الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

  مصطلحات دخيلة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحن نعيش حقا في عصر اسمه عصر المصطلحات الدخيلة،مصطلحات لا تمت لديننا بصلة ولم نقرأها في كتب أئمتنا،كلمات جوفاء ألفها لنا الغرب الكافر،ورددها علينا إعلام مأجور وساهم في نشرها مشايخ مضللون أو مضللون حتى أمست مألوفة مقبولة عند عوام الناس لا يشمئزون من سماعها ولا ينكرون على من تفوه بها.

فكثيرا ما تمطر هذه الأيام-وما أحوجنا للمطر الحقيقي-بعبارات رنانة لو وزناها بميزان الشرع لم تعدل مثقال ذرة، من مثل "الوحدة الوطنية" ، "حق تقرير المصير"، "الحرية الشخصية"، "الاستفتاء الشعبي على قضية فلسطين والمفاوضات"، "دولة فلسطين المستقلة"، "هدنة بحدود عام 67"، "السلام العادل والشامل"، "الديموقراطية"، وأخيرا وليس آخرا وهو ما سنسلط عليه الضوء في هذه الكلمات عبارة "فلسطين للفلسطينيين ومصر للمصريين وتركيا للتركيين...." إلى آخر هذه القائمة من الكيانات التي رسمت حدودها أيادي الكفار.

فقبل هدم دولة الخلافة الاسلامية،أي قبل نحو 90 عاما،كانت مدينتا السلط ونابلس وحدة واحدة،ولم يكن بين العريش ورفح أي فواصل، فيصوم ابن السلط وابن نابلس ويفطران في نفس اليوم ، ويزور ابن العريش رفح بلا جواز سفر .أما اليوم فالسلط تقع في دولة اسمها الأردن،ونابلس تقع في دولة أخرى تسمى فلسطين وبينهما حدود وجمارك ومعابر.وأما العريش فتقع في دولة ثالثة ذات سيادة مستقلة وهي مصر، فإذا ما حاول ابن رفح في فلسطين-الموجود على مرمى حجر من العريش-أن يقدم بعض النصائح للمتظاهرين أو المحتجين في العريش المصرية على سبيل المثال،قالوا له:لا تتدخل في شؤون غيرك،ففلسطين للفلسطينيين،والمظاهرات في مصر شأن مصري داخلي ومصر للمصريين فقط.ومن الممكن أن يخرج علينا أحدهم بعد سنوات-لا سمح الله-ويقول لنا غزة للغزييين والضفة للضفيين،مع أن خالقنا جل وعلا أخبرنا في كتابه العزيز فقال(إن هـذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) فديننا واحد وربنا واحد ورسولنا واحد ومع ذلك يصر البعض منا على تمزيقنا وتقسيمنا والاعتراف بهذا التشرذم والتشتت.

قد يسأل سائل: (ما مناسبة هذا القول؟ فكلنا يعلم أن فلسطين ليست للفلسطينيين، فهي أرض خراجية ملك لعموم المسلمين ، ومصر كذالك ليست للمصريين،فكلنا مسلمون والأصل فينا كمسلمين أن لا نعترف بهذه الحدود والتقسيمات) ،أقول لهذا السائل:إي والله،إن قولك حق ولكن اسمع لهذين الخبرين:

 1.أما الخبر الأول فهو من جريدة الدستور:خلال لقائه عددا من الصحفيين بعمان قال الرئيس محمود عباس:إن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ولن نقبل بما يسمى الوطن البديل،وأكد عباس أن الأردن لأهله ونسأل الله أن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار.انتهى الخبر.

2.أما الخبر الثاني فهو من جريدة فلسطين وموقع فلسطين أون لاين: قال رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية: لا يمكن لنا أن نتساوق مع المشاريع الصهيونية الداعية لوطن بديل، فالأردن سيبقى ذا سيادة ولن تكون حلول سياسية على حساب الأردن وشعبه، والفلسطينيون سيعودون لأرضهم, ففلسطين للفلسطينيين كما الأردن للأردنيين. وناشد الأمة والدول التي احتضنت الشعب الفلسطيني أن تغلق الباب أمام تلك المشاريع. جاء ذلك خلال مشاركة رئيس الوزراء في حفل أقامه المستشفى العسكري الأردني ، الثلاثاء 25-1-2011، في غزة بمناسبة الذكرى الثانية لإنشائه وذكرى (مولد) الملك عبد الله الثاني. انتهى الخبر.

نعم أيها السائل الكريم أقول لك إن فلسطين ليست للفلسطينيين بل هي للمسلمين وإن رفض مشروع "الوطن البديل" ومحاولة التعبير عن هذا الرفض لا يبرر أن ننسى أو نتناسى أهم الحقائق الإسلامية المتعلقة بفلسطين في كونها قضية عقدية إسلامية وليست قضية وطنية تقتصر فقط على أهل فلسطين، والحقوق فيها حقوق إسلامية وليست حقوقا وطنية، وواجب تحريرها يقع على جميع المسلمين بمن فيهم ملك الأردن هذا الذي تناسى أن والده قد باع فلسطين بثمن بخس وانشغل اليوم بالاحتفال بعيد ميلاده.

أيها السائل الكريم لقد تعلقت أبصارنا كلنا نحن أهل فلسطين في اليومين الماضيين ولازالت بما يحصل في مصر ومن قبلها في تونس، والآن في ليبيا واليمن وغيرهم من بلاد المسلمين حتى أهلنا هناك في اسطنبول تظاهروا مؤيدين لإسقاط النظام في مصر مثبتين للعالم أن مصر ليست للمصريين وأن ما يجرى في فلسطين ليس حكرا على سكانها.

أيها السائل الكريم: إن فلسطين قد ضاعت بسبب خيانة الحكام وتخاذلهم و إعفائهم مما افترضه الله عليهم من نصرتها وتحرير مقدساتها،أيها السائل الكريم إن فلسطين بحاجة إلى تدخل عسكري لا إلى مستشفى عسكري،أيها السائل الكريم نحن ننتمي إلى أمة عابرة للقارات جسدها واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.ولكن يحتاج هذا إلى الإمام العادل ، إلى الخليفة الذي يسير الجيوش لهذا التدخل العسكري .

فاللهم أبرم لهذا الأمة أمر رشد وحاكما رشيدا يعيد الأمور إلى نصابها ويزيل الحدود بينها ويمحو غشاوة الحدود والتقسيمات عن أفكارها وأرضها ويغرس الأمن في ربوعها فنسير من القاهرة إلى صنعاء ومن جاكرتا إلى شنقيط لا نخاف إلا الله والذئب على أغنامنا،فاللهم اجعلنا من شهداء ذلك اليوم والعاملين له وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

كتبته الأخت أم أمامة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع