على بساط البحث-ح2-واضربوهن ولا يسأل الرجل فيم ضرب أهله
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأولى : بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أرسل رحمة للعالمين ، سيدنا محمد المختار وعلى آله وصحبه أجمعين ، يتجدد لقاؤنا معكم إخواني الكرام أخواتنا الأكارم ، ومع حلقة جديدة من حلقات ، على بساط البحث، نبحث وإياكم نصوص يساء فهمها وبالتالي تطبيقها ، ونصوص اعتبرها البعض من الشرع ، والشرع منها براء ، وسنتناول في هذه الحلقة نصين من القرآن والسنة جاءا ليتحدثا عن ضرب المرأة ,,,,
الثانية : نعم إخواني الكرام أخواتنا الكريمات ، نتناول اليوم وإياكم ونضع على بساط البحث ، قوله تعالى " وأضربوهن " حيث تأخذ هذه الآية عند البعض أبعاداً لم يشرعها الله لأجلها ، مستعينين على ذلك أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم : " لَا يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَا ضَرَبَ امْرَأَتَهُ " فما هي مشروعة ضرب المرأة في الإسلام ، وهل هذا الحديث صحيح ؟
الأولى : يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 34 : " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " ، جاء في تفسير هذه الآية للقرطبي: أَيْ يَقُومُونَ بِالنَّفَقَةِ عَلَيْهِنَّ وَالذَّبّ عَنْهُنَّ ; وَالْآيَة نَزَلَتْ فِي سَعْد بْن الرَّبِيع نَشَزَتْ عَلَيْهِ اِمْرَأَته حَبِيبَة بِنْت زَيْد بْن خَارِجَة بْن أَبِي زُهَيْر فَلَطَمَهَا ; فَقَالَ أَبُوهَا : يَا رَسُول اللَّه , أَفَرَشْته كَرِيمَتِي فَلَطَمَهَا ! فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : ( لِتُقْتَصَّ مِنْ زَوْجهَا ) . فَانْصَرَفَتْ مَعَ أَبِيهَا لِتَقْتَصَّ مِنْهُ , فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : ( اِرْجِعُوا هَذَا جِبْرِيل أَتَانِي ) فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة ; فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام : ( أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّه غَيْره ) . وَفِي رِوَايَة أُخْرَى : ( أَرَدْت شَيْئًا وَمَا أَرَادَ اللَّه خَيْرٌ ) . وَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى تَأْدِيب الرِّجَال نِسَاءَهُمْ , فَإِذَا حَفِظْنَ حُقُوق الرِّجَال فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُسِيءَ الرَّجُل عِشْرَتَهَا . و " قَوَّام " فَعَّال لِلْمُبَالَغَةِ ; مِنْ الْقِيَام عَلَى الشَّيْء وَالِاسْتِبْدَاد بِالنَّظَرِ فِيهِ وَحِفْظه بِالِاجْتِهَادِ . فَقِيَام الرِّجَال عَلَى النِّسَاء هُوَ عَلَى هَذَا الْحَدّ ; وَهُوَ أَنْ يَقُوم بِتَدْبِيرِهَا وَتَأْدِيبهَا وَإِمْسَاكهَا فِي بَيْتهَا وَمَنْعهَا مِنْ الْبُرُوز , وَأَنَّ عَلَيْهَا طَاعَتَهُ وَقَبُولَ أَمْره مَا لَمْ تَكُنْ مَعْصِيَة .
