- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
برقيةٌ عاجلةٌ إلى من يهمه الأمر
إلى كل مسلم يهمه أمر المسلمين، إلى كل من يهمه أن يكون الإسلام عزيزًا، إلى كل الشباب المسلم التواق إلى رؤية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وقد عادت للوجود تصول وتجول، إلى كل من ينام مهمومًا لأن الأمة تعيش حياةً ذليلةً بين الأمم بسبب غياب دينها ودولتها عن معترك الحياة، إلى كل من يهمه أن يعيش حياته كما يريد الإسلام، إلى كل من يجد نفسه حيرانَ في هذه الدنيا في ظل تلاطم الفتن على أهلنا وبلادنا ولا يدري ماذا يفعل، إلى كل من سئم رؤية هذا النوع من الحكام الخائنين لله ولرسوله ولأمتهم، بعد أن رأى دموعهم تسكب على قتلى يهود بينما أيديهم ملطخة بدماء المسلمين التي سفكوها ويسفكونها في شتى بلاد المسلمين نبرق برقية عاجلة.
والبرقية أكثر استعجالًا إلى كل العاملين على إعادة الحكم بما أنزل الله وبناء دولة الخلافة على منهاج النبوة في شتى بقاع العالم الإسلامي والعالم بأسره، فنحن الآن في أواخر السنوات الخداعات وعلى أبواب خلافة على منهاج النبوة بإذن الله.
في الأمس القريب وبعد أن تقاطر الكثير من حكام وزعماء العالم الذين اصطفوا وبشكل واضح إلى جانب المجرمين وأعوانهم، يشاركهم بذلك حكامٌ للمسلمين عربا وعجما استخفوا بأمة الإسلام وقدراتها، وضربوا بها عرض الحائط في سابقة تحمل لنا البشارة والإشارة الواضحة، فرقصوا في ساحات باريس رقصة المذبوح لا محالة، أمام أسدٍ رأَوه ينتفض في عرينة هنا في بلادنا ويتململ، عيونه تبرق شررًا من شدة الجوع الذي لحق به فترة نومه، جوع للمجد والسيادة والريادة، جوع لذات الطعام الذي طالما تغذى عليه وغذى به عائلته، جوع إلى أن يكون سيد القفار والبحار وما وراءها، فجمع هؤلاء الجبناء خوفُهم، وعلت صيحاتهم - وهذا حال الخائف -، ثم في اليوم التالي قتلوا أخواتنا النساء المسلمات الحوامل، وعلت أصواتهم بالسباب على نبينا والنيل منه، ثم ماذا؟ هذه بطولاتهم فماذا بقي لدى هذا الغرب من شقاء للبشرية والإنسانية والمسلمين ولم يفعله؟ أي شجاعة هذه أيها الجبناء فبدل أن تسيروا في ساحاتكم وسط حماية جيوشكم، وعوضًا عن قتل النساء المسلمات الحوامل العزل في شوارعكم، وبدل أن تسبوا وتلعنوا، فلِمَ لا تسيروا جيوشكم نحونا إن كان لكم ثأر عندنا؟! نعلم أنكم أجبن من أن تفكروا بذلك بعد أن تململ أسدُ الأمة الإسلامية، أيها الغرب الغريبة أحواله نعلم أنك تترنح، حضارتك تحتضر، مدنيتك تتآكل ولا يسعفك بريقها، ديمقراطيتك وحريتك تنقلب عليك أمام سوء أفعالك، ستأكلون أنفسكم عما قريب وقبل خروج الأسد من عرينه ليتفحص بأيكم يبدأ...
نعم وصلنا إلى لحظة فارقة في حياة الأمم، وأمتنا أصبحت على وعي تام تعرف مَنْ مع إسلامها ومَنْ هو عدو لإسلامها، أمتنا أصبحت تغلي الدماء في عروقها، وستنفجر ثورةً في وجه هذا العالم المتسلط على شعوب الأرض لتؤسس الكيان الذي يسعد البشرية جمعاء مصداقًا لوعد حبيبنا المصطفى ﷺ «ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».
واليوم يكتمل مشهد إفلاس هذا الغرب وأزلامه فيمعنون في سفك دمائنا في شامنا ويمننا وكأنهم يودعون بلادنا وأهلنا بكل ما أوتوا من شر وإجرام، بعد أن أيقنوا أن لا مكان لهم بعد اليوم في بلادنا، وأن إسلامنا بدأ يمسك بزمام الأمور، وفي كنانتنا "مصر الحبيبة" يتجلى قمة يأسهم وعجزهم وانهزامهم أمام شعبٍ قهرهم بصمته قبل تحركه، فلم يجدوا حيلةً يعبرون فيها عن يأسهم وإفلاسهم إلا في حرق الكتب المدرسية الإسلامية في مشهد هو الهزيمة بعينها، وفي ذات الميدان الذي ثار فيه أهل الكنانة على ظلمهم وجبروتهم فأسقطوا فرعونهم وفي مشهد في منتهى العجز والهزلية والانهزام يريدون حشد النساء لإعلان ثورة على حجاب المسلمة التي قهرتهم بأخلاقها وحشمتها فتابعوا كيف سيكونون هزؤًا على أيدي حرائر أرض الكنانة.
ورغم هذا كله فها هي راية رسول الله ﷺ راية العقاب تطوف الدنيا نرفعها بكل الفخر والعزة والاعتزاز بها متحدين العالم كله أن الأيام القادمة هي لراية خير الأنام محمد ﷺ في دولة الخلافة الإسلامية.
فلكل مهتم بموضوع برقيتنا إليك فحواها:
- لا تجلسن على أريكة تتفرج على أعراض المسلمين وهي تنتهك، وعلى المسلمين يقتلون ويفترشون الثلج ويلتحفون الضباب وتتحسر عليهم، فالله سائلك عن كل ذلك.
- لا تركنن إلى أن المسؤولية لا تقع عليك لأنك فاقد الحيلة ولا تدري ماذا تفعل وتذهب أوقاتك حسرات وأماني لا تسمن ولا تغني من جوع.
- ولا تركنن إلى أن المسؤولية تقع على الحكام والمسؤولين والجيوش فقط لإنقاذ الأمة مما هي فيه من ذل وهوان، فرسولكم محمد ﷺ لم يكن لديه جيش عندما بدأ دعوته في مكة ليغير واقع الناس به، فأنت المقصود نعم أنت المقصود قبل أي كان إن كنت فهمت رسالة محمد ﷺ ومراد الله من إرساله ورسالته فالمطلوب منك أن تتحرك كما تحرك رسولنا الكريم لتغيير هذا الواقع ليصبح واقعًا إسلاميًا.
- لا تجلس تولول بعد أن انقسم العالم أمام عينيك فريقين؛ فريقاً مع الله ودينه ورسوله، وفريقاً ضد الله ودينه ورسوله، فمع من تحب أن تكون؟ وتذكر أن النار حفت بالشهوات وأن الجنة حفت بالمكاره، وأن لكل شيء ثمناً فهذه دعوة صريحة منا لك أن هيا التحق بركب العاملين لله ولدينه وعلى منهاج رسوله ولا يفوتنك الركب.
- وإلى كل من يهتم بأمر المسلمين، أقول عار علينا أن يبقى هذا حالنا نُولول ونبكي ونحن على فراشنا فلا بد من التحرك باتجاه الله ودينه لحماية ديننا وعقيدتنا وأمتنا وبلادنا.
- وإلى كل من يحب أن يرى الإسلام عزيزًا أقول: إن عز الإسلام لا يكون إلا بتحرك رجاله للذود عنه وحمايته وصدق النية في ذلك ليتحقق نصر الله لنا.
- وإلى كل الشباب المسلم الغيور الذي يحترق دمه في عروقه من شدة ما يرى من عداوة الأعداء لإسلامه ولنبيه أقول: أنتم الشباب أنتم الفرسان أنتم أمل أمتكم ورجاؤها، وها هو إسلامكم يدعوكم لنصرته لتفوزوا بعز الدنيا ونعيم الآخرة فهيا إلى العمل أيها الغيورون فالأمم لا يبنيها إلا رجالها فكونوا أنتم الرجال لتعيدوا أمتكم إلى سابق عهدها خير أمة أخرجت للناس.
- ولا يفوتنا هنا نحن في حزب التحرير ونحن نقود حملة #نعم_لراية_رسول_الله_لا_لأعلام_الاستعمار أن ندعوكم إلى سرعة الانضمام إلى صفوفنا للعمل سويًا على إعادة الإسلام إلى واقع الحياة فقد أعددنا لكم المشروع الفكري العملي لنهضة أمتنا على طريقة نبينا ﷺ، اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد اللهم فاشهد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرؤوف بني عطا