من اروقة الصحافة -انفجار الكنيسة المصرية يشير لاكتساب أنصار القاعدة موطئ قدم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرت وكالة رويترز في موقعها على الانترنت ان مصادر أمنية مصرية قالت ان بقايا قنبلة استخدمت في الهجوم على الكنيسة في الاسكندرية تشبه العبوتين الناسفتين اللتين استخدمتا في تفجيرين وقعا عام 2009 وقال محللون ان ذلك يعزز الشبهات بأن متشددين يعملون على نهج القاعدة ربما وجدوا موطئ قدم لهم في البلاد.
ان الانفجارات المدوية في سماء العراق ومصر تنبئ بامر جلل , لا سيما وان دهاقنة السياسة الغربيين بدأوا باطلاق التصريحات من كل حدب وصوب لانقاذ نصارى الشرق الاوسط , ومحاولة تجيير ذلك وبشكل فوري لمآرب الغرب مما يثير التساؤلات ويبعث على التفكير بحقيقة ما يجري !!!!
ان نصارى العالم الاسلامي , قد عاشوا مع المسلمين قرابة 14 قرنا , في ظل نظام حكم واحد , نظام عدل رباني , حافظ على حقوق الرعية بغض النظر عن عقيدتهم , ورسم بذلك اسمى ايات العدل والطمانينة والاستقرار بين كافة رعاياه . حتى ان كنائسهم تشهد بذلك الى يومنا هذا , فكنيسة القيامة في بيت المقدس او كنائس دمشق وحلب وبيروت وسيناء والصعيد , كلها تشهد بعدل الاسلام , فلم يهدم لهم الاسلام صومعة ولا ديرا ولم يجبرهم قط على اعتناقه بدليل انهم ما زالوا على عقيدتهم الى يومنا هذا بالرغم من مرور 14 قرنا , وما زالت كنائسهم قائمة منذ ذلك التاريخ , وانه وبالرغم من اختيار معظمهم دخول الاسلام وحمله واعتناقه لا سيما في بلاد الشام واليمن ومصر , الا ان ذلك لم يكن قط دافعا لارغام البقية على دخول الاسلام , بل كان مثالا طيبا لمن رغب منهم بالاسلام وترك العقائد الفاسدة .
الا ان التفجيرات الاخيرة في بغداد ومصر وما تلاها من تصريحات غربية سواء اكانت من رؤساء بعض الدول الكبرى كاوباما او من رؤساء بعض الطوائف كبابا الفاتيكان , تدلل على حقيقة من يقف وراء هذه التفجيرات ومن المستفيد منها , ومن يحاول ان يستخدمها كذريعة اخرى لبسط الهيمنة ونشر الفرقة والبغضاء وزرع الفتنة بين الناس وتحريض الرأي العام الغربي على الاسلام بحجة انقاذ نصارى المشرق .
فما اشبه اليوم بالبارحة , فحينما اراد المستعمر الصليبي ان يحتل فلسطين والشام لاسباب سياسية وعسكرية وتجارية , قامت ابواقه بنشر الاكاذيب والتضليل الممنهج لعقول الاوروبيين وقتئذ , بضرورة حماية نصارى المشرق والمعالم النصرانية , وتحريرها من ايدي المسلمين , وكان لذلك اثره في مشاعر الغربيين , حتى انهم اصدورا صكوكا للغفران ودفعوا اموالهم وابناءهم في حرب لم تكن اسبابها الحقيقية تخرج عن الهيمنة التجارية والسياسية والعسكرية والعداء المستفحل للاسلام .
فامريكا واوروبا الان تعزف على نفس الوتر الصليبي السابق , لتحقق بذلك مآرب شيطانية منها توحيد الراي العام الغربي على العداء للاسلام , وضرورة التدخلات العسكرية لحماية نصارى المشرق , وخلق الذرائع لمهاجمة الاسلام والعاملين له , ووضع العراقيل في طريق انعتاق الامة الاسلامية من ربقة الاستعمار , وكل هذا يجعل من السهل على دوائر الاستخبارات الغربية الخبيرة في اعمال التفجيرات والقتل , وتشهد بذلك شوارع الباكستان وبغداد وكابول , ان تحيك وتدبر المؤامرات وتقتل الابرياء من الناس وان كانوا يحملون نفس معتقداتهم الدينية .
لذلك كان الواجب على نصارى المشرق ان يفوتوا هذه الفرصة على الغرب لاستغلالهم كاداة لفرض رؤيته وتحقيق غاياته الاستعمارية , بالاخص وانهم يدركون ان الغرب لا يأبه بهم ولا يعيرهم وزنا , الا في ميزان تحقيقه لاهدافه من فوق ظهورهم .
ان دولة الاسلام قائمة قريبا باذن الله , لتطبق على المسلمين والنصارى وكافة الرعية , خير نظام عرفه البشر , فهو من عند رب البشر , يحقق الطمأنينة والاستقرار , ويقتص من الغرب وفرقه التفجيرية وجيوشه المجرمة .
كتبه ابو باسل