السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

إضاءات على تاريخ الدولة الإسلامية- الدولة العثمانية ج2

  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم


لقد سلطنا بعض الضوء على بعض أمجاد الدولة العثمانية، في عهد عدد من سلاطينها الأقوياء، وبخاصة السلطان محمد الفاتح، وبينا أنها أمضت خمسة قرون وهي الدولة الأولى في العالم، والدول كالأفراد سواء بسواء، لا بد أن تكون في فترة نشأتها ضعيفة، ثم يشتد عودها، إلى أن تبلغ ذروة مجدها، ثم تبدأ في الضعف والانحسار إلى أن يتم القضاء عليها. والدولة العثمانية ليست بِدْعا من الدول وإنما تخضع أو خضعت كغيرها لسنن نشأة الدول ثم اشتداد العود ثم الانحسار والضعف والزوال وقد عاش سلطاننا عبد الحميد الثاني، في عصر بلغت الدولة العثمانية مداها في الضعف، تكالب الأعداء عليها، وتنكر كثير من مثقفيها لها فماذا عسى سلطاننا أن يفعل.


تولى سلطاننا الحكم سنة 1293 هـ الموافق 1876م، والدولة تعج بالفوضى، فبعد اتفاقية لندن سنة 1840م التي وضعت حدا لأطماع عميل فرنسا محمد علي باشا حاكم مصر وبعد حرب القرم التي اشتعلت سنة 1856 - سنة 1858 وما تمخض عنها من اتفاقات بعد كل ما ذكرت ازداد تدخل الدول الأوروبية في شؤون الدولة العثمانية وفرض عليها تطبيق بعض القوانين المخالفة للإسلام واخذ قناصل أوروبا يبثون الأفكار المسمومة وأخذت المدارس التبشيرية توجه طلابها إلى زيادة الشقاق بين رعايا الدولة فاشتعلت عدد من الفتن الداخلية، وشنت بعض الحروب الخارجية، وأخذ عملاء بعض الدول الأوروبية من كبار مثقفي وموظفي الدولة يطالبون بتطبيق الدستور المأخوذ من عدد من الدساتير الأوروبية، متأثرين بأفكار الثورة الفرنسية، وأنظمة بعض الدول الأوروبية، مرجعين سبب ضعف الدولة إلى التزام الدولة بتطبيق الأحكام الشرعية واشرأبت نفوس بعض كبار الموظفين وعلى رأسهم رشيد باشا ثم مدحت باشا إلى المس بأنظمة الدولة والتطاول على سلاطينها فتم قتل السلطان عبد العزيز بمؤامرة خبيثة دبرها مدحت باشا وتم عزل مراد الخامس عن السلطنة بعد ثلاثة أشهر من توليه السلطنة، في هذه الآونة تولى عبد الحميد السلطة فالمطالبون بتطبيق الدستور كثر وعلى رأسهم مدحت باشا فما كان من السلطان إلا أن انحنى للعاصفة وطبق الدستور، فبعد عام انقض السلطان على الدستور الوضعي فألغاه وأعاد الشريعة الإسلامية لتحكم في أمور الحياة، ثم طارد هؤلاء العملاء وأبعدهم عن مراكز التأثير ونفى زعيمهم مدحت باشا إلى الحجاز حيث مات هناك. ولكن الدول الأوروبية لم يتركوا السلطان يلتقط أنفاسه فسرعان ما اشتعلت الحرب الروسية العثمانية بمباركة من بقايا أنصار تطبيق الدستور، وعلى الرغم من عدد الانتصارات الرائعة التي حققها العثمانيون في البلقان، وشرق الأناضول إلا أن تكالب أعداء الدولة من الروس وشعوب البلقان النصرانية، وبعض الدول الأوروبية، مكنت الروس والثائرين من هزيمة الدولة العثمانية، فاحتلت روسيا مناطق واسعة في البلقان وشرق الدولة مما أدى إلى عقد اتفاقية سان استيفانو المهينة ولما اطلع السلطان عبد الحميد على بنود الاتفاقية من رئيس مفوضي الدولة العثمانية مزّق هذه المعاهدة، وتم تعديلها في مؤتمر برلين سنة 1878م. وقد خسرت الدولة العثمانية البلقان بعد هذه الحرب ووضح للسلطان خسة ونذالة الدول الأوروبية، وسوء نواياها تجاه الدولة، ورغبتها في اقتسام ممتلكات الدولة العثمانية، تمهيداً للقضاء عليها فأخذت النمسا مثلاً البوسنة والهرسك وأخذت روسيا بعض الأراضي شرق الدولة وفي البلقان ثم أخذت بريطانيا جزيرة قبرص، وفرنسا تونس سنة 1881م وبريطانيا مصر سنة 1882م وأخذت بريطانيا بعض سواحل الجزيرة العربية فاقتربت كثيرا من البصرة وبدأ بعض مشايخ عسير واليمن بتنظيم تمرد على الدولة، وأخذت الدولة تعاني الأمرين من كثرة ديونها مما اضطرها إلى منح بعض الامتيازات الاقتصادية لبعض الدول الأوروبية، أدرك سلطاننا هذه الأخطار فبدأ بكل همة ونشاط بالقيام بإصلاح الدولة. وبدأ ذلك بإيجاد اللحمة بين رعايا الدولة فهمَّ بجعل اللغة العربية اللغة الرسمية ولكنه وللأسف الشديد وجد معارضة شديدة من كبار موظفي الدولة وعلمائها مما أجبره على الإقلاع عن هذه الفكرة ثم أخذ يتقرب إلى الرعية فقام بحماية الأكراد من الأخطار التي كانت محدقة بهم من الأرمن كما بث فكرة احترام الخلافة بين رعايا الدولة وبين الرعايا المسلمين في الكيانات الإسلامية الأخرى فاعتبرت الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها أن الخلافة حكم شرعي وأن للخليفة حق الطاعة والنصح في أعناق المسلمين ثم حث المسلمين على توحيد كلمتهم ورص صفوفهم للوقوف في وجه أطماع الاستعمار الأوروبي أما الجيش فقد أخذ يعده إعداد جيداً بتدريبه على فنون القتال الحديثة على يد مدربين ألمان كما جعل الأسطول العثماني ثاني أسطول في العالم بعد الأسطول الإنجليزي. ثم افتتح كثيراً من المدارس والمعاهد العسكرية وغير العسكرية إدراكا منه لأهمية العلم أما ديون الدولة فقد رسم خطة للتخلص من هذه الديون التي كانت تكبل وتشل إرادة الدولة ولم تمض إلا بضع سنين باعتراف أعدائه إلا وقد سدد ثلاثة أرباع ديون الدولة وإدراكا منه لأهمية المواصلات في تقدم الدولة والسيطرة على جميع أطرافها أنشأ شبكة عظيمة من خطوط السكة الحديدية وما مشروع خط استانبول- البصرة ومشروع سكة حديد الحجاز إلا أمثلة رائعة على هذه المشاريع الناجحة لقد كان رحمه الله يريد ربط استانبول بصنعاء فتم في عهده إيصال الخط الحديدي إلى المدينة المنورة ولكن وللأسف الشديد لم يستخدم هذا الخط إلا بضع سنين إذ سرعان ما خربته بريطانيا وعملائها من رجالات ما سمي بالثورة العربية الكبرى بل ولا زال هذا الخط معطلا إذ لم يرد الإنجليز وأذنابهم أن يذكر هذا الخط فيما إذا أعيد استخدامه بدولة الخلافة العثمانية.


أما الإضاءة الرائعة التي بلغ فيها السلطان عبد الحميد رضي الله عنه مبلغاً عظيما من الوعي والإخلاص فهي موقفه الرائع من مشروع إنشاء كيان لليهود في فلسطين وإن من يقرأ تاريخ سلطاننا بتمعن ليدرك كم كان سلطاننا واعيا وكم كان سلطاننا مخلصا وكم كان سلطاننا أبيا. كما إنه من يطلع على مؤامرات الدول الكبرى الكافرة وصنائعهم من يهود الدونمة والعملاء من رؤساء جمعيات تركيا الفتاة والعربية الفتاة وجمعية الاتحاد والترقي وجمعية العهد وغيرها، وغيرها، إن من يطلع على كل هذا ليدرك تمام الإدراك خسة ونذالة يهود الدونمة الذين تنكرت لهم جميع دول أوروبا بعد سيطرة الأسبان على الأندلس سنة 1492م ولم يجد هؤلاء الأنذال إلا صدر الدولة العثمانية الحنون وصدر المسلمين الدافئ والذين تسيرهم أحكام دينهم الذي يقدر حرمة سفك الدماء ويقدر حق كل إنسان في الحياة مع كل هذا كان هؤلاء الأنذال أول من لبى نداء دول أوروبا الكافرة التي اضطهدتهم وطردتهم واحتقرتهم، لبوا نداءها بالتآمر على الدولة العثمانية فهم أول من أنشأ الجمعيات الماسونية وغيرها والتي كان هدفها تحطيم الدولة العثمانية وقد عرض عليهم نابليون بونابرت إنشاء كيان لهم في فلسطين ولكنهم لم يكونوا مهيئين لتنفيذ عرضه ثم أخذت الدول الأوروبية تسخرهم وبخاصة بريطانيا وهم لا يتورعون على استخدام جميع الوسائل والأساليب وبخاصة النذلة منها لتحقيق غرضهم ومع مرور الزمن تمكن هؤلاء الخبثاء من إقناع عدد من كبار موظفي وضباط الدولة وبخاصة من درس منهم بالخارج، أقنعوهم بالانضمام لهذه الجمعيات للتآمر على الدولة فماذا فعلت الدولة تجاههم، أخذت الدولة تراقبهم ثم قضت على بعض دعواتهم الفكرية ولكنه لم يكن لدى الدولة أدلة كافية لإدانتهم ونحن المسلمين لا نعاقب مجرما إلا بعد ثبوت إدانته وظل هؤلاء وأعوانهم وأسيادهم من الكفار الأوروبيين يتآمرون حتى ظهرت دعوة هيرتزل بإنشاء دولة يهودية في فلسطين وقد دفعته بريطانيا للمطالبة بإنشاء كيان لليهود في فلسطين لأن ذلك يخدم مخططات الانجليز في السيطرة على المنطقة وحماية قناة السويس الحيوية لمواصلاتها البحرية وهدم الدولة العثمانية في نهاية المطاف، ولم يرضخ السلطان لضغوط بعض متنفذي الدولة العثمانية ولا لضغوط وليم الثاني إمبراطور ألمانيا ولا لضغوط بريطانيا ولم يتمكن هيرتزل من مقابلة السلطان إلا بعد محاولات ثلاث وأراد السلطان أن يعرف مكنون نفس هيرتزل فتركه يعرض مشروعه فرفض السلطان هذا المشروع الذي كان هدفه اقتطاع فلسطين من الدولة العثمانية وإعطائها لليهود وقد عرض هيرتزل مقابل موافقة السلطان عروضا مغرية منها تخلي دول أوروبا عن مساندة الأرمن وتسديد أغلب ديون الدولة العثمانية ودعمهم في إنشاء أسطول عثماني قوي إضافة إلى مبلغ كبير كرشوة للسلطان فاسمعي أيتها الدنيا ماذا أجاب سلطاننا بولنسكي صديق هيرتزل قائلا: "أنصح صديقك هيرتزل أن لا يتخذ خطوات جديدة حول هذا الموضوع لأني لا استطيع أن أتنازل عن شبر واحد من الأراضي المقدسة لأنها ليست ملكي بل هي ملك شعبي وقد قاتل أسلافي من أجل هذه الأرض ورووها بدمائهم فليحتفظ اليهود بملايينهم. إذا مزقت دولتي من الممكن الحصول على فلسطين بدون مقابل ولكن لزم أن يبدأ التمزيق أولا في جثتنا ولكن لا أوافق على تشريح جثتي وأنا على قيد الحياة" ثم يقول رحمه الله في مذكراته أيضاً: "ومن المناسب أن نقوم باستغلال الأراضي الحالية في الدولة وهذا يعني من جانب آخر أنه كان علينا أن ننهج إتباع سياسة تهجير خاصة ولكننا لا نجد أن هجرة اليهود مناسبة لأن غايتنا هي استيطان عناصر تنتمي إلى دين أسلافنا وتقاليدنا حتى يستطيعوا الهيمنة على زمام الأمور في الدولة".


هذا هو موقف سلطانكم، هذا هو موقف خليفتكم أيها السادة قارنوا بين موقفه المبدئي النبيل وبين موقف رويبضات هذه الأمة ممن يتسلمون زمام حكم المسلمين عبيداً ونواطير لأسيادهم المستعمرين قارنوا بين موقف هذا السلطان التركي بزعمهم وبين موقف من يعتبر نفسه من ذؤابة العرب وبين من يعتبر نفسه أنه من فلسطين كأزلام السلطة الوطنية الفلسطينية المزعومة إن هؤلاء العملاء تنازلوا عن فلسطين كل فلسطين لأعدائهم بل لم يكتفوا بذلك وإنما جعلوا أنفسهم في خندق الكفار وأخذوا يطاردون حملة الدعوة والمجاهدين يقتلونهم ويشردونهم ويسلمونهم لأمريكا وغيرها من دول الكفر ظانين أن أفعالهم القبيحة تحسن سلوكهم عند أسيادهم ولكنهم عبيد عبيد فسحقا لهم والله إنهم سبة عار هذه الأمة والله إننا نخجل أن يحملوا أسماؤنا وينطقون بلساننا.


ولنعد إلى سلطاننا فماذا عساه أن يفعل لمقاومة هذا المشروع لقد فعل سلطاننا ما يلي:


1- ضم سنجق القدس لمكتبه مباشرة وعين عليه والياً يتصل بالسلطان مباشرة وذلك ليحمي القدس وما حولها من العبث ويحبط إغراءات اليهود وقناصل الدول الكبرى لوالي القدس.
2- شدد مراقبة اليهود في فلسطين ومنع الزوار اليهود من رعايا الدول الكافرة من المكوث في فلسطين أكثر من شهر واحد.
3- جعل أرض فلسطين تتوزع في أربع ولايات عثمانية، قسم يشرف عليه السلطان وهو القدس وما حولها، وقسم ضم لولاية دمشق، وقسم ثالث ضم لولاية بيروت وقسم رابع ضم لولاية صيدا.


فماذا فعلت الدول الاستعمارية الكافرة، ازداد تآمر هذه الدول على الدولة العثمانية وقررت أن لا بد من عزل السلطان عبد الحميد الذي اعتبر عقبة كأداء يحول دون تحقيق أطماعها في الدولة وعقدت الدول الكبرى مؤتمرا برئاسة كامبل باترمان وزير خارجية بريطانيا آنذاك سنة 1907م وقررت اقتسام الدولة العثمانية وسرعان ما نجحت مؤامرة جمعية الاتحاد والترقي التي استولت على الحكم في الدولة وعزلت السلطان عبد الحميد سنة 1909م وعينت مكانه أخاه محمد رشاد الذي لم يكن يملك من الحكم إلا اسمه وسرعان ما اشتعلت الحرب العالمية الأولى ودخلت الدولة هذه الحرب دون أن يكون لها فيها ناقة ولا جمل إلى جانب المانيا والنمسا فتمت هزيمتها ثم قسمت بين المنتصرين في اتفاقية سايكس وبيكو واصطنعت بريطانيا مصطفى كمال بطلا ومكنته من تحقيق انتصارات وهمية وقد راهنت عليه في القضاء على الخلافة ومحو أي أثر للإسلام في تركيا والتخلي عن جميع ممتلكات الدولة العثمانية عدا الأناضول فتم القضاء على الخلافة نهائيا سنة 1924م وأسست ما سميت بجمهورية تركيا، كجمهورية علمانية تكن بغضا وحقدا وكيدا للإسلام والمسلمين.


ولنعد إلى سلطاننا بعد عزله وبعد خسارة الدولة العثمانية الحرب فقد جاءه أنور باشا وهو أحد أركان حكومة الاتحاد والترقي قبل اشتعال الحرب العالمية الأولى فنصحه السلطان ألا تشترك الدولة في هذه الحرب وأبلغه أنه كان طوال حياته يراهن على قيام حرب واسعة بين الدول الأوروبية لتتولى الدول الأوروبية تحطيم نفسها وتبقى الدولة العثمانية بعيدة عن الحرب وبذلك تعطى الدولة فسحة من الوقت لالتقاط أنفاسها وتجديد شبابها، ولكن عملاء الإنجليز من رجالات جمعية الاتحاد والترقي أبوا إلا أن يحطموا الدولة فتم قضاء الله وكان لهم ما أرادوا.


ولنعد أيضا لسلطاننا فبعد أن اتضحت ما ستكون عليه نتائج الحرب العالمية الأولى سنة 1918م زاره أيضا أنور باشا في سجنه فعلم السلطان أن أركان جمعية الاتحاد والترقي يفكرون في الانسحاب من استانبول، فأجابه السلطان عبد الحميد قائلا: بلغ أصحابك الاتحاديين واستحلفهم بالله ألا ينسحبوا من استانبول فنحن لسنا أقل شجاعة وإقداما وتضحية من قسطنطين الحادي عشر آخر أباطرة البيزنطيين الذي ظل يقاتل حتى خر صريعاً سنة 1453م عندما تم فتح القسطنطينية على أيدي الفاتح رضي الله عنه.


هذه مواقف سلطاننا النبيلة مواقف عز وأنفة وسؤدد رغم أنه كان سجينا ولقد أكرمه الله تعالى بأن اختاره إلى جواره سنة 1918م قبل أن يريه جيوش الانجليز وحلفائهم وجنود عميلهم مصطفى كمال وهي تعيث فسادا في عاصمة الخلافة أعظم مدن الدنيا.


بقي أخيرا أن يعلم شباب الإسلام نصاعة موقف السلطان عبد الحميد بعد اعتراف أكبر خصومه بذلك فهذا أنور باشا أيضا اعترف لجمال باشا أحد أركان جمعية الاتحاد والترقي وقائد الجيش الرابع العثماني اعترف أنور باشا أن رجالات جمعية الاتحاد والترقي وقعوا تحت تأثير الماسونية والصهيونية وقال أنور لجمال: "أتعرف يا جمال ما هو ذنبنا وبعد تحسر عميق قال: نحن لم نعرف السلطان عبد الحميد فأصبحنا آلة بيد الصهيونية واستثمرتنا الماسونية العالمية نحن بذلنا جهودنا للصهيونية فهذا ذنبنا الحقيقي" ويعترف أيوب صبري قائد الاتحاديين العسكريين إذ قال لقد وقعنا في شرك اليهود عندما نفذنا رغبات اليهود عن طريق الماسونية لقاء صفيحتين من الليرات الذهبية في الوقت الذي عرض فيه اليهود ثلاثين مليون ليرة ذهبية على السلطان عبد الحميد لتنفيذ مطالبهم إلا أنه لم يقبل.
وهذا أحد أولاد من أشعل ما سمي بالثورة العربية الكبرى يقول بما معناه أننا كنا سذجا كالبدو ولم نكن نعرف ألاعيب ودهاء الدول العظمى. ليت هذا الخائن كالبدو فالبدو أهل للمروءة، أهل للشهامة، أهل للعزة، أما هو فكان أهلا للخيانة، أهلا للنذالة.


اعترف هؤلاء الخونة بخيانتهم حالفوا الشيطان ومدوا أيديهم له للقضاء على دولتهم فماذا جنوا؟ أنهم لم يجنوا إلا الذل والهوان والعار والشنار، وأنت يا من اعتبرت نفسك ساذجا إنك لم تكن ساذجا وإنما كنت خائنا، حاربت الله ورسوله وأهلكت الحرث والنسل فماذا جنيت؟ لقد جنيت ومن حارب معك الخزي والعار، فأصبحت سبة عار والله إن فعالكم الخبيثة ليترفع عن فعلها مسيلمة الكذاب وأبو جهل فهما لم يخونا قومهما ولكنكما خنتما الله ورسوله وجماعة المؤمنين أما سلطاننا فإن تاريخه لا يزال يكتب بمداد من نور أنصفه المنصفون واعترف بإخلاصه وحكمته حتى المبغضون.


وستلتقون يوم القيامة يوم الحساب لتنالو حسابكم من رب الارباب وندعو الله أن يدخل سلطاننا جنات النعيم.


هذا تاريخ سلطانكم أيها الشباب وهذا تاريخ دولتكم المشرف أيها الشباب ألم أقل في الإضاءة الأولى أن الدولة العثمانية كانت رائعة وهي في أوج قوتها وهي عظيمة حتى في ضعفها.


اللهم اجعلنا من الذين يعيدون الخلافة الراشدة نستأنف بها الحياة الإسلامية نسطر بها صفحات ناصعة البياض نطمس بها ما فعله السفهاء منا والخونة من أبناء جلدتنا الذين اتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون الله ومن دون المؤمنين ليعود للخلافة بهاءها وللقدس واستانبول ومكة المكرمة والمدينة المنورة ودمشق وبغداد وقرطبة، لتعود لها ابتسامتها تعلو راية العقاب أبنيتها وليس ذلك على الله بعزيز وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبو بكر

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع