- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الدكتورة نسرين نواز، مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، التي ألقتها في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي لحزب التحرير أمام سفارة أوزبيكستان - لندن تحت عنوان "كريموف حاقد على الإسلام" وذلك يوم السبت، 20 رجب 1436هـ الموافق لـ 2015/05/09م
(مترجم)
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة والأخوات، لقد تعرضت النساء المسلمات الشريفات في أوزبيكستان إلى كابوس حي في ظل حكم الطاغية والقاتل كريموف. إن العذاب الرهيب الذي تعرضن له في ظل هذا النظام الإجرامي لا يقل وحشية عن ذلك الذي يعاني منه إخوانهن، هذا الجزار الذي لا رحمة لديه لا يفرق بين الرجال والنساء وبين الطفل أو الشيخ في حربه الشرسة المستمرة ضد الإسلام والمسلمين في أوزبيكستان.
كلما ازداد تمسك أخواتنا العزيزات في أوزبيكستان بدينهن، زادت الكراهية السامة والسياسات القمعية لكريموف ضدهن. فقد منع النظام النساء اللاتي يرتدين الخمار من دخول المؤسسات العامة وفرض عليهن الغرامات التي تساوي راتب عدة أشهر، وحتى حظر بيع الخمار والجلباب! في الشهر الماضي ذكر أن أفراد الأمن الأوزبيكي في مدينة كوكاند ومارجيلان أجبروا النساء المسلمات في السوق على إزالة الخمار عن رؤوسهن وهددوا كل من تعارض هذا الأمر بالسجن أو نقلها إلى محكمة الشرطة. وقال شاهد عيان: "بكى الرجال وبكيت جدًا عندما رأيت النساء المسنات يخلعن الخمار".
إلى جانب هذا، فإن طاغية الطغاة هذا لديه سجل طويل حافل بالاعتقالات وإساءة معاملة النساء المسلمات اللاتي يحملن الدعوة الإسلامية ويعملن لإقامة الخلافة. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن مئات من عضوات حزب التحرير في السنوات الأخيرة تعرضن للمضايقات والاعتقال والضرب والسجن والتعذيب والإهانة من قبل أجهزة الأمن الأوزبيكية فقط لتوزيع منشور أو لانتزاع اعترافات كاذبة من الأقارب الذكور الذين هم أيضًا من أعضاء الحزب. أكثرهن أمهات قد انتزع منهن أطفالهن الرضع وصغارهن من أجل زجهن في السجون، تؤخذ منهن الخُمُر في الزنزانات وتصادر منهن المصاحف، ويتم التعامل معهن على أنهن أسوأ من اللصوص والقتلة. في العام الماضي، سيقت بعض الأخوات الكريمات إلى مقر الأمن الداخلي في منطقة طشقند حيث تعرضن لأشكال لا توصف من التعذيب. وتناثرت عليهن الشتائم البذيئة، وسحبن من شعورهن على الأرض وضربت رؤوسهن بالحائط، وبالزجاجات والعصي البلاستيكية. ولا حول ولا قوة إلا بالله! وبقين في مقر الأمن الداخلي لمدة 30 إلى 40 يوما. ولم تنج حتى قريبات الأخوة في الحزب، مثل فاطمة مخاديروفا البالغة من العمر 62 عاما، وهي أم لخمسة أبناء والتي سجنت لمجرد التحدث علنًا عن وفاة ابنها مظفر أفازوف، حامل الدعوه الإسلامية المخلص الذي غمر النظام جسده بالماء المغلي وتوفي في عهدتهم.
إلا أن كريموف السفاح لم يكفه الاعتقال والتعذيب وانتهاك أعراض النساء المسلمات المتدينات في أوزبيكستان، فقام بتصويب مدافع جلاوزته عليهن. وكانت مئات من النساء، والمسنات والنساء الحوامل، والأطفال مشاركات في مظاهرة أنديجان في 13 أيار/مايو 2005 عندما بدأت قوات الأمن الأوزبيكية بإطلاق النار على المتظاهرين، وكانت غاليما بخاربايفا، وهي صحفية من (معهد صحافة الحرب والسلام) من شهود العيان على هذه المذبحة، قالت "إنهم فتحوا النار بلا رحمة على الجميع دون تمييز بما في ذلك النساء والأطفال". وذكرت أيضا أنه بعد المجزرة أخذت العديد من الجثث، خصوصًا من النساء والأطفال بعيدًا وأخفيت من قبل السلطات. وقال شاهد آخر لهيئة الإذاعة البريطانية "لم نكن نتوقع أنهم سوف يطلقون النار على النساء والأطفال. أنا عندي 3 أطفال، كنت أحاول أن أحميهم. كنت أصرخ: "خذوا حياتي، لا تطلقوا النار على أطفالي." نسأل الله أن يدمر كريموف ونظامه! أمين اللهم أمين!
أيها الإخوة والأخوات، مع كل هذه الوحشية، وهذا التعذيب، وهذا القتل للنساء والأطفال المسلمين الأبرياء، فإننا نطرح هذه الأسئلة:
* أين هي أصوات الجمعيات النسوية وحقوق المرأة الذين يسارعون لإلقاء الاتهامات ضد معاملة الإسلام للمرأة ولكنهم صامتون على الوحشية التي لا توصف والتي تنفذها الأنظمة العلمانية المستبدة ضد نسائها؟
* أين هي أصوات الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة الذين يعقدون المعاهدات للمرأة التي تفرضها على بلاد المسلمين باسم ما يسمى حقوق المرأة، ولكن يعانون من الصمم عند صرخات ألم النساء المسلمات في أوزبيكستان؟
* وأين هي أصوات تلك الحكومات الغربية، الذين يدعون أنهم أبطال العدالة وحقوق المرأة، ولكنهم يحتضنون دون خجل هذا الجزار كريموف الذي يرهب ويذبح الأمهات والجدات المسلمات البريئات؟
أيها الإخوة والأخوات، هذه الهيئات الدولية والحكام الغربيون لم ينتابهم الخجل حتى على هذا المستوى الذي لا يمكن تصوره من انتهاك لكرامة الإنسان والحياة. بل أعطوا كريموف الضوء الأخضر لمواصلة حملته للإرهاب والقتل ضد النساء والأطفال المسلمين الشرفاء في أوزبيكستان من أجل مصالحهم الاقتصادية، ولأنها تقف معه جنبًا إلى جنب في المعركة ضد عودة الخلافة على منهاج النبوة.
نحن نقول لكريموف ومؤيديه الغربيين، هل تعتقدون أنه يمكنكم ترويع النساء المسلمات المتدينات حتى يتركن دينهن أو كسر عزيمة حاملات الدعوة من أجل عودة الخلافة كما كسرتم ظهورهن؟ إذا كان الأمر كذلك فأنتم واهمون، إن إيمان بنات هذه الأمة ليس هشًا مثل عروش هؤلاء الطغاة أو الديمقراطية والحريات الزائفة التي تروجون لها! كلا! إنه إيمان يزداد قوة عند المحن! إنه إيمان يقوي العزيمة في مواجهة الطغيان! وذلك هو الإيمان الذي لا يمكن أن ينطفئ بسبب ضعف، وتكتيكات يائسة من قبل حكام يائسين، وقد تجلى ذلك في حقيقة أن شابات حزب التحرير في أوزبيكستان يزددن قوةً مع كل يوم يمر! في الواقع، إن حملتكم الإرهابية فقط تشعل النار التي تحترق في قلوب النساء المؤمنات لحمل هذه الدعوة النبيلة لدولة الخلافة وتنشئة أجيال يقومون بالعمل نفسه بحيث قد نشهد قريبا، بإذن الله الدولة التي ستعيد الكرامة والأمن لبنات هذه الأمة. قيادة من شأنها أن تجعل دكتاتوريات أراضينا منقرضة وتظهر للعالم الرعاية الحقيقية والحماية والعدالة والمكانة العالية التي تستحقها المرأة!
أيها الإخوة والأخوات! أخواتكم في أوزبيكستان في حاجة إلى نصرتكم، والله يأمركم أن تلبوا لأنه يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72] إذا طلبوا المساعدة منكم في مسألة الدين، إن المساعدة واجب عليكم لذلك دعونا نعمل بكل جهودنا من أجل إقامة دولة الخلافة التي ستحل الرعاية محل الدكتاتورية لنساء هذه الأمة الكريمات. يا أبناء جيوش المسلمين! هل صرخات الألم من أخواتكم وأمهاتكم في أوزبيكستان لا تهز قلوبكم؟ ألا يثير إذلالهن وانتهاك أعراضهن النخوة فيكم لتتحركوا لحمايتهن؟ كيف يمكنكم تحمل بقاء أخواتكم قابعات في براثن هذا الطاغية للحظة واحدة أخرى؟ نحن ندعوكم لإنهاء كابوسهن من خلال إعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والتي ستنالون بها أعظم شرف في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أختم كلمتي برسالة إلى العزيزات الكريمات، أخواتنا الصابرات في أوزبيكستان. شجاعتكن في مواجهة هذا الطغيان تلهمنا حقًا. أنتن القدوة اليوم لبنات هذه الأمة. إننا ندعو الله أن يثبتكن ويزيدكن صلابة في صراعكن النبيل وأن الشجاعة التي شهدناها منكن وغرست في أبنائكن وبناتكن تتجسد فينا وفي أبنائنا. آمين اللهم آمين. اثبتن أيتها الأخوات العزيزات من أجل ما ضحيتن كثيرًا من أجله، إنها تلوح في الأفق بإذن الله، وإن شاء الله سوف تشهدن قريبًا ما تتوق له قلوبكن لفترة طويلة - دولة بنيت على مجد الإسلام.