الثانية : أمر آخر مستمعينا الكرام وجب الانتباه إليه ، إن الشرع شرع الضرب في حال نشوز المرأة على زوجها ، والضرب لم يشرع مباشرة ، بل جعل الله سبحانه خطوات تسبقه ، وليس كما يظن بعض رجال اليوم ، مجرد أن تتحدث المرأة أو تتصرف بم لا يعجبه يقوم بضربها ، فالضرب يسبقه كما هو مبين بالآية السابقة العظة : أَيْ بِكِتَابِ اللَّه ; أَيْ ذَكِّرُوهُنَّ مَا أَوْجَبَ اللَّه عَلَيْهِنَّ مِنْ حُسْن الصُّحْبَة وَجَمِيل الْعِشْرَة لِلزَّوْجِ , وَالِاعْتِرَاف بِالدَّرَجَةِ الَّتِي لَهُ عَلَيْهَا، ومن ثم يأتي الهجر بالمضاجع : اُهْجُرُوهُنَّ " مِنْ الْهِجْرَان , وَهُوَ الْبُعْد فَإِنَّ الزَّوْج إِذَا أَعْرَضَ عَنْ فِرَاشهَا فَإِنْ كَانَتْ مُحِبَّةً لِلزَّوْجِ فَذَلِكَ يَشُقُّ عَلَيْهَا فَتَرْجِعُ لِلصَّلَاحِ , وَإِنْ كَانَتْ مُبْغِضَةً فَيَظْهَر النُّشُوز مِنْهَا ، فالله سبحانه وتعالى أَمَرَ الرجل أَنْ يَبْدَأ النِّسَاء بِالْمَوْعِظَةِ أَوَّلًا ثُمَّ بِالْهِجْرَانِ , فَإِنْ لَمْ يَنْجَعَا فَالضَّرْب ; فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُصْلِحُهَا لَهُ وَيَحْمِلهَا عَلَى تَوْفِيَة حَقّه . وَالضَّرْب فِي هَذِهِ الْآيَة هُوَ ضَرْب الْأَدَب غَيْر الْمُبَرِّح , وَهُوَ الَّذِي لَا يَكْسِر عَظْمًا وَلَا يَشِين جَارِحَة كَاللَّكْزَةِ وَنَحْوهَا ; فَإِنَّ الْمَقْصُود مِنْهُ الصَّلَاح لَا غَيْر وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام : ( اضْرِبُوا النِّسَاء إِذَا عَصَيْنَكُمْ فِي مَعْرُوف ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح ) . قَالَ عَطَاء : قُلْت لِابْنِ عَبَّاس مَا الضَّرْب غَيْر الْمُبَرِّح ؟ قَالَ بِالسِّوَاكِ وَنَحْوه.
الأولى : هنا وجب التذكير بتكرار وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء خيراً ، فالمستقرئ للآحاديث النبوية في هذا الشأن يجدها كثيرة ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالتواصي بالنساء في حجة الوداع حيث قال : اِتَّقُوا اللَّه فِي النِّسَاء فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّه وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّه وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح" وقال أيضاً : " أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْر ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِع وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْر مُبَرِّح فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتهنَّ وَطَعَامِهِنَّ ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ، والكثير من الآحاديث التي جاءت تحث على إكرام النساء وعدم الإجحاف بحقوقهن .
الثانية : وهنا لا بد من تعريف النشوز وبيانه والنشوز (لغة) معناه الارتفاع والعلو
يقال أرض ناشز يعني مرتفعة ومنه سميت المرأة ناشزا إذا علت وارتفعت وتكبرت على زوجها .
والنشوز هو مخالفة اوامر الرجل ونواهيه، فيما يتعلق بالحياة الخاصة، وفيما يتعلق بامور الزوجية، اما ما عدا ذلك، فلا يعتبر نشوزا، فما هو من الحياة العامة، وما هو ليس من شؤون الزوجية، لا يدخل في النشوز فاذا امرها باحضار الطعام له، او بستر عورتها امام الرجال الاجانب او امرها بالصلاة اوالصوم او بان تلبس لباسا انيقا، او ان لا تفتح نافذة من النوافذ، او بأن لا ترد على من يطرق الباب، او بان لاتجلس على الشرفة، او ان تغسل له ثيابه، او ان لا تخرج من بيته، او غير ذلك مما يتعلق بالحياة الخاصة، او ما يتعلق بامور الزوجية، فان الشرع اوجب عليها طاعته في ذلك، فاذا عصته ولم تطعه، كانت ناشزة وانطبق عليها حكم النشوز، فله في هذه الحالة ان يعاقبها، ولا تجب عليه نفقتها ما دامت ناشزة .
