همسة في أذن الأم - ح1
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام أخواتي الكريمات ، نلتقي وإياكم على مدار أربع حلقات من سلسلة همسات أهمسها في أذن الأم، تعينها على تربية أبنائها ، لتجعل منهم رجال ونساء أفتقدهم هذا الزمان ، هذه الهمسات ، شعرت بها، وأحببت أن أنقلها لكم ، لعل فيها الفائدة بإذن الله .
منذ كنتُ في سن الطفولة وفي مراحل الاولى في المدرسة كنت احب الاسلام واحكامه واحب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,وكنت احب ان اعمل للاسلام وان يكون لي مكان يعتد به وتأثير على غيري في دائرة الاسلام .
كنت أحب أبا بكر الصديق كثيرا ولا ازال لحكمته وحلمه ,وأحب على بن أبي طالب كرم الله وجهه لفهمه الصحيح للإحكام وقوة وضوح المفاهيم اللغوية عندة ,ثم يأتي عمر وحزمه وغيرته على الإسلام ثم يأتي عثمان مع كرمه وبذله للاسلام .
ما اثر فيَّ هو ما كنت اشتري من مصروفي الخاص على قلته من قصص اقرأها , قصص عن الانبياء او الصحابة كما اثرت في بعض الدروس المشوقة في المدرسة فقد كانت عند المعلمات تقوى الله في نقل المعلومات ولا انسى اسم مدرستي ,ام عمار بن ياسر ,وكم اثر في معرفة قصة ال ياسر وخاصة سمية رضي الله عنها اول شهيدة في الاسلام
اما البيت وما كان يدور فيه من نقاشات فكرية اسلامية وحكايات والدي رحمة الله التي كان يقصها علينا خاصة عندما كانت تنقطع الكهرباء والتي لم تكن حكايات خيالية بل رواية لقصة صحابي جليل او قائد اسلامي مبدع, او كنا نجتمع فنشكل دائرة لنتلوا ما تيسر من اي القرأن الحكيم في الليالي الحالكة الظلمة لنملأ جنبات قلوبنا بانوار ايمانية تشحننا لنستمر في دراستنا وسعينا .
لا انسى ما زرعت بي امي وباخوتي من اخلاق حميدة وصفاة مجيدة وايثار وتعاون واكثر من ذلك واكثر فلا استطيع ان احصي ما تعلمت منها فلا زلت حتى اليوم اتعلم منها رضي الله عنها وجزاها عنا كل خير.
ولا انسى علاقتي باخوتي واخواتي المليئة بالدفء فلا حقد ولا ضغينة احملها لاحد منهم
وهناك الكتب الفكرية الاسلامية من مثل مفاهيم اسلامية وغيرها من مكتبة والدي رحمه الله ورضي عنه وارضاه
جزى الله والدينا عنا كل خير الجزاء
لست اروي قصة بل اذكر لك بعض ما تستطيعين تعلمه لتزرعيه في اولادك
لا تتركيهم صيدا سهلا لحضارة غرب خاوية فارغة من كل قيمة وغاية نبيلة في الحياة
عندما كبرت ونضج فكري لم اعد اقسم الصحابة وحبي لهم بل اصبحت اعقل ان الاسلام يحتاج الى كل تلك الشخصيات وان لكل شخصية دور فاعل تقوم به فتتكامل مع غيرها فلا يكفي الحكمة والحلم بل نحتاج الى الحزم احيانا . والشدة مفيدة ولكن بدون اللين لا تصلح
ففي كل شخصية من شخصيات الصحابة خصلة كان يمدحه عليها الاسلام واثرت في اخصاب الاسلام وايصاله لغير المسلمين وتمكينه في دار الاسلام
احدهم قائد للجيش واخر خطيب مفوه واخر عالم في تفسير القرآن او في اللغة او استنباط الاحكام .......
فهلا استفدت اختي من صفاة ابنك وعززت الصفة الخيرة وحاولت دثر الصفات القبيحة قدر المستطاع
ادعو الله ليل نهار ان تقام الخلافة في القريب العاجل حتى ينشأ اولادنا في ظلها .
لكني افكر بان الدولة تحتاج الى جنود تكون مبنية فيهم خير الصفاة كما بنى الرسول صلى الله عليه وسلم اصحابه فكانوا خير عون له جاهزين لساعتها الاولى حتى تدور رحاها
لا تقصري عزيزتي مع اولادك واجعليهم من اولى اولوياتك وليس على هامش الحياة لا تتركيهم كالسنابل كلما هبت الريح مالوا معها حيث تميل .بل اجعليهم كالاشجار باصول ثابتة لا تتزحزح ولا تلين .
بارك الله في اولاد المسلمين وعجل الله لنا الفرج القريب الذي تضاء فيه مشاعل نور اليقين فتصحوا البشرية جميعا من سباتها وتنصهر الشعوب في بوتقة الاسلام وتحت رايته تنعم الامة بالهدوء والسكينة لتبني مجدها وشموخها بايدي ابنائها ابناء المسلمين ومن امن معهم لتتربع على عرش العالم قائدة له بالخلافة الراشدة على نهج سيد المرسلين سيدنا محمد الامين عليه افضل الصلاة والتسليم.
وإلى لقاء آخر ، أترككم في رعاية الله وحفظه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته