رسالة إلى المسلمين في العالم- أ.أبو بكر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتقبل الله طاعاتكم وجعل الله هذا الشهر الكريم شهراً مباركاً، يعظم الله به أجرنا، ويمن علينا فيه بالعز والنصر والتمكين، ويمتعنا بالعيش تحت راية الإسلام وبعد:
يا مسلمون: إن الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثاً، ولم يجعلنا هملاً، فقد كرمنا الله بأن جعلنا من بني الإنسان، {ولقد كرمنا بني آدم}، وكرمنا بأن جعلنا أمة وسطا شهداء على الناس، وأناط بنا حمل الإسلام، لإنقاذ أنفسنا وإنقاذ البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور، وكرمنا بأن جعلنا عبيده، نلتزم بأمره، وننتهي عن نهيه، والله سبحانه يعلم حيث يجعل أمره، فالمسلمون جديرون بحمل تكاليف الإسلام، والمسلمون جديرون بهداية الناس من الظلمات إلى النور، والمسلمون قادرون على القيام بكل هذه الأعباء، فنحن يقينا ندرك أن الله لا يكلفنا إلا وسعنا، وليس وسعنا في أداء العبادات فحسب وإنما وسعنا أن ننهض بتطبيق وحمل جميع أحكام الإسلام.
يا مسلمون: انظروا إلى حال المسلمين في كل أنحاء الأرض، إن المسلمين يرمون عن قوس واحدة، فدينهم مستهدف، وكرامتهم مستهدفة، ودماؤهم مستهدفة، وأعراضهم مستهدفة، وديارهم مستهدفة، والكرة الأرضية كلها مستهدفة، من هؤلاء الرأسماليين الكفار الذين لا يتورعون عن كل شر وإفساد ومنكر، والذين لا يرقبون في المسلمين وفي غيرهم من بني الإنسان إلا ولا ذمة، لا هم لهم إلا زيادة ثرواتهم ولا هم لهم إلا نشر الفسق والفجور والإلحاد، ولا هم لهم إلا استعباد بني البشر.
فهل حالنا هذا يرضي الله؟
هل نبقى خانعين لهذا الذل والهوان؟
لقد اقتحموا علينا ديارنا، وقد عبثوا في ديننا وقيمنا، وقد ولغوا في دمائنا، بل لقد اقتحموا علينا بفسادهم بيوتنا.
انظروا ما تفعله يهود في فلسطين؟
انظروا ما تفعله دول الكفر كافة في العراق وأفغانستان؟
أنظروا ما يحدث في الصومال والشيشان، وتركستان؟
انظروا ما يفعله أعداء الإسلام لتمزيق المسلمين في السودان واليمن وباكستان،؟
ماذا أبقوا لنا؟
فهل يرضى الله عنا إذا بقينا خاضعين أذلة يقرر مصيرنا من غيرنا وتنهب خيرات بلادنا ويحكم بالطاغوت في ديارنا؟
والله لن يرضى الله لنا ذلك.
هل رضي المسلمون في عهد رسول الله بسيطرة الشرك؟
وهل قعد سلفنا الصالح عن حمل الإسلام؟
لقد أشعل رسولنا صلى الله عليه وسلم حربا على يهود انتصاراً لعرض إمرأة مسلمة.
ولقد أشعل رسولنا حرباً على قريش لانتهاكها شروط صلح الحديبية، وقتلها عدداً من قبيلة خزاعة التي دخلت في صلح الحديبية في صف المسلمين.
لقد أشعل المعتصم حرباً ضاربة على الروم استجابة لمستغيثة.
لقد امتشق المسلمون السيوف في عهد الصحابة ومن أتى بعدهم، لإنقاذ البشرية من الظلمات إلى النور.
لقد فعل أسلافنا السلف الصالح كل هذه الفعال النبيلة وهم أقل منا عددا وهم أضعف منا قدرة وهم أقل منا إمكانات.
أليسوا بشراً ونحن بشر إنهم مسلمون ونحن مسلمون، قاموا بهذه التكاليف العظام، عن رضا واختيار طاعة لله سبحانه، وخوفاً من غضبه، ورجاء في رضوانه وعفوه.
إنهم بشر ونحن بشر، إنهم مسلمون ونحن مسلمون، لكنهم أخذوا هذا الدين بكل جدية، وتفانوا في حمل هذا الدين وفي تطبيق أحكامه.
يا مسلمون: طريق العزة بينه الله لنا، طريق الفوز في الدنيا والآخرة بينه الله لنا، لقد أكمل الله هذا الدين، {اليوم أكملت لكم دينكم} وقد ترك رسولنا لنا أمرين، لن نضل ولن نذل ما تمسكنا بهما: كتاب الله وسنة نبيه.
يا مسلمون: ليس في الأرض اليوم إلا فسطاطان: فسطاط الكفار والمنافقين وفسطاط المؤمنين الخيرين.
فهل رضي مسلم عاقل بالدخول في فسطاط الكفار والمنافقين؟
هل يرضى مسلم عاقل بمحاربة الإسلام والمسلمين بل بمحاربة الله ورسوله؟
المسلم العاقل يأبى ذلك، المسلم العاقل يتفانى في العمل لنوال رضوان الله.
أيها المسلمون: يا أهل المروءة والنجدة يا أهل القوة والمنعة إن الأمر جد لا لعب والحياة قصيرة، فلنغتنم هذه الأيام المباركة، فلنغتنم شهر رمضان الكريم شهر الجهاد والانتصارات، شهر العز والفخار، ولنضع أيدينا في أيدي حملة الدعوة إلى الله الذين يعملون لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة، ولنصدق مع الله.
فأي عمل أعظم من حمل هذا الدين؟
وأي عمل أعظم من العمل لجعل هذا الدين يتحكم في أمور الحياة؟
لمثل هذا فليعمل العاملون وفي هذا ومثله فليتنافس المتنافسون.
اللهم اجعلنا من العاملين لرفعة هذا الدين، ومن العاملين لنيل رضوانك، ولنوال عفوك والفوز بجنتك.
واجعل هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر عز ونصر يجمع الله به كلمة المسلمين الله آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو بكر