تصريحات رموز السلطة الفلسطينية الكاذبة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في خضم معمعة المفاوضات السياسية بين السلطة الفلسطينية (وما يسمى اسرائيل) بأن السلطة الفلسطينية لن تقبل بالاستمرار بالمفاوضات في حال ان قامت (اسرائيل) بانشاء اي مستوطنة جديدة في الضفة الغربية , وانها ( اي السلطة ) ستنسحب من هذه المفاوضات فورا حال حدوث ذلك .
والحقيقة وللوهلة الاولى قد يظن المتلقي ان رياض المالكي لديه ولدى سلطته من الارادة السياسية والاوراق التفاوضية القوية ما لديه لفرض وجهة نظره واتخاذ المواقف السياسية الصلبة , ولكن لا تستمر هذه الوهلة في العقول لاكثر من ثوان لادراك عكس ما يراد لاهل فلسطين من تصديقه .
فبداية , قد سبق رياض المالكي من هو ارفع منه منصبا في السلطة الفلسطينية من كبير المفاوضين , وامين سر الرئاسة , ورئيس السلطة بنفسه , قد سبقوه باصدار تصريحات رنانة فارغة , عبر مسيرة السلطة الفلسطينية المخزية , وما كانت تصريحاتهم سوى فرقعات اعلامية لا تغني ولا تسمن من جوع , حتى اصبحت اسرائيل تدرك تمام الادراك ان لا قيمة لتصريحاتهم التى يلعقونها في كل مرة وكأنه لم يحدث شئ
والجدير ذكره في هذا المقال , انه اصبح لدى رجالات السلطة , او على الاقل بعضهم , خبرة في كيفية الالتفاف بتصريحاتهم النارية الرنانة على ما اعتبروه من الثوابت , عبر اختيار كلمات ملتوية تحمل اكثر من معنى , ليبرروا بها تنازلاتهم المتكررة محاولين حفظ شئ من ماء وجههم , رغم صعوبة تحقيق ذلك .
ولا أرى في تصريحات رياض المالكي الا نوعا من هذه الالتفافات ولعق للتصريحات السابقة , فمن المفاوضات الغير مباشرة عديمة النتائج , الى المفاوضات المباشرة غامضة المحاور , الى عقدة تجميد الاستيطان , والطلب بتمديد فترة التجميد قبل الدخول بمفاوضات مباشرة , الى الموافقة على المفاوضات المباشرة شريطة ان لا تنشئ (اسرائيل) مستوطنات جديدة , اي ان رياض المالكي قد تفتق ذهنه بهذا التلاعب اللفظي للقبول بعدم تجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات القائمة بتوسعها وتمددها وسرقة الاف الدونمات من الاراضي , والقبول بالتوسع الطبيعي للبؤر الاستيطانية القائمة والتى تشمل عشرات المستوطنات النائية والتى من ضمنها من تجمعات لبيتين او ثلاثة بيوت تحملها مقطورات متحركة .
فكل هذه المستوطنات يجوز لها الاستمرار بالتوسع والبناء وسرقة الالاف من الدونمات بموافقة من السلطة الوطنية الفلسطينية , بادعاء انها لن تقبل بانشاء مستوطنات جديدة , ولا ادري كم سيبقى من مساحة الضفة الغربية اصلا لانشاء مستوطنات جديدة .
ان أمر السلطة لا يخرج عن كونه جهازا امنيا ينفذ القرارات الامريكية بحذافيرها , والتى لم تترك للسلطة هامشا ولو ضيقا لاتخاذ القرارات , تؤدي الوظائف الامنية المطلوبة منها اسرائيليا وامريكيا على اكمل وجه .
وقد ظهر عوارها للقاصي والداني , ولن تغفر الامة الاسلامية لهذه السلطة خياناتها وتنازلاتها عن ارض الاسراء والمعراج , وما هي الا سويعات في اعمار الشعوب , وتعود هذه الامة الى سابق عهدها وبناء دولتها , دولة الخلافة الراشدة , لتقتص من هؤلاء الخونة , وتنسي يهود وساوس الشيطان .
كتبه
علاء المقدسي