وقد بين الشرع معالجة الناشر والخطوات المتبعة في ذلك والتي بينتها في مداخلتي السابقة .
نأتي الآن إلى بيان صحة الحديث .
الأولى : وأما بخصوص الحديث الذي يستدلون به ، فهو حديث مروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَا ضَرَبَ امْرَأَتَهُ ) رواه أبو داود ، والنسائي في " السنن الكبرى ، وابن ماجه وأحمد في " المسند " وغيرهم ، جميعهم من طريق : داود بن عبد الله الأودي ، عن عبد الرحمن المسلي ، عن الأشعث بن قيس ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه به .
وهذا إسناد ضعيف بسبب عبد الرحمن المسلي ، لم يوثقه أحد من أهل العلم ، بل نقل ابن حجر في " تهذيب التهذيب عن أبي الفتح الأزدي إيراده له في " الضعفاء " وقوله عنه : فيه نظر . وأورد له هذا الحديث . ولذلك حكم علماء الحديث على هذا الحديث بالضعف والرد
ولو فرضنا أن الحديث صحيح ، فتفسيره عند أهل العلم تفسير مقبول وصحيح ، حاصله أنه لا ينبغي للناس أن يتدخلوا فيما لا يعنيهم ، فإذا عرف شخص بوقوع خلاف بين رجل وزوجته ، وعرف أنه خلاف شديد أدى إلى ضرب الزوج زوجته : فلا يجوز له أن يفتش عن أسرار البيوت ، ولا يتطاول ليطلع على خباياهم ، فذلك من سوء الأدب ، وقلة الذوق ، إلا إذا كان ذلك الشخص من أهل الإصلاح ، وغلب على ظنه أنه يمكنه تقديم المساعدة والمشورة لتجاوز النزاع ، فله حينئذ أن يسأل عن المشكلة وأسبابها ، بعد قبول الطرفين ورضاهما بتحكيمه وتدخله .
وأقوال الفقهاء وشراح الحديث تدل على هذا المعنى :
يقول ابن قدامة رحمه الله في بيان تعليل هذا الأثر :
" لأنه قد يضربها لأجل الفراش فإن أخبر بذلك استحيا ، وإن أخبر بغيره كذب " انتهى. " المغني "
ويقول المناوي رحمه الله :
" أي : لا يُسأل عن السبب الذي ضربها لأجله لأنه يؤدي لهتك سترها ، فقد يكون لما يستقبح ، كجماع ، والنهي شامل لأبويها " انتهى. " فيض القدير "
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" فصل : يكره أن يُسأل الرجل : فيم ضرب امرأته من غير حاجة : قد روينا في أول هذا الكتاب في " حفظ اللسان " والأحاديث الصحيحة في السكوت عما لا تظهر فيه المصلحة ، وذكرنا الحديث الصحيح : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) " انتهى. " الأذكار "
الثانية : بقيت مسألة هامة متعلقة بموضوع الضرب ، وهي مهاجمة الغرب للإسلام وأهله من هذا الموضوع حيث اعتبروا أن شريعة تبيح ضرب المرأة هي شريعة همجية انتقصت من حقوق المرأة وامتهنت كرامتها وأفقدتها انسانيتها ، ولأجل هذا الأمر كان لا بد من وقفة على بعض الإحصائيات التي تبين عدد ضحايا الضرب والعنف الأسري في الغرب ففي واشنطن مثلا قالت جانيس مور، وهي منسقة في منظمة "الائتلاف الوطني ضد العنف الدولي" ، إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل، فالأزواج يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة . مما يؤدي إلى دخول عشرات الآلاف منهن إلى المستشفيات للعلاج.وأضافت أن نوعية الإصابات تتراوح بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح وطعن بالسكين وجروح الطلقات النارية، وبين ضربات أخرى بالكراسي والسكاكين والقضبان المحماة.
وفي استطلاع نشرت نتائجه في بريطانيا شاركت فيه سبعة آلاف امرأة: قالت 28% من المشاركات أنهن تعرضن لهجوم من أزواجهن. ويفيد تقرير بريطاني آخر أن الزوج يضرب زوجته دون أن يكون هناك سبب يبرر الضرب، ويشكل هذا 77% من عمليات الضرب
وفي فرنسا البلد التي تعتني بالموضة وأناقة المرأة ومظهرها تتعرض حوالي مليوني امرأة للضرب، وقالت أمينة سر الدولة لحقوق المرأة (ميشال أندريه): (حتى الحيوانات أحيانا تُعامل أحسن منهن، فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع فسيتقدم شخصاً ما بشكوى إلى جمعية الرفق بالحيوان، ولكن إذا ضرب رجل زوجته بالشارع فلن يتحرك أحد).
أما نيوزلندا وتبعاً لإحصائية رسمية لرصد العنف العائلي تبين أن تقريباً 300 ألف امرأة وطفل كانوا من ضحايا العنف العائلي
وفي ألمانيا ذكرت دراسة ألمانية أن ما لا يقل عن مائة ألف امرأة تتعرض سنوياً لأعمال العنف الجسدي أو النفساني التي يمارسها الأزواج، أو الرجال الذين يعاشرونهن .
هذه بعض الاحصائيات التي تبين الهمجية التي يمارسها الرجل في الغرب ضد المرأة ، هذه الهمجية لم تصدر من رجل بدوي ضد زوجته واضعة البرقع ولا من رجل أميّ يعيش في الادغال، أو في القاع الضبابي للفقر... وإنما يمارسه رجال مثقفون يدعون التطور والرقي, تماماً كما رجال هوليود: بريقاً وثقافة ومواقع اجتماعية، على نساء مستضعفات مهما بدا من بريقهن، فهن لا يملكن بعد أن يعدن إلى بيوتهن إلا أن يكن عبدات العصا والإذلال والمهانة...!!
الأولى : نعم أختي الكريمة ، إن هذه التصرفات ضد هذه المرأة المهانة والتي باتت سلعة كباقي السلع، وهاهو العدوان يمارس عليها بشتى أشكال العنف والاضطهاد، وكم سمعنا عن نساء أوروبيات دخلن الإسلام لأنهن وجدنه الدين الوحيد الذي فيه حفظ لكرامة المرأة ومهابتها ، فها هي إمرأة إيطالية تـُخاطب الدكتور مصطفى السباعي قائلة : إنني أغبط المرأة المسلمة ، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم...
الثانية: وفي الختام نقول ، إن علاقة الزوج بزوجته ليست علاقة ندية أو إثبات وجود بل هي علاقة صحبة ومودة ورحمة ، وإن نشزت المرأة كان لا بد من تأديبها ولكن ضمن خطوات معينه وضحناها في مداخلاتنا السابقة وبينا كيفية تنفيذ ذلك ، فيجب على الرجال أن يتقوا الله بالمرأة والتي جعلها الله صاحبة وستر ولباس له كما هو لها ، فإن نشزت وأراد تأديبها يضربها ضرب مؤدب لا ضرب إهانة ، أو ضرب سيد لعبده : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد...." ومع ذلك فقد صح عن سيدنا رسول الله r أنه ما ضرب امرأة من نسائه قط ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل
لكن أعداء الإسلام انتهزوا فكرة تأديب النساء بالضرب أثناء نشوزهن ، فراحوا يؤولون ويتباكون يروجون لأكاذيبهم ويبثون سمومهم في المجتمع، لا لقسوة في التشريع ولكن لمرض في نفوسهم الخبيثة.
نأتي الآن لختام حلقتنا لهذا اليوم ونلقاكم الأسبوع القادم ، ومع نصوص أخرى نضعها على بساط بحثنا ، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته