رمضان والخلافة- ولنا في مواقف أهل الحق أسوة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المبعوث هدى ورحمة للعالمين وبعد
حديثنا اليوم أيها المسلمون بعنوان ولنا في مواقف أهل الحق أسوة
أيها المسلمون إذا ذكر أبو بكر ذكرت الخلافة، فهو أول من أسلم بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأول من صدع بكلمة الحق بين شيوخ قريش في الكعبة، وأول من لقي العنت والإيذاء في سبيل الدعوة، فقد حمله أربعة من قومه وهو بين الحياة والموت إلى منزله جزاء ما انهالت عليه قريش بالضرب يوم إسلامه، ولما فاق من غشيته أخذ يسأل ما فعل رسول الله؟ غير مبال من آلامه ثم نهض من فوره إلى دار الأرقم ليطمئن على رسول الله.
أيها المسلمون اتخذ أبو بكر مسجداً عند باب بيته مصلى فيه، فكان إذا تلا قرآناً بكى وأبكى كل من كان يستمع إليه من عبيد الحي وصبيتهم مما أسلم كثير علي يديه.
سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصديق وبشره بالجنة ورجح إيمانه بإيمان الأمة، وهو وحده استبقاه في مكة ليكون رفيق هجرته صلى الله عليه وسلم.
أبو بكر كان ثاني اثنين إذ هما في الغار الله ثالثهما، ترك أباه وأهله وأمواله وهاجر مع رسول الله لإعلاء كلمة الله ليكون الحكم يومئذ لله في مدينة رسول الله.
أيها المسلمون في المدينة المنورة علا نجمه رضي الله عنه وكان له من سيدنا محمد مكانة وزير بل أرفع، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلاً» وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر» بل إن أبواب بيوت الصحابة رضي الله عنهم المحيطة بالمسجد في المدينة كان تغلق إلا بيت أبي بكر فيقول صلى الله عليه وسلم: «انظروا هذه الأبواب اللاقطة في المسجد فسدوها إلا بيت أبي بكر فإني لا أعلم أحدا أفضل في الصحبة عندي يدا منه».
أبو بكر ينزل إلى السوق يتاجر ثاني يوم لخلافته، فيمنعه المسلمون لأنه ولي أمر المسلمين فلم يكن الإسلام عنده استثماراً ولم يكن المركز الأول لجمع الملايين من الذهب والفضة، ولم ير نفسه بأفضل من المسلمين، ينزل إلى السوق ليأكل من عمل يده.
أبو بكر أيها المسلمون خليفة المسلمين الأول يرد على كلمة سمعها من امرأة كان يحلب لها غنيماتها فقال: إلا أحلبها بل لعمري لأحلبها لكم، وإني لأرجو الله ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، ولو شاء أيها المسلمون لكانت له القصور، والأبراج والعبيد والحاشية والرصيد من الذهب والفضة.
أيها المسلمون أبو بكر خليفة المسلمين حضرته الوفاة فقال لأبنته وأهل بيته انظروا ملاءتي هاتين فإذا مت فاغسلوهما وكفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت.
ثم عاد يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((ردوا ما عندنا من مال المسلمين، فإني لا أصيب من هذا المال شيئاً)).
هذا هو المثل الذي يحتذى وهذه هي التضحية، وهذا هو الإيثار والوفاء والانتماء لدين الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون ماذا يقول حكام المسلمين لله عز وجل يوم الدين عن قصورهم وملياراتهم وحشمهم وخدمهم، وبذخهم والله سبحانه يحاسب على القليل فكيف الكثير.
ماذا يقولون عن فسادهم وإفسادهم رعاياهم وظلمهم وتجويعهم، وقمعهم، والتفريط بمقدساتهم، وبلادهم.
ماذا يقولون عن هذه الفرقة، وهذا الضعف والضياع، الذي عليه المسلمون اليوم والتي أحدثوها في شعوبهم.
ماذا يقولون عن وسائل الخراب والضلال التي بنوها لإفساد المسلمين.
أيها المسلمون الثرى ليس كالثريا، والذهب ليس كالحديد والنور ليس كالظلام، والعزة ليست كالعبودية وخلفاء الأمس كحكام اليوم فكونوا أيها المسلمون مع الصادقين المخلصين الناشطين من جند الخلافة لعودة الخلافة والحكم بما أنزل الله.
اللهم هيئ لهذه الأمة رجالاً مؤمنين صادقين صالحين يحاكون أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ليعيدوا للمسلمين مجدهم وعزهم وعدلهم.
اللهم تقبل منا طاعاتنا وصيامنا وقيامنا وتنفلنا وصلاتنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو أيمن