الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

قانتات حافظات_حق المرأة في التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

   

  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله مع حلقاتنا المتجددة، من سلسلة قانتات حافظات.

 
     وسنتناول اليوم موضوعا هاما، حاربنا الغرب من خلاله حربا شرسة من ضمن حملته التي شنها ضد الإسلام وأهله، وأسهل طريق وجدها لهذه الحرب هي المرأة ، فبدأ بتضليلها وتزييف الحقائق لها ، ودس السم بالدسم ، موهما إياها أنه الصديق الحميم الذي يخاف على مصلحتها ، وأنه لا يريد إلا إسعادها ونهضتها، مدعيا أن الإسلام سبب لها شقوتها.

 
     فبدأ بإثارة موضوع حقوقها من وجهة نظره هو، فشوه أحكام الإسلام الخاصة بها، والتي جاءت لرفع منزلتها وكرامتها، ومن هذه الأمور، ادعاؤه بأن الإسلام حرم على المرأة التعليم، وحرمها حقا من حقوقها، فكان لا بد من وقفة على هذه المسألة، وبيان زيفها وكشف كذبهم ، وكيف أن الإسلام لم يترك جانبا من جوانب حياة الإنسان إلا وبينها ووضحها، وأنه جاء للرقي بالإنسان كإنسان، بغض النظر عن كونه ذكرا أو أنثى، ولن يتحقق هذا الرقي إلا بتطبيق أحكام هذا الدين.

 
     ومن ضمن الأمور التي أثيرت، موضوع تعليم المرأة، حيث حاول الغرب وفي أكثر من موقف، بيان أن دين الإسلام دين التخلف والرجعية ، وأنه دين ذكوري ، منح الرجل كل شيء في الوقت الذي منع المرأة من كل حق.


     فصور المرأة المسلمة في إعلامه على أنها المرأة المتخلفة التي لا تفقه شيئا في الحياة، حتى ربما لا تدري كيف تكتب اسمها ، فهي امرأة جاهلة ، لا تعرف في هذه الدنيا شيئا فهي حبيسة في بيتها ، ومسلط عليها رجل جبار وكأنها عبدة لديه حرمها الكثير من حقوقها .

     ولكن الناظر لأحكام الشرع يجد زيف هذه التهم وكذبها، والقارئ للتاريخ الإسلامي حين كان لنا دولة إسلامية تطبق شرعة الله ومنهاجه ، يجد أنها افتراءات محضة ، كيف لا وقد سجلت المرأة المسلمة في التاريخ الإسلامي أروع الصفحات ، فكانت منهن من يؤخذ عنها الدين وهي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضا ابنته فاطمة وروت عن الرسول أيضا أسماء بنت عميس الخثعمية وروت عنها أم جعفر وأم محمد ابنتا محمد بن جعفر . وروت عن النبي أيضا ام اسحاق بنت سليمان وروى عنها محمد بن العباس بن الوليد عن أبيه عن أمه عن أم إسحاق عن أبي عبد الله.  وممن روين عن النبي اسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية وأسماء هذه كانت محدثة فاضلة ، ومجاهدة جليلة ، من ذوات العقل والدين والخطابة ، حتى لقبت بخطيبة النساء .  فهل كان هذا نتاج جهل المرأة في ذلك العصر أم وعيها ؟؟

    نأتي الآن إلى بيان مسألة تعليم المرأة ، وكيف أن الشرع أعطاها هذا الحق ، بل وجعله واجبا في عنقها ، تسأل عنه يوم القيامة في حال تقصيرها .
قلنا في حلقات سابقة، أن الأحكام الشرعية وبعض التكاليف جاءت واحدة للرجال والنساء على سواء. ومن هنا نجد الإسلام لم يفرق في دعوة الإنسان إلى الإيمان بين الرجل والمرأة، ولم يفرق في التكليف بحمل الدعوة إلى الإسلام بين الرجل والمرأة. وجعل التكاليف المتعلقة بالعبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة واحدة من حيث التكليف، وجعل الاتصاف بالسجايا التي جاءت بالأحكام الشرعية أخلاقا للرجال والنساء على السواء، وجعل أحكام المعاملات من بيع وإجارة ووكالة وكفالة وغير ذلك من المعاملات المتعلقة بالإنسان واحدة للرجال والنساء، وأوقع العقوبات على مخالفة أحكام الله من حدود وجنايات وتعزير على الرجل والمرأة دون تفريق بينهما باعتبارهما إنسانا .  وكذلك العلم والتعلم، فنجد أن الشرع فرضهم على المسلمين، لا فرق بين الرجال والنساء.

    فتعلم العقيدة فرض على المرأة، كيف لا والعقيدة الإسلامية هي أساس حياتها، وهي أساس علاقاتها ، بل هي أساس المجتمع فكل معرفة تتلقاها المرأة لا بد أن يكون أساسها العقيدة الإسلامية ، سواء أكانت هذه المعرفة متعلقة بحياتها هي أم بعلاقتها مع غيرها ، أو متعلقة بوضعها السياسي في الدولة أو متعلقة بأي شيء في هذه الحياة وفيما قبلها وفيما بعدها .  فطلب العلم واجب على كل مسلمة، فوجب عليها العلم الشرعي الضروري الذي عليه قوام الدين, كتعلم التوحيد, وباقي أركان الإسلام وما يلحق بها. لقوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" رواه الطبراني في المعجم وصححه الألباني.
 

     ومن هنا نجد أن التعليم واجب شرعي فيما لا يتم تعبد الإنسان لربه إلا به، كمعرفة فروض الإيمان، وفروض العبادات ونحوها ثم تصبح فرضية بقية المعارف بحسب وظيفتها ومسئوليتها ،ويدخل فيه تعلم الضروري من أمور المعايش الذي يختص بالنساء, كالطب والتمريض وغيرهما.  وقد كانت الصحابيات رضي الله عنهن أحرص النساء على تعلم أمور دينهن, ولم يمنعهن الحياء عن السؤال, كما جاء في أثر عائشة رضي الله عنها. ولكن رغم هذا الحرص, فقد كن حريصات أيضا على صيانة عفتهن, وعدم الاختلاط بالرجال ، فلم يكن يزاحمن الرجال لأجل تحصيله، ولكن طلبن أن يجعل لهن النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا خاصا لا يكون للرجال فيه نصيب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن. فكان فيما قال لهن:" ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين، فقال: واثنين" رواه البخاري

     ومن هنا نجد أن الشرع لم يمنع المرأة من التعليم ، ولكنه جعل للمرأة أحكاما معينة عند خروجها لتحصيل هذا الحق فعندما تخرج عليها أن تحرص أن تكون غير مثيرة للغرائز الكامنة في نفوس الرجال ، فتكون محافظة على نفسها ، ساترة لعورتها ، ملتزمة بلباسها في الحياة العامة ، لا تخالط الرجال ولا تخضع بالقول، ولا تختلي بهم ، بحجة أنه زميل دراسة ، أو أستاذها أو مديرها ....

  وما نراه اليوم من سفور وانحلال في المجتمع نتيجة خروج المرأة للحياة العامة للتعليم أو العمل وهي كاسية عارية لا يكون حله أبدا بمنعها من طلب العلم أو العمل ، بل الحل يكون فقط من خلال دولة إسلامية تطبق شرع الله وتقيم الحدود على كل مخالف ، والتي أسأل الله أن يجعلها قريبا بإذنه تعالى.

هذا ما لدينا اليوم ، ونلقاكم الأسبوع القادم بإذن الله ومع حلقة جديدة من حلقات قانتات حافظات ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع