الجولة الإخبارية 24-05-2010م
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين:
-
حركة حماس تلهث وراء أمريكا لإشراكها في التسوية السلمية
-
حكام قطر ومصر يتنافسون على إقامة علاقات متميزة مع دولة يهود
-
المفاوضات غير المباشرة تقود السلطة الفلسطينية إلى انبطاح كامل لأمريكا ودولة يهود
التفاصيل:
تتتابع الاتصالات بين حركة حماس وبين المبعوثين الأمريكيين بوتيرة متصاعدة، فبعد دبلوماسية الرسائل الموجهة للإدارة الأمريكية تأتي دبلوماسية الالتقاء بالوفود الأمريكية ذات الصلة بالإدارة، وكلها تهدف إلى جعل حكومة حماس طرفاً فلسطينياً لا غنىً عنه في أية تسوية سلمية ممكنة للمشكلة الفلسطينية.
ففي الأسبوع الماضي كشف مستشار حكومة حماس في غزة أحمد يوسف النقاب عن مضمون رسالتين بعثت بهما حركة حماس إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاء في إحداها: "إن الحركة حذَّرت واشنطن من أن أي تسوية سياسية للنزاع الفلسطيني (الإسرائيلي) تستثني حركة حماس سيكون مصيرها الفشل".
وأوردت صحيفة الحياة التي تصدر في لندن عن أحمد يوسف قوله: "إن الرسالتين تضمنتا تثمين التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية التي أعلنها الرئيس أوباما سواء من خلال تصريحاته أو من خلال خطابه في جامعة القاهرة"، وأضاف: "دعوْنا أوباما إلى ضرورة فتح قنوات اتصال مع حركة حماس مؤكدين له أننا لن نكون عقبة أمام أي مشروع سلام يتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو / حزيران 1967 عاصمتها القدس".
وأعقب هذا الكشف عن مضمون هذه الرسائل الخطيرة مباشرة قيام وفد أمريكي تابع للجمعية الوطنية للمصالحة الدولية أو مجلس المصلحة الوطنية الأمريكية يوم الجمعة الفائت بزيارة قطاع غزة واجتماعه برئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية الذي طرح في الاجتماع ما تم إرساله في الرسائل فقال أحمد يوسف مستشار هنية عقب الاجتماع: "إن هنية أبلغ الوفد أن حكومته تريد أن تكون هناك علاقات مستقرة ومباشرة مع الإدارة الأمريكية وأنها تأمل أن يبذلوا جهوداً لفك الحصار وإنهاء الاحتلال"، وأضاف بأن: "هنية أبلغهم بأنه لا يعارض قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 ولا يُعارض أي جهد لقيامها"، وتابع يوسف القول: "إن رئيس الوزراء (هنية) أكد رغبته في سلام عادل في المنطقة".
إن هذا الخطاب الجديد لحركة حماس حول القبول بما يُسمى بالسلام العادل وقيام الدولة الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1967 وإقامة علاقات مباشرة وثابتة مع الإدارة الأمريكية وفتح قنوات مع حركة حماس وعدم استثناء الحركة من أي تسوية، إن هذا الخطاب يدل على أن الحركة باتت تلهث وراء أمريكا لإشراكها في العملية السلمية أسوة بحركة فتح وهو ما يعني أن حديث حماس عن المقاومة ما هو إلا ذر للرماد في العيون، وأن عين حماس هي على المفاوضات وعلى السلطة وإن جُلَّ أمانيها إقامة الدويلة الفلسطينية المسخ في أقل من خمس مساحة فلسطين تحت رعاية أمريكية ودولية.
وهذا معناه أن الخطاب الإسلامي قد استُبعد تماماً من أجندة الحركة وحلّ محله الخطاب البراجماتي الذي حوّل حماس من حركة إسلامية إلى حركة وطنية تتعاطى بإيجابية مع العروض الأمريكية والأوروبية تماماً كما تفعل حركة فتح والتي سبقتها في هذا التوجه قبل أكثر من عقدين من الزمن.
-------
نقلت وكالة CNN للأنباء: "أن مسؤوليْن رفيعيْن في الحكومة الإسرائيلية أبلغا شبكة CNN بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراحاً قطرياً لإعادة إقامة علاقات تجارية بين الدوحة وتل أبيب"، وادعى أحد هذين المسؤوليْن بأن سبب رفض العرض القطري كونه ربط إعادة العلاقات مع إسرائيل بإرسال قطر مساعدات لإعادة إعمار غزة وهو الأمر الذي يُقوي حركة حماس بحسب وجهة نظر الحكومة (الإسرائيلي).
غير أن هناك سبباً آخر لرفض حكومة نتنياهو لعرض قطر هذا بإعادة العلاقات التجارية مع (إسرائيل) وإعادة فتح مكتب تجاري (إسرائيلي) في الدوحة وهذا السبب هو ما أوردته صحيفة هآرتس (الإسرائيلية) يوم الخميس الفائت من أن: "مصر أعربت لإسرائيل عن معارضتها للاقتراح القطري" وأن هذا العرض قوبل بالرفض حتى لا تُغضب (إسرائيل) حكومة الرئيس المصري حسني مبارك.
إلى مثل هذا المستوى من الانحطاط السياسي الفظيع بلغ الأمر بحكام قطر ومصر الذين باتوا يرتمون على أعتاب كيان يهود ويستقوون به ضد بعضهم البعض.
-------
فرض المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل على السلطة الفلسطينية التزامات قاسية جديدة تقضي بعدم القيام بأي تصرف من شأنه أن يُزعج الجانب (الإسرائيلي) وهو ما قد يؤدي بحسب تصوره إلى تقويض المفاوضات.
وقد التزم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بأوامر ميتشل التزاماً دقيقاً، بل وزاد عليه ليُظهر مدى انضباطه بالأوامر والتعليمات الأمريكية، فقد كسر عباس ولأول مرة التقاليد المعروفة التي جرى الالتزام بها من قبل قادة منظمة التحرير الفلسطينية منذ عقود في الاحتفال بذكرى النكبة وإلقاء الخطب الرنانة فيها فتجاهل محمود عباس ذكرى نكبة فلسطين في الخامس عشر من أيار ولم يلقِ الخطاب التقليدي الذي يتحدث فيه عن مناسبة ضياع فلسطين وتهجير الفلسطينيين من وطنهم ليتفادى أي انتقاد قد يُوجه إليه من قبل جورج ميتشل.
كما صرَّح المفاوضون الفلسطينيون بأنهم ملتزمون أيضاً بعدم تسريب أي معلومات عن المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها واشنطن.
ويتوقع مسؤولو السلطة الفلسطينية أن يُكافأوا على هذا الانبطاح ببعض اللفتات من قبل حكومة نتنياهو من مثل السماح للسلطة بشق طريق بطول ثلاثة كيلومترات يربط مدينة رام الله بمدينة الروابي التي تعتزم السلطة بنائها بالتنسيق مع الممولين الدوليين.
هذه هي الإنجازات التي تسعى السلطة الفلسطينية إلى تحقيقها على حساب تضييع حقوق الفلسطينيين.
إلى هذا المستوى من الانبطاح والمذلة وصلت السلطة فتقوم بمقايضة دولة يهود بالسماح لها بفتح شارع بطول ثلاثة كيلومترات مقابل إسقاط المطالبة بحق عودة المنكوبين الفلسطينيين وهذا هو آخر ما تفتقت عنه ذهنية هؤلاء المفاوضين المنبطحين المهانين.