القادة الأتراك عن التدخل عسكريا في الحملة ‏التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين سيطروا على مساحات ‏واسعة من العراق وسوريا. واتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها "وقحة" في الضغط عليه لمساعدة مدينة ‏كوباني المحاصرة من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي تقع على مرمى البصر من الحدود ‏التركية.‏


وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام مجموعة من رجال الأعمال في أنقرة في إشارة واضحة إلى ‏الولايات المتحدة: "لماذا يأتي شخص من مسافة 12 ألف كلم إلى هذه المنطقة؟" وأضاف: "أريدكم أن ‏تعلموا أننا ضد الوقاحة والتهوّر والمطالب التي لا تنتهي".‏


وقد أهان بايدن أردوغان الشهر الماضي بالقول أن سياساته المقترحة في سوريا قد ساعدت على قيام ‏الدولة الإسلامية في العراق والشام، إهانةً دفعت الرئيس التركي إلى التحذير من مآل علاقته بنائب ‏الرئيس الأمريكي.‏


إن واشنطن تضغط على أنقرة لاستخدام قاعدة أنجرليك الجوية جنوب تركيا كي تتمكن المقاتلات ‏الأمريكية من قيادة الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من هناك. ولكن تركيا ‏رفضت الرضوخ للضغوط، ووضعت عدة شروط للعب دور أكبر في الائتلاف. وأضاف أردوغان: "لم ‏ينظروا إلينا لما ذبح الطاغية بشار الأسد أكثر من 300 ألف شخص، وظلوا صامتين أمام همجية الأسد، ‏وفجأة يتحرك ضميرهم الآن من أجل كوباني، سوف نحل مشاكلنا، ليس بمساعدة "العقل المدبّر" لكن ‏بمساعدة شعبنا." وختم بايدن زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى تركيا يوم الأحد دون تحقيق أي تقدم في مسألة ‏التعاون العسكري في الأزمة السورية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم أردوغان الغرب بالقدوم ‏للمنطقة من أجل النفط. قال يوم الاثنين "أنا دائم اللقاء معهم ولكنهم لا يذهبون إلى أبعد مما أقول، ليس ‏لديهم أية حساسيات، ليس لديهم إلا حساسية واحدة: النفط، والنفط، والنفط ،..." ( المصدر: الجزيرة 26 ‏نوفمبر 2014)‏

 

التعليق:‏


لقد ذكر أردوغان هنا بعض الحقائق ولو جزئيا. فلماذا ظلت الولايات المتحدة والغرب غير مبالين ‏بذبح مئات الآلاف من المسلمين على يد بشار الأسد، فيما هي الآن حريصة على العمل (وإن كان ذلك ‏بوتيرة بطيئة) ضد تنظيم الدولة؟ لماذا كانوا عمياً صامتين عن مذبحة الشعب السوري؟ هل هناك فرق ‏بين وحشية ذلك الطاغية ووحشية التنظيم؟


إذا كان أردوغان يدّعي أن الولايات المتحدة لديها "حساسيات" ويريدون فقط "النفط"، فلماذا قال أنه ‏يتوقع من الولايات المتحدة أن تتصرف فجأة بطريقة مختلفة وتخلّص العالم من دميتها؟ هل من المعقول ‏أن نتوقع من ابن آوى أن يغير من طبيعته؟


السؤال الأصح هو: لماذا أردوغان الذي يملك الجيش التركي القوي كما يقول، وهو القوة الثانية في ‏حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، لماذا لم يذهب لمساعدة المسلمين؟ ومن المؤكد أن الأمة ‏الإسلامية لديها الحق الأكبر في أن تتوقع تحرك أردوغان وليس أوباما للتخلص من بشار ونظامه الدموي. ‏أين أردوغان من نبل الخليفة المعتصم بالله الذي استجاب لنداء امرأة مسلمة واحدة، لم يرسل فقط جيشا ‏لتحرير المسلمين، بل قاد بنفسه الجيش الذي فتح عمورية واحدة من أكبر المدن البيزنطية في ذلك الوقت.‏


كم هو شاسع الفرق بين زعيم عاجز لـ"دولة حديثة ديمقراطية قوية" يستنجد بطاغوت، وبين قائد ‏مخلص مؤمن بالله، كم هو مؤسف ومخجل الأول وكم هو نبيل هذا الأخير.‏


إن أبناء الإسلام الحقيقيين من الجيش التركي يستطيعون تنقية سوريا من دنس بشار وجميع شبيحته ‏المتعطشين للدم في غضون أشهر إن لم يكن أسابيع. عندها سنستطيع رؤية الفرق في تطبيق الإسلام بين ‏الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة، وبين من يزعمون أنهم يفعلون ذلك.‏


إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في سورة النساء الآية 75 بقوله:‏


‏﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ ‏نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾‏

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حمزة محمد

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع