عواملٌ مؤثرةٌ في فاعليةِ حاملِ الدعوةِ وطرقُ علاجِها - ج 1
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نكون معكم لهذا اليوم مع موضوع جديد نتحدث فيه عن العوامل المؤثرة في فاعلية حامل الدعوة وطرق علاجها
نظرا لأهمية الدعوة فإنه لابد من الوقوف على بعض العوامل المهمة التي تؤثر على حملة الدعوة وعلى جهودهم ، من أجل الوقوف أمام التحديات الجبارة التي يلقاها حامل الدعوة وبالتالي محاولة علاجها .
وإذا تأملنا العوائق في حياة حملة الدعوة فإننا نرى أن هناك عوامل متعلقة بشخصية الشاب وأخرى متعلقة بمن حوله .
ومن أهم هذه العوائق المؤثرة في الشخصية :
1- عدم وضوح الفكرة أو ضبابية في الرؤية أو مشقة هضم الأفكار المركزة حيث أن وضوح الفكرة يعني أنه يسير على هدى ويسخر طاقاته ويركز أساليبه ووسانله نحو هدف محدد هو يعرفه بل يعرفه جيدا .
فالذي يعرف أن العمل لإقامة الخلافة يكون عن طريق العمل من خلال كتلة لأن الكتلة كيان فكري مؤثر في المجتمع لن ينكر يوما أن يقول أن الالتزام بالحلقة يضاهيه قراءة الكتب خارج الحلقة وأن العمل خارج الكتلة قد يكون أفضل من العمل داخلها .
ونظرا لذلك يتأثر الشاب بل وقد يؤدي به ذلك إلى قبول فكرة العمل من خارج الكتلة أو الحزب .
وبهذا فإن الرؤية تكون واضحة عندما يعمل من خلال الحزب من أجل الوصول إلى غاية آنية أو غير آنية كرعاية شأن أو مهاجمة فكرة فلن يكون بالأمر الصعب عليه ولا يصبح الذهن مشوش بأسئلة من شانها أن تعيق تقدمه في الدعوة .
2 - وجود العزم والإرادة مع عدم المقدرة على ترجمة العمل إلى واقع مادي ، وتعتبر هذه العملية أساسية في نجاح أي إنسان .
فقد توجد الفكرة ويوجد شرح لطريقتها ولا توجد الآلية لترجمتها عمليا .
فإن التحضير لمؤتمر اتفق على أهميته ، ولتكن الفكرة المطروحة - الأزمة الاقتصادية - وتم التحضير للموضوع وحامل الدعوة عنده الإرادة للمشاركة فيه وإنجاح المؤتمر فيوكل له عمل البوسترات فيوافق على ذلك وعنده الإرادة لكنه لا يعلم كيف ينسق هذه البوسترات ولمن يذهب وبمن يتصل فترى فاعليته تتأثر بذلك
3- الملل والإحباط :
وهذا يؤدي إلى إحباط الشاب وانكفاءه على نفسه فيضرب حوله طوقا من الحواجز التي تحول بينه وبين الدعوة .
وهناك عدة عوامل تؤدي إلى إحباط الشاب منها ما هو سهل التخطي ومنها ما يحتاج إلى عناية خاصة من حملة الدعوة من حوله .
ولعل من الأمور سهلة التخطي ما يحبط الشاب عندما يحدث أبناء الأمة بأمر ولكنه لا يلقى قبولا من الناس فتراه يفتر لأنه رفض من المجتمع ، وبهذا فإنه مع إحباطه إلا أن روح الجماعة ستؤثر فيه لكنه قد يحتاج لبعض المواساة والتي لا تحتاج إلى مجهود كبير نظرا لأن الغاية من مثل هذا العمل عند الشباب معتادة وهي الصراع الفكري .
ومن الأمور الصعبة ما هو معزو إلى شخصية الشاب كتعلقه بأمور تصرفه عن الدعوة تصل إلى حد الإدمان ، فلا يستطيع تركها ولا يحب أن يبقى عليها وإن ترك وحده عزل عن الجميع وإن أنب زاد اكتئابه .
ذلك مثل الكمبيوتر وكرة القدم والتسوق عند النساء ولفهم آلية الإدمان فالذي يحصل أن حامل الدعوة يتعلق مثلا بالكمبيوتر يجلس ساعات طوال أمام شاشة الكمبيوتر فيضيع عنه الكثير خلال يومه ، يضيع موعده مع اتصال أو مسؤول ولعله يضيع الحلقة ، فيندم ويحاول أن لا يكررها وبعد فترة يضعف من جديد ويلوم نفسه ثم لا يستطيع أن يقاوم فيعاودها فيلوم نفسه وهكذا دواليك ، فيصل إلى قناعة أنه لا يستحق أن يكون من حملة الدعوة لأنه إنسان ضعيف إلا أنه مطلوب منه أن تكون شخصيته كالصحابة رضوان الله عليهم ويخاطب الناس ويطلب منهم أن يكونوا كالصحابة ولكنه لا يستطيع أن يتخلص من هذه العادة المؤثرة على الدعوة فيقع في دائرة الإحباط أو الاكتئاب ، فيضيع الكثير من وقته محاولا حل هذه المشكلة لكن دون جدوى .
4- النقد الذاتي المتكرر بسبب عقدة الكمال :
وهذا العامل من أشد العوامل هدما وفتكا للدعوة لأن الشاب يؤثر التشاؤم والسلبية على التفاؤل والإيجابية ، ويوحي إلى نفسه بوجود العجز وعدم الرضى بنوعية العمل فيثبط نفسه .
فإنه وإن كان النقد الذاتي حسنا لاكتشاف الأخطاء وتحفيز النفس إلا أنه إذا أصبح متكررا وكان الدافع منه القيام بالعمل على شكل يبهر الجميع ويكون خال من العيوب فإن هذا سيوجد عند الشاب معضلة .
والأصل في حامل الدعوة أنه وجد في المجتمع من أجل أن يحارب التسارع في عملية هدم المجتمع فبدل أن يكون مؤثرا في الأمور المهمة تراه يوقع نفسه في أمور صغيرة لا حصر لها لا تقدم ولا تؤخر .
5 - الخجل والخوف :
ويؤثران على شخصية حامل الدعوة لأنه يضيع كثيرا من الفرص ويحط من قيمته وقيمة الدعوة التي أخذ على عاتقه أن يحملها ويحميها، فإن رأى المحارم تنتهك ثم سكت خجلا لأن فاعلها رجل تربطه به علاقة فإنه يخجل أن يتكلم بشيء ، أو يخجل أن يتحدث إلى جماعة لأنه لم يعهد عليه من قبل أنه تكلم في أمور الدعوة ، فإن حاجز الخجل هذا لن يزول إذا لم يكسر حتى ولو مرة .
والخوف قد يكون ناتج عن الحرص على رزق أو سمعة أو منصب أو عقوبة ، فالخوف هو الذي يجعل حامل الدعوة لا يقول كلمة الحق أمام رب عمله إذا كان ذلك يؤثر على راتبه وهكذا ...
هذا بالنسبة لما يتعلق بشخصية حامل الدعوة .
ونكمل معكم في الحلقة القادمة بإذن الله المؤثرات من حول حامل الدعوة فكنوا معنا
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
كتبت هذه الحلقة للإذاعة
أم مؤمن