الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

شأس بن قيس واقتتال المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 يقول ابن هشام في سيرته: «قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَمَرّ شَأسُ بْنُ قَيْسٍ -وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا، عَظِيمَ الْكُفْرِ شَدِيدَ الضّغَنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ- عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ. فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدّثُونَ فِيهِ فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ أُلْفَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ الّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيّةِ. فَقَالَ قَدْ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ لَا وَاَللّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ. فَأَمَرَ فَتًى شَابّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ اعْمِدْ إلَيْهِمْ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، ثُمّ اُذْكُرْ يَوْمَ بُعَاثَ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنْ الْأَشْعَارِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَفَعَلَ. فَتَكَلّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ وَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا حَتّى تَوَاثَبَ رَجُلَانِ مِنْ الْحَيّيْنِ عَلَى الرّكْبِ، أَوْسُ بْنُ قَيْظِيّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ الْأَوْسِ، وَجَبّارُ بْنُ صَخْرٍ، أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ مِنْ الْخَزْرَجِ، فَتَقَاوَلَا ثُمّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إنْ شِئْتُمْ رَدَدْنَاهَا الْآنَ جَذَعَةً فَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا، مَوْعِدُكُمْ الظّاهِرَةُ -وَالظّاهِرَةُ الْحرّةُ - السّلَاحَ السّلَاحَ. فَخَرَجُوا إلَيْهَا. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمُهَاجِرِينَ حَتّى جَاءَهُمْ فَقَال (يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اللّهَ اللّهَ أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمْ اللّهُ لِلْإِسْلَامِ وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيّةِ وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنْ الْكُفْرِ وَأَلّفَ بِهِ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنّهَا نَزْغَةٌ مِنْ الشّيْطَانِ وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوّهِمْ فَبَكَوْا وَعَانَقَ الرّجَالُ مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم سَامِعِينَ مُطِيعِينَ قَدْ أَطْفَأَ اللّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوّ اللّهِ شَأْسِ بْنِ قَيّسْ».
وتشهد الأمة وعلى مدار سنين مضت عودة شأس بن قيس، ولكن بوجوه وشخصيات مختلفة وبنفس الكفر وشدة الضغن والحسد على المسلمين، متمثلاً بدول مثل أمريكا، وفرنسا وبريطانيا وغيرها. يثيرالفتن الطائفية والعرقية والقومية والقبلية بين أبناء الأمة الإسلامية، ينتج عنها صراعات دموية، تحصد الأرواح و تأكل الأخضر واليابس، وتهجر الملايين من بيوتهم في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ليتمكن من فرض هيمنته ونفوذه على بلاد المسلمين ليمتص خيراتها لينعم بها ويترك أهلها يتلوون من الجوع والحرمان، بحجة حفظ الأمن والاستقرار والتدخل لإيقاف الحروب الأهلية وحماية حقوق الإنسان، فهو في ظاهره البراءة وفي داخله السم الزعاف. إن ما يقوم به شأس بن قيس من فتن ليست غريبة فهذا طبعه وطبع أعداء الأمة على مدى التاريخ، ولكن الغريب هو أننا نجد من أبناء الأمة من يستجيب له على مستوى الأفراد أو الجماعات، يقوم بتنفيذ مخططاته ولو أدى ذلك الى سفك دماء المسلمين الزكية، والأغرب من ذلك هو مواصلة مساندته والعمل معه بعد أن تتكشف حقائقه ونواياه الخبيثة. لقد شملت فتن شأس بن قيس هذا الزمان معظم بلاد المسلمين ان لم تكن كلها، شملت أفغانستان والعراق والباكستان وفلسطين ولبنان والصومال والسودان وغيرها. فما زال جُرح هذه البلدان ينزف بأيدي المسلمين أنفسهم.
لقد لعب شأس بن قيس المتمثل في أمريكا دوراً كبيراً في الفِتن والحروب الطاحنة بين القبائل الأفغانية. لقد قامت أمريكا بدعم لوجستي مفرط للمجاهدين الأفغان إبان حربهم مع الروس، ولم يجد قادة القبائل في هذا الأمر غضاضة بحجة تقاطع المصالح بينهم وبين أمريكا. ولعدم وجود الوعي السياسي لديهم، فإنهم لم يدركوا أن هذه العلاقة تعتبر انتحاراً سياسياً، وأنهم يضعون أعناقهم في ربق أمريكا، أي أنه لا بد وأن يكون لهذا الدعم مقابل ألا وهو تطبيق الأجندة الامريكية بحذافيرها. وبعد انتهاء الحرب مع الروس، أرادت أمريكا أن تتعامل مع قوة واحدة فقط، وبالطبع فإن الحظ يكون من نصيب الأقوى، فاندلعت حرب قبلية طاحنة بين ابناء الأمة الواحدة، يسفك فيها المسلم دم أخيه المسلم، قُتل فيها مئات الألوف ارضاءً لشأس بن قيس. وها هي أمريكا تعيد الكرّة مع الباكستان، فضربت الجيش المسلم بشعبه، فبدل ان يقف الجيش في صف شعبه انقضّ عليه وسفك دمه ومازال إرضاءً لأمريكا.
أما شأس بن قيس المتمثل في فرنسا فكان له دور كبير في مجازر الجزائر التي عقِبَت انتخابات الجزائر في بداية التسعينيات، فبعد أن أفرزت الإنتخابات التوجه والرغبة الحقيقية للأمة وتعطشها لعودة الإسلام -الأمر الذي لا يروق للغرب- أوعزت فرنسا لرجالاتها في الجيش للإطاحة بهذه الإنتخابات وفرض السيطرة الغربية على الجزائر، فتحرك الجيش وأعمل سلاحه في أبناء أمته إرضاءً لفرنسا. ولم يقف الأمر الى هذا الحد بل كانت تقوم بتفجيرات بين صفوف المدنين وتنسب ذلك الى جبهة الإنقاذ من أجل إعطاء الجيش مبرراً لسحق المسلمين، فلقد ثبت بـأن من يقوم بهذه العمليات هم أشخاص غير مختونين مما يدل على انهم بعيدون كل البعد عن الإسلام.
وما فعلته فرنسا وبريطانيا في دارفور حيث قامت بدعم قبائل آل (فور) الإفريقية المسلمة لوجستيا ضد القبائل العربية المسلمة، لتغذي الإحتقان القبلي وتُأججه لتجد لنفسها مدخلا تلج من خلاله في غرب السودان وتفرض هيمنتها بحجة حفظ السلام وبالتالي تسيطر على مقدراته، وللأسف استجاب المسلمون لها واندلعت الحرب القبلية وغذتها بريطانيا إعلاميا وحصدت هذه الحرب وما زالت تحصد أرواح الكثيرين، وتشرد مئات الألوف من المسلمين بأيدي المسلمين. وما يحدث في دارفور حدث في حرب جنوب السودان حيث أوجد شأس بن قيس المتمثل في بريطانيا مشكلة الجنوب وغذاها وأمدها بالسلاح عن طريق مساعدات الأمم المتحدة «الإنسانية !!!»، فحصدت هذه الحرب منذ عام 1982 ما يزيد عن مليوني سوداني وأضعافهم مشردين.
كما أثار شأس بن قيس المتمثل في أمريكا حرباً طائفية في العراق بين السنة والشيعة والعرب والكرد مع وجود هذه الطوائف وعيشها بسلام في العراق مئات السنين، فلم تنشأ بينهم هذه الفتن إلا بعد احتلال أمريكا للعراق، لقد قامت بذلك لتبعد نيران المقاومة عن جنودها، فلقد ثبت أنّ ممن يقوم بهذه الأعمال كانوا مكبلين في السيارات المفخخة مما يدل على أنهم مرغمون على ذلك. فمِثْلُ هذه الأعمال تُشْغِل المسلمين بعضهم ببعض بالقتل والذبح والدمار إرضاءً لأمريكا وغيرها.
ووقعت الصومال في مصيدة الصراع الدولي بين أوروبا وأمريكا، فكانت الحروب القبلية تحصد أرواح المسلمين هناك، فمنهم من سار في ركب أوروبا ومنهم من سار في ركب أمريكا، بعلم أو بغير علم. وكذلك ما حدث وما يحدث في لبنان من حرب طائفية أوجدها شأس بن قيس ويثيرها في أي وقت شاء. وما يحدث في فلسطين من اقتتال داخلي بين الفصائل الفلسطينية إرضاءً ليهود. وما يحدث الآن في اليمن من حرب بين الحوثيين والحكومة من قتل مستمر.
إن السبب الرئيس في إراقة دماء المسلمين الزكية هو استجابة كثير من أبناء الأمة الاسلامية على مستوى الأفراد أو الجماعات لتدخلات شأس بن قيس هذا الزمان في شؤون حياتهم. فاللّوم لا يقع على الغرب وحده، فهذا طبعه وهذه سياسته، ولكن اللّوم أيضاً يقع على أبناء المسلمين الذين استجابوا له وفتحوا له ثغرة للدخول منها ليفرض سياساته. إن واجب هؤلاء المسلمين رفض هذه التدخلات والاستجابة لقول الله سبحانه وتعالى الذي نزل في حق أوس بن قيظي وجَبَّار بن صخر ومن كان معهما من قومهما الذين صنعوا ما صنعوا عما أدخل عليهم شأس من أمر الجاهلية حيث قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كافرين * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (ال عمران 100-101).
إنّ واجبهم أن يردوا كيد هؤلاء كما رد الصحابي الجليل كعب بن مالك كيد ملك غسان عميل الروم في ذلك الوقت عندما عوقب كعب بالعزلة بسبب تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، يروي إبن هشام في السيرة النبوية على لسان كعب: «ثُمّ غَدَوْت إلَى السّوقِ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِالسّوقِ إذَا نَبَطِيّ يَسْأَلُ عَنّي مِنْ نَبَطِ الشّامِ ، مِمّنْ قَدِمَ بِالطّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلّ عَلَيّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ؟ قَالَ فَجَعَلَ النّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إلَيّ حَتّى جَاءَنِي ، فَدَفَعَ إلَيّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسّانَ ، وَكَتَبَ كِتَابًا فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَإِذَا فِيهِ: « أَمّا بَعْدُ فَإِنّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنّ صَاحِبَك قَدْ جَفَاك ، وَلَمْ يَجْعَلْك اللّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِك « . قَالَ قُلْت حِينَ قَرَأْتهَا : وَهَذَا مِنْ الْبَلَاءِ أَيْضًا ، قَدْ بَلَغَ بِي مَا وَقَعْت فِيهِ أَنْ طَمِعَ فِيّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشّرْكِ . قَالَ فَعَمَدْت بِهَا إلَى تَنّورٍ فَسَجَرْته بِهَا.» أي قصدت بها التنور وأحرقتها به.
إن السبب وراء هذا القتل المستحرّ هو إغفال هؤلاء المسلمين الحكم الشرعي في جريمة سفك دم المسلم على يد أخيه المسلم، وما أعد الله لهم من عذابٍ في الآخرة وخزيٍ في الدنيا، وأي خزي أكثر من الفرقة والتمزيق والهوان الذي تلاقيه الأمة اليوم على يد شأس بن قيس هذا الزمان. ألم يقرؤوا ويدركوا قول الله سبحانه وتعالى: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما» (النساء: 93). وقوله تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً» (الفرقان: 70).
ألم يدركوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «‏إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَكِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ قِيلَ فَهَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ» البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: «‏لَا تَرْتَدُّوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا وَلَا ‏ ‏تَنَاجَشُوا ‏ ‏وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا ‏ ‏تَدَابَرُوا ‏ ‏وَلَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَسْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (رواه أحمد).
فما لم يوجد الوعي السياسي عند الأمة لتَرُد كيد شأس بن قيس وما لم تستجب لحكم الله سبحانه وتعالى وتتوحد على كلمته فلن يقف شلال الدم في بلاد المسلمين على أيدي بعضهم بعضا. يقول صلى الله عليه وسلم «وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» رواه إبن ماجه. ويقول الحق سبحانه: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» (آل عمران: 103).

الاستاذ ابو اسيد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع