- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الافتتاحية لرئيسة القسم النسائي في حزب التحرير / ماليزيا
(مترجم)
دخل أكثر من ألف لاجئ من الروهينجا وبنغلادش هذا البلد عبر لانكاوي وذلك في 11 أيار/مايو الشهر الماضي. ومع ذلك، فقد تم احتجازهم من قبل الشرطة بعد أن عَلِق القارب الذي كانوا على متنه في المنطقة. حيث أمرهم القبطان بالغوص والسباحة في البحر لمسافة 200 متر قبل أن يصلوا إلى شاطئ "كوالا مودا" عند الساعة 22:30 تقريبًا. ولقد كانوا يقاسون الجوع بسبب عدم وجود كمية كافية من المواد الغذائية معهم طوال رحلتهم في البحر، وكذلك ذُكِر أن بعضًا من أصدقائهم قد ماتوا أثناء سفرهم وكان لا بد من إلقاء جثثهم في البحر.
وفي تطورات متصلة، ذكرت تقارير لوكالات الأنباء، أن إندونيسيا قامت بقطر زوارق تحمل مئات من مسلمي ميانمار وبنغلادش وُجدوا في مياه أتشيه، وقد نُقلوا من تلك المياه إلى مياه ماليزيا.
لقد أغلق العالم عينيه على مدى عقود تجاه المأساة التي حلت بمسلمي الروهينجا، وذلك على الرغم من القمع والذبح الذي ارتكبه متطرفون بوذيون في حقهم ولم يعد سرًا أن جيش النظام يدعمهم. لقد ادلهمت الخطوب أمامهم وهم يبحثون عن مكان يأمنون فيه على حياتهم بسبب وحشية حكومة ميانمار، وكذلك بسبب موقف المجتمع الدولي الذي يتصرف بلا أدنى إنسانية تجاه معاناتهم. وتواصل الحكومة والبوذيون المتطرفون المتعطشون لدماء المسلمين مطاردة مسلمي الروهينجا حتى إنهم يُجبرونهم على ترك قراهم ويحاولون إنقاذ أنفسهم من خلال الهروب في الغابات وخوض المحيطات للوصول إلى ماليزيا وإندونيسيا.
إنه من المؤسف تمامًا أن يبدو الحكام والمجتمع الدولي "هادئين" وهم يشاهدون المصير المؤسف الذي حل بمسلمي الروهينجا، وما هو أسوأ من ذلك أن حكام هذين البلدين المسلمين (ماليزيا وإندونيسيا) قد حاولوا منع هؤلاء المسلمين اليائسين من دخول بلادهم. إن هذا يوضح فعلًا أن حكام المسلمين لا يكترثون، بل يسمحون باستمرار جميع الأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام ميانمار والمتطرفون البوذيون وتواصلها ضد إخوانهم المسلمين وأخواتهم المسلمات في أراكان.
إن الرأي العام يدرك أن سبب رفض الأنظمة في ماليزيا وإندونيسيا وبنغلادش استقبال مسلمي الروهينجا هو أنهم يُعتبرون مهاجرين غير شرعيين. والقانون يسمح فقط بدخول البلاد لمن يأتي وهو يحمل إذنًا للدخول (جواز سفر وتأشيرة). إن هذه القوانين الوضعية قد وضعها الكافر المستعمر في بلاد المسلمين بعد أن قام بهدم دولة الخلافة واصطنع استقلالًا مزيفًا على أساس مفهوم الدول القومية. إن قوانين الكفار هذه والحدود الزائفة التي أقامها المستعمرون يحميها الحكام ويدافعون عنها حتى آخر قطرة من دمائهم، كما لو أنها "وحيٌ" لا يمكن إلغاؤها!!!
ونتيجة لهذه القوانين والحدود التي أنشأها المستعمرون، فإن المسلمين لا يهتمون بعد الآن بمصير ومحنة إخوانهم المسلمين وأخواتهم المسلمات في البلاد الأخرى. وحتى إن هناك من يعاملون إخوانهم وأخواتهم في الإسلام كأنهم أعداء، وذلك بسبب هذه الحدود المُصطنعة بين الشعوب، وبالتالي فإنه ليس مستغربًا إذا وجدنا أن مسلمي الروهينجا وبنغلادش الذين يسعون للعيش هنا يُعاملون كـ"أجانب" أو أناس من الدرجة الثانية أو الثالثة وأنهم لا يستحقون البقاء هنا.
لذلك فإننا كأخوات نحمل وعيًا مشتركًا على أساس عقيدة واحدة، فقد قرر القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير وبالتعاون مع القسم النسائي لحزب التحرير في إندونيسيا ومركز الخلافة تنظيم حلقة نقاش اليوم تحت شعار "الروهينجا: بلا جنسية في عرض البحر أم جزء من خير أمة؟".
وسنوفر لكم جميعًا حلقات نقاش محلية وكذلك حلقات نقاش مع ضيوف من الخارج والتي ستناقش وتوضح هذه القضية بدقة، وسنكون بناء عليها قادرين على إدراك الأسباب الجذرية لهذه القضية الحيوية.
إن هذا النقاش سيسلط الضوء على الاضطهاد المتصاعد وسياسات الفصل العنصري القمعية، والمذابح التي ترعاها الدولة. وسيركز هذا النقاش أيضًا على الجهود والأعمال التي تقوم بها الدول في العالم الإسلامي والعالم الغربي من خلال الاتفاقات والقرارات التي تم التوقيع عليها. كما سيتم تقديم حل حقيقي لهذه الأزمة، حلًا يوفر لهم أمانًا حقيقيًا وحماية فعلية يحفظ كرامتهم باعتبارهم جزءاً من خير أمة.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.
وأخيرًا، نفتتح حلقة النقاش اليوم "بسم الله الرحمن الرحيم"، بارك الله فيكم.