رسالة إلى المسلمين في العالم - أ. أبو أنس
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وسار على هديه، وانتهج نهجه، واستن بسنته بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
أنتهز حلول شهر رمضان المبارك، شهر الجهاد والمجاهدة، شهر الصبر والمصابرة، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. وأتوجه إلى أمتي الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بهذه الرسالة عسى أن تلقى آذانا صاغية، وقلوبا واعية، فهي من قبيل الذكرى، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
أمتي أيتها الأمة العزيزة، أنت خير أمة أخرجت للناس، ما دمت آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، مستمسكة بمنهج الله، الذي أرسل به خير رسل الله، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، فأنت أكرمك الله برسالة الأنبياء بعد الرسول الخاتم، صلى الله عليه وسلم، هذه الرسالة هي أشرف الرسالات، وهذا المنهج عليه مدار السعادة والعزة والفلاح في الدارين الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). (آل عمران110)
فهداية البشرية منوطة بك بعد انقضاء عهد الرسل بالتحاق خاتمهم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأقام الدولة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال. لقد هدى الله به بعد الضلالة عيونا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وترك لنا منهاجا كاملا شاملا لكل مناحي الحياة، من الدولة حتى السواك، عليه مدار السعادة والفلاح، والعز والتمكين في الدنيا والآخرة. وتركه والإعراض عنه يورث الشقاء والذل والصغار في الدنيا، والعذاب الشديد، والخلود في نار جهنم في الآخرة، قال الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى). (طه 125)
فإلى العمل الجاد المنتج المبرئ للذمة، المرضي لربنا، ندعوكم أيها المسلمون، إلى العمل مع حزب التحرير، لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، تحقيقا لوعد ربنا جل وعلا القائل في محكم كتابه الكريم: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون). (النور 55)
وتحقيقا لبشرى رسولنا سيد المرسلين في الحديث الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" ثم سكت.
فابتدأ الأمر -أي الحكم- بالنبوة الكريمة، وسيختم بخلافة ثانية على منهاج النبوة، فالبدار البدار، والعمل العمل استجابة لوعد الله عز وجل، ولبشرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون). (الأنفال24). فالعمل العمل قبل حلول الأجل وانقطاع الأمل!
وختاما أيها المسلمون:
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار، برحمتك يا عزيز يا غفار يا رب العالمين.
اللهم اجعل شهر رمضان الكريم شاهد خير لنا لا علينا، وارزقنا فيه العمل الصالح، والفوز والفلاح.
اللهم أقم للإسلام دولته، واجعلنا من جندها، وارزقنا الشهادة في ظل رايتها.
اللهم عجـل بقيامها، وأقر أعيننا برؤية راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم عجـل بالنصر والتمكين لعبادك المؤمنين العاملين لعزة الإسلام والمسلمين.
اللهم أحينا حياة السعداء، وأمتنا مـيتة الشهداء، يا رب العالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ أبي أنس