- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
ماذا وراء هذه الفورة ضد الفساد؟؟؟
الخبر:
في لبنان تقوم حملة ضد الفساد تسلط عليها أضواء الإعلام بقوة، وكذلك في العراق وكذلك في مصر مما استدعى حل الحكومة الحالية وتكليف وزير النفط بتأليف حكومة جديدة.
فماذا وراء هذه الفورة ضد الفساد؟؟؟
التعليق:
منذ أن أدركت أمريكا أن المسلمين بدأوا يتحركون ويتململون ويتجرؤون على الكلام العلني عن الفساد والظلم واستباحة المال العام وبدؤوا بالبحث الجدي عن قيادة مخلصة لهم تساعدهم على التخلص من الطبقة السياسية التي تتحكم بهم وتوزع حصص السرقات للأموال العامة فيما بينها، حتى إن الأحزاب المشاركة في الحكم والتي كانت تستطيع السيطرة على مناصريها، رأينا أنها لم تستطع ذلك، بل على العكس منه وجدنا بعض مناصري هذا الحزب أو ذاك لا يستثنون أحداً من سخطهم وغضبهم وتحميلهم المسؤولية لما يحصل في البلاد.
هذه الأحزاب التي يفترض فيها أن تراقب وتحاسب وتقود الناس إلى ذلك، رأيناها تسكت وتراقب، بل وتحاول مؤخراً أن تشوه هذه التحركات للمحاسبة، ليس خوفاً من القيادات المشبوهة والممولة من بعض الدول كما يدعون، بل خوفاً على كشف أحزابهم وتغطيتهم للفساد ومشاركتهم للمفسدين والاستفادة المادية منهم، وهذا يفضحهم ويقتضي من الناس، وحتى أنصارهم، الانصراف عنهم والبحث عن قيادة جديدة نظيفة مخلصة واعية تطيح بهم وتقود الجماهير إلى شاطىء الأمان، حيث لا يعود هناك مكان لمثل هؤلاء السياسيين الفاسدين والمفسدين.
وهذا التذمر كان عنوان التحرك الشعبي الهائج منذ بداية الثورات في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها من بلاد المسلمين، حيث جاء التعبير قاصراً من الجماهير الثائرة ضد الفساد والمفسدين فقط دون أن تكون عندهم الرؤية الواضحة أن الفساد والظلم يأتي من المبدأ والنظام المطبق عليهم قبل أن يكون في الطبقة السياسية التي تطبقه.
فالفساد والظلم في نظام وضعه بشر لمصالحهم ولمصالح رؤسائهم ومصالح شركات كبرى ترعاهم وترعى وجودهم، فكيف يمكن الركون إلى هكذا نظام ومبدأ يأكل القوي فيه رغيف الفقير وماله؟
بل يهيئ له كل القوانين ليقوم بذلك دون حسيب أو رقيب؟
وفساد الطبقة السياسية الحاكمة كما يقولون التي اجتمع فيها أمران: أنها ارتضت بأن تحكم بغير ما أنزل الله، وتحكم بأنظمة فاسدة بطلب مباشر من الكافر المستعمر، ولولا قبولها بذلك لما اختارها المستعمر لهذه المهمة التي لا يمكن أن يقوم بها رجل مسلم يؤمن بالله ورسوله وبنظام حكمه الذي أمرنا بالعمل به واتباعه وحرمة اتباع غيره من أنظمة الطاغوت.
وما يحصل في لبنان هذه الأيام يحصل مثله في العراق، ولكن أمريكا المهيمنة على المنطقة عن طريق العملاء رأت أن يكون التنفيس عن الناس في العراق عن طريق العبادي رئيس الوزراء وكذلك في مصر عن طريق السيسي بتغيير الوزراء من خلال تشكيل حكومة جديدة بعد فضيحة وفساد وزير الزراعة الذي استقال قبل المحاسبة.
وعلى كل الأحوال إن ما نشهده في لبنان حالياً من تحرك مدني للمحاسبة والتغيير والإصلاح ما هو إلا محاولة من أمريكا لاستيعاب تذمر الناس وغضبهم قبل أن تسير الأمور على سكة لا تريدها أمريكا ولا تمسك بدفتها،
ولذلك تحاول التنفيس وإجهاض الحركات الشعبية الغاضبة والضحك عليهم بعد ذلك ببعض الإصلاحات وبعض الترقيعات والتغيير لبعض الوجوه الفاسدة وتبقي على البعض الآخر الذي يمسك بالأمور في البلاد ويأتمر بأوامرها وتعود الحالة كما كانت بل وأسوأ من السابق لأن حالة الناس أصبحت سيئة للغاية لا تحتمل،
والذي قد يساعد أمريكا للأسف الشديد على تمرير خديعتها هذه هو ما تروجه في وسائل الإعلام عن ضريبة الخراب والدمار والهجرة نتيجة ما يسمى بالربيع العربي والدماء التي سالت وتسيل للأبرياء من الناس مع ما لحق ويلحق بهم من الذين يطرحون أنفسهم قادة للتغيير وبخاصة الذين يزعمون أنهم خلافة إسلامية ويقومون بتشويه الخلافة الحقيقية التي هي أمل ومبتغى ورجاء، وفوق كل ذلك وقبله وبعده فرض رب العالمين علينا، ولا نرضى بغير حكمه بديلاً مهما كانت التضحيات.
لذلك علينا نحن المسلمين في كل بلاد المسلمين وبخاصة في لبنان والعراق ومصر أن لا نرضى بما تحاول أمريكا إسكاتنا به من ترقيع للوضع الحالي عن طريق عملاء جدد بدل القدماء منهم، وأن نعمل مع المخلصين الواعين من أبناء هذه الأمة "حزب التحرير" للتغيير الجذري الذي لا يكون إلا بتغيير الأنظمة والمفاهيم والأفكار الفاسدة أولاً ثم وضع الأشخاص المؤمنين الواعين المخلصين لتطبيق أحكام الإسلام التي لا خلاص لنا ولغيرنا إلا بها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان