بين الحقيقة والسراب - قناة دريم الفضائية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تتراوح وسائل الإعلام في نقلها للمعلومة بين الجدية والحزم تارةً وبين الهزلية والكوميدية تارةً أخرى ، كل ذلك في محاولةٍ لإرضاء المتلقي المتلهف للمعرفة ، فما يناسبه من أساليب نراه يميل للأخذ عن طريقها ، وقد انتشرت اليوم من الفضائيات ما هو متخصصٌ في مجالٍ محدد كأن تكون فضائية إخبارية أو اقتصادية أو للتسلية والترفيه ، وهناك أيضاً من الفضائيات ما يكون عبارة عن مجموع هذه التخصصات وهي ما يصطلح على تسميتها بالفضائيات المنوعة ، حيث تبث الأخبار والبرامج بين السياسة والاقتصاد والمسلسلات حتى البرامج الغنائية والأفلام ، زاعمةً أنها ترغب فقط في إرضاء المتلقي ..
لكنَّ من يعرف النكهة لهذا الكوكتيل يعلم تماماً سبب تقديمه وبرخص الثمن ، إنه محلى بالدسائس ومزين بالرذيلة ، فكيف لنا أن نصدق بأنه مشروب الهناء أو مشروب الفضيلة ؟؟!!
وحتى نستطيع التمييز بين الغثِّ والسمين لا بد لنا من النظر لكل ما يبثُّ عبر فضائياتنا بعين النقد ، لأن الكل يقدم على طبقٍ من ذهب .. فهل هذا لسواد العيون، أم لذرِّ الرمد في العيون ؟؟
ولا بدَّ لإثبات ما نقول أن نأتي بالدليل : قناة دريم : هي نافذة (تعريفٌ من موقعها)على العالم فمن خلالها يستطيع المشاهد أن يجد كل ما يتوق إلى مشاهدتة أو سماعه من برامج وأعمال درامية وأحدث المسرحيات والأفلام السينمائية كما أنها تتيح له مشاهدة أكثر البرامج وعياً ومواجهة من خلال نخبة كبيرة من أفضل المحاورين و الإذاعيين ومجموعة من الإعلاميين الذين يهدفون إلى تقديم كل ما هو واقع و صريح دون تردد أو رقابة .
وكما ترون من التعريف فإن دريم عبارة عن مزيجٍ من البرامج المتعددة التي تتلقف المتلقي أياً كانت اهتماماته ، حيث لا تفسح له المجال بالفلتان من قبضتها إلا وبثت فيه بثاً من شعوذتها .
ومن أهم البرامج التي تقدم عبر هذه القناة بفرعيها :
برنامج عم يتساءلون: برنامج من المفترض أن يجيب على تساؤلات الناس فيما يخص أمور دينهم ، فهذا ما يفهم من عنوان البرنامج وهذا ما يقوله القائمون عليه ، لكن من خلال المتابعة لبعض حلقاته لا تجدُ أيها المستمع الكريم سوى إثارةِ قضايا لا يفهم من طرحها إلا االعمل على إفساد الذوق العام وإصدار فتاوى بالجملة لا تزيد المشاهد إلا تضليلاً وحيرة ، والملاحظ في هذا البرنامج الذي يفترض أن يجد السائل أو المشاهد ضالتة عند الإجابة على استفساره المطروح ، أنه لا يلبث إلا ويجد مئات الأجوبة على السؤال الواحد ، وكل شيخٍ له رأيه ولسان حال كل منهم يقول رأيي صحيح ورأي غيري خطأ.
وها هو برنامج العاشرة مساءً .. تقديم : منى الشاذلي ..
حسب تعريف موقع القناة بالبرنامج ،فهو :مجلة تلفزيونية يومية شاملة .. تأتي في العاشرة مساء تناقش أهم الأحداث العالمية و تقدم أطرف الأخبار و تتابع أهم أحداث اليوم مع كبار المسؤولين مع مشاركة الجمهور بكافة وسائل التفاعل وكذلك الحديث كل يوم في قضايا مختلفة ( طبية - إعلامية - حياتية - مستقبلية - علمية ) إلى جانب استضافة نجم من النجوم يكون في صدارة الأحداث و هذا البرنامج يقدم أيضا القضايا العربية المختلفة .
هذا البرنامج يتكرر أمثاله في العديد من الفضائيات ، وهمه تلويث الفكر الإسلامي من خلال تركيز فكرة فصل الدين عن الحياة وإعطاء المتلقي حالين من الدين ، دين معتدل وآخر متطرف ، وذلك من خلال استضافة شخصياتٍ تروج لمثل هذه الأفكار مثل عمرو خالد الذي كان يتحدث مع مقدمة البرنامج وكأنها إحدى محارمه إذ أزال أي نوع من الحشمة ممكن أن تكون موجودة ..
كما يلاحظ من خلال استعراضٍ للعديد من مقاطع البرنامج ، أن هذا البرنامج يوكل الفساد للأفراد والمجتمع وليست الحكومات التي هي أصلاً من ينشر الرذيلة بين الناس ، لكن البرنامج يركز على أن المشكلة ليست عند السؤولين بل في المجتمع المتهور ، وهذا في حلقته التي تحدثت عن التحرش وجعلت من الحكوة بريئة إذ لم تتلقّ بلاغاتٍ من الناس عن ذلك ...
هذه النوعية من البرامج تتكاثر يوماً بعد يوم في الفضائيات ، محاولةً إغلاق المجال أمام المتلقي للهروب من أذرعها التي تحاول اختطاف العقول ، كما تعمل على تمييع الشخصية الإسلامية،وإعطائها زياً لا هوية له ولا معنى محدد ..
وفي تتابعٍ مستمر يأتي برنامج دين و دنيا
الذي هو إبحار فى فكر المفكر الإسلامي جمال البنا (كما تقول القناة) من خلال حلقات يحاول أن يربط فيها بين ديننا و دنيانا بشرح مبسط .
هذا البرنامج يقدم البنا ليقول :" لابد من محو ومسح التراث كلية ورفضه بتاتاً لأنه لايصح أن يحكم الحاضر بعيون ميتة حتى ولو كانت من خمسين عاما مضت بسبب التطور والتقدم السريع الذى يشهده الواقع"
والعجيب أنه في ذات اللحظة وفى تضارب وتخبط راهن على مشروعه للتجديد فهو من وجهة نظره أنه سوف يلقى رواجاً وسيكون نواة المستقبل بعد حقبة أو حقبتين ، ومن هنا يتضح تخبط وجهل البنا هذا بل ويستبين لنا ترهاته وأباطيله التى يزعم أنها مشروع للتجديد مبنيٌّ على وسطية الإسلام التي هي التعددية ووجود بدائل كثيرة لدى الإنسان داخل القرآن والإسلام ليعيش مسلماً فى كل جوانب حياته وجميع أوقاته ، وهذا بحق منحى جيد واجتهاد مشكور ولكن عفريت العلبة كعادته دوماً يلغم كل جميل بفخاخ الصدمة والحسرة ويدس السم فى العسل ويدعي أنه يحسن صنعاً وهو من الأخسرين أعمالاً .
وحتى لا أطيل في كثرة السرد وتعدد البرامج ، فكلها تدور في فلكٍ واحد هو التضليل
وإليكم برنامجٌ يعده الكثير من المصريين يعبر عنهم ، برنامجٌ لا يخشى لومة لائم في التعبير عن رأيه بكل شجاعة وإقدام .
برنامج الطبعة الأولى مدته نصف ساعة يقدمه أحمد المسلماني.
أحمد المسلماني هو صحفي يكتب في جريدة المصري اليوم ،وهو خريج اقتصاد وعلوم سياسية ،مقالاته عميقة في كل ما يخص الشأن المصري والحرية متاحة له في قول ونقد ما يريده.
وبرنامج الطبعة الأولى من اسمه يتناول كل ما تقوله الصحف المصرية المعروفة وغير المعروفة من مشاكل سياسية مصرية وقضايا فساد في الدولة من أصغرها إلى أكبرها ، وهو برنامج ليس حوارياً فيقدم بنصف ساعة فقط وبإيجاز كبير مع قدرة كبيرة على قلب الحقائق وبث القضايا التي تجذب انتباه الشارع المصري.
برنامجٌ كهذا فيه خطر كبير على الأمة ؛ لأنه يصغر الحقائق ولا يضعها كاملة على الطاولة ولا يبحث فيها من وجهة نظر إسلامية ، ومن يطرح مشاكل الأمة يجب عليه توضيح حلولها بطريقةٍ إسلاميةٍ صحيحة .
هذه هي أهمّ البرامج التي تقدم على دريم 1 و2 والبقية الباقية هي عبارة عن برامج غنائيّة تعنى بالكليبات والفنّ الهابط ، التي نقلوها بشكليتها وطريقتها كما هي عند الغرب ، بحجة أنها نوعٌ من الفن ولها من البرامج تماماً كتلك التي تذاع على قنواتٍ غربية ، طبعاً لا داعي للوقوف عليها فأبسط الناس يعرف فسادها ..
دريم والقائمون عليها يحلمون بتشويه الإسلام ، لكنهم سيفاجؤون بأننا متأكدون أنهم لن ينجحوا ..
خنساء