- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
مشكلة نساء الشام ليست فقط في تجنيد القاصرات
الخبر:
آرا نيوز: "أطلقت رابطة المحامين السوريين الأحرار وشبكة المرأة الديمقراطية في مدينة قامشلو / القامشلي شمال شرقي سوريا، اليوم الأحد، حملة ‹لا لتجنيد القاصرات› ضمن الجماعات المسلحة في سوريا، مطالبةً المنظمات الدولية والمحلية المدنية منها، والحقوقية بالمشاركة لوقف هذه الظاهرة. وقال عبد الحميد تمو عضو مجلس الإدارة في رابطة المحامين السوريين الأحرار "إن مشكلة تجنيد الأطفال سواءً كانوا من القاصرين أو القاصرات، أصبحت ظاهرة عامة في كل سوريا، وأكثر استهدافًا للأطفال من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية، سواء كتائب الجيش السوري الحر، أو تنظيم ‹داعش› (تنظيم الدولة الإسلامية)، أو جبهة النصرة أو حتى وحدات حماية الشعب، وأصبحت مشكلةً كبيرةً جدًا، ساهمت في تهديم جيل كامل".
تتهم تقارير أممية المتحاربين في سوريا بتجنيد وخطف واستخدام القاصرين والقاصرات في الحرب الدائرة فيها منذ العام 2011، سواء باستخدامهم في العمليات العسكرية، أو في قطاعات لوجستية متعلقة بالحرب".
التعليق:
لقد تعددت الحملات المنددة بـ" تجنيد القاصرات" والمطالبة بإعادة تأهيلهن في المجتمع وتهيئة الجو المناسب لهن، أو الضغط على أصحاب القرار للحد من هذه الظاهرة. ونادت المنظمات "الإنسانية" جميع منظمات المجتمع الدولي بالمشاركة في تلك الحملات تنفيذًا لما جاء في وثيقة جنيف التي تقضي بمنع تجنيد القاصرين والقاصرات لما لها من تأثيرات سلبية كثيرة على المجتمع، وتساهم في تفسخ وتجهيل وتهديم جيل كامل حسب قولهم.
وكان عبد الحميد تمو قد قال "إن المنظمات المعنية بشؤون حقوق الإنسان، والمعنية بشؤون الطفل تراقب هذا الموضوع، وللأسف فإن منظمات حقوق الإنسان العاملة على الأرض في سوريا تتهرب من الموضوع، وتقفز فوق المشكلة، في حين أن المنظمات الدولية تراقب المسألة عن كثب، لذلك تواصلنا مع تلك المنظمات، وقدمنا كل الوثائق والمستندات والأسماء الخاصة بالمختطفين سواء من القاصرين أو القاصرات".
يتحدثون عن هذا التجنيد وكأنه هو المشكلة الأساسية أو الوحيدة لما يعانيه أهل سوريا داخلها والنازحون خارجها. وكأن هذا الأمر هو فقط المخالف للأعراف الدولية والإنسانية، وكأنهم لا يعرفون أس البلاء وأساس المصائب! لم يروا الظلم والبطش والقتل والدمار الذي يخلفه طاغية سوريا ونظامه وشبيحته في كل مكان! ولم يلمسوا الذل والجوع والتحرش والإذلال الذي تتعرض له النساء في سوريا الصغيرات منهن والكبيرات على حد سواء! ولم يشاهدوا وضعهن في مخيمات الإيواء بل مخيمات الإذلال في الدول المجاورة! بل منهم من تغنى بتلك المخيمات في بعض البلاد وبحسن الاستقبال لهن في ديباجات ممجوجة مستهلكة! لم يروا من تضطر منهن للزواج في ظروف سيئة للخروج مما تعيشه هي وعائلتها من ظروف سيئة مزرية في عرسال والبقاع والزعتري وغيرها!
إن هذه النظرة الضيقة والازدواجية في النظرة للأمور لن تفيد تلك الفتيات ولا عائلاتهن، لن ترفع عن كاهلهن العبء الثقيل الذي يحملنه والهم الثقيل الذي يرزحن تحته؛ فقد فقدن البيت والعائلة، فقدن الأمان والاطمئنان. فأصبح المستقبل أمامهن غامضًا مخيفًا مظلمًا. وهذا الوضع لن يغيره اجتماعات ولا حملات ولا نداءات، فلن يحسن وضعهن تقرير عن حالتهن أو ظلمهن بهذا التجنيد، ولن يخففه رجوعهن إلى أهاليهن بنفس الظروف. لن يكون التغيير إلا بالقضاء على هذا النظام الظالم وقطع دابره بإيجاد دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والتي أصبحت مطلب المسلمين المخلصين في الشام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي