الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق تنديد عالمي بمقتل طلاب مدرسة في باكستان

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نشرت صحيفة القدس العربي الأسبوع الماضي خبر مقتل 130 شخصا بمجزرة ارتكبتها حركة طالبان الباكستانية في مدرسة للجيش الباكستاني، فقالت الصحيفة:

 

شنت حركة طالبان الباكستانية الثلاثاء واحدا من أكثر هجوماتها دموية على مدرسة يؤمها أبناء الجنود، فقتلت 130 شخصا على الأقل منهم حوالي مائة تلميذ.


كما تناولت مواقع أخرى على الإنترنت تنديدات دولية بهذه العملية التي قامت بها حركة طالبان، ف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وصف العملية بـ"العمل الفظيع الجبان الذي استهدف طلابا عزلا بينما كانوا يتلقون العلم"، وقال: "إن المدارس يجب أن تكون مكانا آمنا لتلقي العلم، فالحصول على التعليم هو حق كل طفل، والذهاب إلى المدرسة يجب أن يكون عملا من أعمال الشجاعة". أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد رأى أنه باستهدافهم الطلاب والمدرسين في هذا الهجوم الفظيع، أظهر الإرهابيون مرة أخرى درجة سوئهم. وأما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد عبر عن "صدمته وذهوله لرؤية أولاد يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة". وأما الرئيس الفرنسي هولاند فقد وصف ما حصل بأنه "مروع". نقلا عن صحيفة النهار.


التعليق:


بداية لا بد من التذكير بحرمة قتل الأطفال حتى ولو كانوا أبناء كفار، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي قادة جيوشه أن لا يقتلوا طفلا أو شيخا فانيا أو امرأة، وهؤلاء الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بعدم قتلهم هم كفار أبناء كفار، فكيف تستبيح بعض الجماعات دماء بعض المسلمين رجالا ونساء وأطفالا؟! كيف يقتلون من عصم الله دماءهم إلا بالحق؟ ألا يتقون الله في دماء المسلمين، ألم يقرأوا قول الله عز وجل وهو يتوعد القتلة بقوله: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾؟ ألم يسمعوا ويقرأوا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدماء: «لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا»؟


أما وكالات الأنباء التي نقلت الخبر فقد ذكرت أن حركة طالبان وعلى لسان الناطق باسمها قد بررت قتل هؤلاء الأطفال بأنهم "أولاد ضباط في الجيش الباكستاني الذي يقوم بقصف ساحاتنا العامة ونسائنا وأطفالنا، والآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم"... "لذلك اضطررنا إلى شن هذا الهجوم بعدما تحققنا من أن أولاد مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة"! ونحن نقول لحركة طالبان أين أنتم من قول الله سبحانه وتعالى ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾؟

 

وما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يقتلوا بجريرة ذنب اقترفه آباؤهم؟! وهل قتلكم لهؤلاء الأطفال يرضي الله سبحانه وتعالى عنكم، أم أنكم بعملكم هذا تغضبونه سبحانه؟
أما بالنسبة لتنديد رؤساء العالم بهذه العملية، فقد صدق فيهم ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا ونيف: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». فهؤلاء الرؤساء الذين يذرفون دموع التماسيح على أطفال المسلمين هم مدرسة في الإرهاب والقتل والإجرام، وهؤلاء الذين نددوا بهذه المجزرة، هم أنفسهم من يرتكبون المجازر في بلاد المسلمين بشكل شبه يومي، ولم نسمع منهم أو من غيرهم تنديدا، ولم نرَ الدموع الكاذبة تذرف على قتل المسلمين، فالطائرات بدون طيار الأمريكية تحلق على مدار الساعة في سماء باكستان، تقصف وتقتل وتدمر ولا تأبه سواء أقتلت مسلحين أم أطفالا أم شيوخا أم نساء، فالكل عندهم سواء، وجيوش هؤلاء الرؤساء الذين يذرفون دموع التماسيح على أطفال المسلمين ما زالت تحتل أفغانستان جارة باكستان، فقتلت الآلاف من المسلمين وشردت الآلاف منهم ودمرت البلد عن بكرة أبيه، وهم الذين قتلوا ما يزيد عن مليون طفل في العراق، وهم الذين يقومون الآن بحملة صليبية جديدة ضد الشام وأهله وثورته للقضاء عليها، فجيشوا الجيوش لمواجهة هذه الثورة، خوفا من أن تسفر عن قيام دولة عملاقة، فتقلب الطاولة على رؤوسهم ورؤوس عملائهم في المنطقة ثم تلاحقهم إلى عقر دارهم.


وأخيرا نوجه نصيحة إلى الحركات المسلحة في سائر بلاد المسلمين، فنقول لهم: إن الجيوش في بلاد المسلمين لا ينبغي أن تجعلوا منها عدوة لكم، فأبناء الجيوش هم إخوانكم وأبناؤكم وجيرانكم وأصدقاؤكم، فلماذا تستعدونهم؟ ولماذا تكون حربكم معهم؟ إن عدوكم الأول والأخير هو الغرب الكافر وعملاؤه من الحكام الذين يسخرون هذه الجيوش لخدمتهم وحماية مصالحهم لا لحمايتكم، ولذلك كان من المفترض بكم أن تحسنوا مخاطبة هذه الجيوش لتكون في صف الأمة لا في صف أعدائها، ولتكون عونا لكم في التخلص من العملاء وأسيادهم، لا أن تجعلوا منها عدوا لكم، فتستنزفوا قواها في حرب لا طائل منها، واعلموا أن حربكم معها لن يستفيد منها إلا عدوكم الذي يتربص بها وبكم، والذي يرى في هذه الجيوش مقتلا له إن قادها من يتقي الله ويوجهها الوجهة الصحيحة. فاتقوا الله في المسلمين وفي جيوش المسلمين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع