- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
على أنقاض دولة العز أردوغان يفتخر بأشباه دول
الخبر:
ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح له إلى أن "انهيار الدولة العثمانية نتج عنه 64 دولة مستقلة بعضها ضعيف ويقوم الأقوى باستغلاله".
التعليق:
لقد كان عام 1908 نقطة تحول جوهرية في عهد السلطان عبد الحميد وفي تاريخ الدولة العثمانية، وقد عُرف عن السلطان عبد الحميد سعيه لترسيخ الإسلام وحماية نظام الخلافة الإسلامية والحفاظ عليه، وقد أطلق شعار "يا مسلمي العالم اتحدوا" وكان عهده من أكثر أوقات الدولة العثمانية نجاحاً وصعوبة في الوقت ذاته. وقد بقيت تركيا مركزاً للدولة العثمانية حتى عام 1922 حيث تم تقسيم تلك الدولة العظمى، هذا الكيان الضخم الممتد من الشرق إلى الغرب، تم تقسيمه إلى عدة دول جديدة.
ففي سنة 1922 تم خلع آخر السلاطين العثمانيين "محمد السادس" كما ألغى مصطفى كمال نظام الخلافة نهائيا في العام 1924 وأعلن تركيا جمهورية وتولى رئاستها عام 1923 حتى وفاته 1938 وقد تمكن من إحلال نظامٍ علماني في البلاد طوال فترة حكمه. وقد جرت هذه الأحداث بعد اتفاقية لوزان عندما اعترفت الدول باستقلال تركيا حيث قال وزير خارجية إنجلترا "كرزون" رداً على أحد النواب الرافضين لمنح تركيا الاستقلال، إذ قال له:" القضية أن تركيا قد قضي عليها، ولن تقوم لها قائمة، لأننا قد قضينا على القوة المعنوية فيها (الخلافة والإسلام)."
إن تقسيم الدولة العثمانية هو حدث تاريخي سياسي وقع بعد الحرب العالمية الأولى، وقد أدى هذا التقسيم الى إنشاء العالم العربي الحديث وجمهورية تركيا، وهكذا تم القضاء على الدولة العثمانية أي على الخلافة قضاءً نهائيا كدستور دولة ونظام حياة على أيدي الإنجليز باستخدامهم عميلهم وأجيرهم الخائن مصطفى كمال.
قُسمت الدولة العثمانية الى 64 دولة هزيلة لتتمكن الدول الكبرى من إحكام السيطرة عليها بيسر وسهولة بحيث لا تقوم لها قائمة من جديد، إذ جعلت لكل بلد مشاكله وقضاياه الداخلية من باب إلهاء شعوب هذه البلاد بهمومهم ومشاكلهم المصطنعة لصالح تلك الدول الكبرى. فكان منها الضعيف ومنها القوي وذلك حسب ما تقدمه هذه البلاد من خدمات لتنفيذ مصالح أسيادهم من الغرب الكافر.
نعم 64 دولة بعضها ضعيف بينما تقوم الدول الأقوى باستغلالها وجعلها خاضعة لها في كل كبيرة وصغيرة والتي هي بدورها تكون خاضعة للقوى الإقليمية المتصارعة في العالم العربي، فنرى بعض الدول العربية يسيطر عليها النفوذ البريطاني وبعضها الآخر النفوذ الأمريكي، وهكذا فإن صراع هذه الدول الكبرى على تحقيق مصالحها ومحاولة بسط نفوذها على كل الدول في العالم العربي، صراع يدفع ثمنه أهل وسكان هذه الدول من المسلمين وغيرهم..
وهنا نوجه هذا السؤال لأردوغان رئيس الجمهورية التركية باعتباره يرى أن دولته هي من ضمن الدول القوية في العالم العربي: أي من هذه الدول الضعيفة يتم استغلالها من قبل دولتك القوية؟؟ ولصالح من يتم استغلالها؟؟؟
وبما أن تركيا هي من الدول القوية وتتمتع بموقع استراتيجي ولها قيمة تاريخية عند المسلمين وتحتوي على قوات عسكرية كبيرة، لماذا لا تأخذ دورها الريادي كما كان سابقا وتزيل الظلم الواقع على أهلنا في سوريا؟؟!! لماذا لا يتم نصرة المستضعفين بدلاً من استغلال الضعفاء لصالح أعداء الإسلام؟؟
أيها المسلمون:
لقد نفذ الغرب سياسته الاستعمارية على قاعدة "فرق تسد". فالمسلمون اليوم في محنة ما بعدها محنة وفي بلاء ما بعده بلاء ولا يحتاج إلى شرح ولا يتطلب أي بيان، فبلادهم تُحكم بأنظمة الكفر وهي مجزأة إلى أكثر من أربعين كياناً هزيلاً مسخاً، وبالتالي هم أضعف من أن يقفوا في وجه الكافر المستعمر.
لذلك أصبح من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يعمل لتغيير حال الأمة الإسلامية وإعادتها إلى حظيرة الإسلام لتُحكم بشرع الله عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتعود الأمة الإسلامية موحدة كالجسد الواحد، وهذا التغيير لا يمكن تحقيقه إلا إذا أدركتم قضيتكم المصيرية وهي استئناف الحياة الإسلامية واتخاذ إجراء الحياة أو الموت وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذه القضية المصيرية..
قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى (أم عبد الله)