الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  قراءة في كتاب  ( قادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام أبيدوا أهله)  للأستاذ جلال العالم - الحلقة الخامسة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مستمعينا الكرام:

ختم الكاتب حلقتنا السابقة بسؤال دار في خَلَدِه بعد أن رأى هذا العداء الملفت للنظر بل قل هذا الحقد الدفين على الإسلام وأهله, في أفعال وأقوال حكومات الغرب بالتواطؤ مع حكام الدول العربية والإسلامية الذين أسلموا شعوبهم للغول الكافر. فتساءل الكاتب جلال العالم:

هل يشن الغرب حرباً صليبيةً على العالم الإسلامي استجابةً لظروف تاريخية التحم فيها الإسلام مع المسيحية، وانتزع من المسيحية أممها وعواصمها؟؟ أم أن هناك عوامل أخرى تدفع الغرب إلى شن حروبه الصليبية ضد عالم الإسلام ؟

 

ويجيب الكاتب مستمعينا الكرام على سؤاله بنقطتين : " نعم, يبدو من تصريحات قادة الغرب أنهم يشنون الحرب على الإسلام لعوامل أخرى,

إنهم يرونه: 1. الجدار الصلب الذي يقف في وجه سيطرتهم على العالم واستغلالهم له, 2. كما أنه العدو الوحيد على بلادهم ومصالحهم".

 

يفسر لنا الكاتب جوابه السابق مستنداً إلى تصريحات قادة الكفر, فهذا لورنس براون: يقول "إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي".

ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً : ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة  على الشرق.

ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر: إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم".

 

وكما أن الإسلام جاء للناس كافة ومهيمنا ومسيطرا على باقي الديانات, كان الإسلام دائما مستمعينا الأكارم في وجه انتشار الشيوعية الكافرة, والمسيحية الضالة, والصهيونية الحاقدة, فكان الإسلام لهم بالمرصاد, يهدي إلى الرشد, ويقطع رؤوس الضلال.

 

فهذا بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً يقول : إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد.

ويقول أحد المبشرين : إن القوة الكامنة في الإسلام هي التي وقفت سداً منيعاً في وجه انتشار  المسيحية ، وهي التي أخضعت البلاد التي كانت خاضعة للنصرانية". ويقول أشعياء بومان في مقالة نشرها في مجلة العالم الإسلامي التبشيرية: لم يتفق قط أن شعباً مسيحياً دخل في الإسلام ثم عاد نصرانياً.

 

إذن مستمعينا الكرام: الإسلام وحده هو الجدار الصلب المنيع بعقيدته وكيانه السياسي ألا وهي الدولة, فلطالما كانت الدولة الإسلامية سابقا, كانت مارداً في وجه الكفر بكل ألوانه وفئاته ومعتقداته, وما الفتوحات الإسلامية إلا اكبر دليل على هذا الانجاز الرائع, واسألوا عنا أسوار باريس وفيينا وقصور الأندلس, ودليلا على أن الدولة الإسلامية هي جزء من الدين الإسلامي لا يتأتى نشر الدين وحمل الدعوة إلا من خلالها, ولذلك كان واجب على الدولة الإسلامية أن تحمل الإسلام للناس كافة عبر الجهاد, لكن أبت الحكومات إلا المهارشة والمواحشة والمفاحشة ، فكان لزاماً على الدولة الإسلامية حد الغلاظم وقطع الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم. فوالله ما بارز أهل الحق قرنٌ إلا كسروا قرنه فقرع من ندمٍ سنه، ولا ناجزهم خصمٌ إلا بشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا صافحهم أحد ولو كان مثل خطباء إياس إلا صفحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ولو كان من بقية قوم عاد إلا كبوه على وجهه... هذا يوم كان لنا دولة!!

 

 ولما هدمت دولة الخلافة وغابت الدولة الإسلامية وتعطل حكم الله في الأرض و تعطل الجهاد تلقائيا, عمد الكفر إلى خلع الإسلام من النفوس أيضا كما خلعه من التطبيق على أرض الواقع, لذلك فهم قادة الكفر جيدا إن الساحة لا بد إن تكون لإحدى الطرفين, الإسلام أو الكفر, وعلى هذا الأساس اتخذوا من الإسلام عدوهم الوحيد, فهو وحده من يدعوا إلى عبادة الله دون الإشراك به, وهو وحده من يدعوا إلى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وهو وحده الذي يتساوى سيدهم فيه مع العبد, وغيرها من المصالح التي لطالما كان الإسلام على النقيض فيها مع الكفر حيث هُددت مصالحهم وخططهم. ولن تجد هذا في أي مبدأ أو عقيدة غير المبدأ الإسلامي.

 

يقول غلادستون : ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين، فلن تستطع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان.

ويقول هانوتر وزير خارجية فرنسا سابقاً: لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه، فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر.

ويقول مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية عام 1952: ليست الشيوعية خطراً على أوربة فيما يبدو لي، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديداً مباشراً وعنيفاً هو الخطر الإسلامي، فالمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي الخاص بهم. ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، فهم جديرون أن يقيموا قواعد عالم جديد، دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية في الحضارة الغربية، فإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع، انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الحضارة الغربية، ويقذفون برسالتنا إلى متاحف التاريخ.

ويقول المفكر مورو بيرجر في كتابه "العالم العربي المعاصر": يجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره.

 

مستمعينا الكرام, مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: بعد كل هذه التصريحات الحاقدة كان للكفر خططا عملية لتدمير الإسلام وأهله, كان على رأس تلك الخطط وفي سلم أولوياتهم: القضاء على دولة الخلافة العثمانية الإسلامية, هذا هو موضوع حلقتنا القادمة إن شاء الله من سلسلة حلقات قراءة في كتاب: قادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام أبيدوا أهله, للأستاذ جلال العالم, حتى ذلك الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عبد الرحمن المقدسي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع