الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الترويج للفاحشة ديدن الرأسمالية بل هدف لها وغاية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الترويج للفاحشة ديدن الرأسمالية بل هدف لها وغاية!

 

إن الرأسمالية هي مبدأ: نظام منبثق عن عقيدة. له وجهة نظره الخاصة عن الأفعال والأشياء والمفاهيم. وهي قطعًا مناقضة للمبدأ الإسلامي، ابتداءً بمصدر المبدأ ومرورًا بنظرته للعقدة الكبرى عن الكون والإنسان والحياة، وما قبلها وما بعدها وعلاقتها بكليهما.


فالمبدأ الرأسمالي هو مبدأ وضعي منبثق عن عقيدة فصل الدين عن الحياة التي نتجت كردَّةِ فعلٍ على سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى وتزمُّتِها. وبالتالي فإن النظام الرأسمالي يقوم على فكرٍ يخدم هذه العقيدة؛ فكل مفهوم في الرأسمالية يقوم على إبعاد الدين، وتقديس البشر وآرائهم، فالمجتمع الرأسمالي مجتمع فرديٌ يقدِّس الفردَ ويرى أن المجتمع يدور حول الفرد، أو هو مجموع أفراد إن وُفِّرت لمجموعهم الخدمات سعد المجتمع، وأنَّ السعادة تكون في الحصول على أكبر قدرٍ من المُتع الجسدية. والطريقة كذلك هي من جنس الفكرة وتخدم توظيفها التوظيف الذي يضمن بقاءها وسيطرتها في المجتمع.


وهو بذلك يناقض الإسلام رسالة الله الخالدة للبشر، القائم على توحيد الله سبحانه، وتعبيد البشر لربِّ البشر. وأنَّ هذه الحياة الدُّنيا حياةُ ممر لا مقر، وأن وجود الإنسان فيها إنما هو لعبادة الله، ليحقق الاستخلاف في هذه الأرض بطاعته لله سبحانه. فتوحيد الله وعبادته هو الرابط بين أفراد المجتمع، ومقياس السعادة فيه تكون بالالتزام بأوامر الله والانتهاء عن نواهيه.


أما المبدأ الرأسمالي فلا يجيب على تساؤل الفرد عن سبب وجوده في الحياة الدنيا وما مصيره بعد هذه الحياة الدُّنيا، بل إنَّ الحياة عنده لهوٌ ولعبٌ وتحصيل متعٍ بالقدر الأكبر، فيظلُّ الفرد يدور في دوامة الجوعات وإشباعها بأي طريقةٍ ممكنة.


بهذا يتَّضِحُ تناقض الرأسمالية مع الإسلام، في الأصل والفروع، وبالتأكيد التناقض التام في النظرة لكلٍ من الرجل والمرأة: دورهما في المجتمع، والعلاقة بينهما: ماهيتها وكيف يجب أن تكون، وما علاقتها بالمجتمع كَكُّل.


فالنظرة للإنسان بداية في الرأسمالية كانت من زاوية تقديسه، وإعطائه المجال لإشباع كل غرائزه - إضافةً لخلطهم بين الحاجات العضوية والغرائز - ولا عجب أن تنتشر أمثال كالغاية تبرر الوسيلة، والقانون لا يحمي المغفلين، وغيرهما مما تشجع على الجشع وترسم للنفس البشرية حافزًا كبيرًا يجعلها تسعى خلف الشهوات لإشباع جوعات الجسد دون أي مبالاة بأي قاعدة أو حدود تُرسم لتنظيم الأمر، حيث لا يُنظر للحياة الأخرى بمنظار الحساب والعقاب، ولا يُحسب لها حساب.


لذلك فإن الطريقة في المبدأ الرأسمالي تخدم مثل هذه الأفكار وتضمن تطبيقها، حيث يُعمل على انتشار الفواحش والسفور والتَّعري لأنها حسب نظرتهم للحياة السبيل للسعادة وإشباع الشهوات. فانتشار نوادي الرقص والفجور وتجارة الجنس والتجارة بالبشر أمرٌ طبيعيٌ في الرأسمالية، رغم القوانين التي يزعمون أنَّها تقنن هذه الأفعال أو تجَرِّمها، فمثل هذه القوانين فاشلة من ناحيتين؛ الأولى كونها تأتي بعد وقوع الفأس بالرأس، فعقيدة الفرد والمجتمع كلُّه والنظم الحاكمة تجعل الفاحشة أمراً طبيعياً وتسمح بالزنا واللواط والسُّحاق وتنظر للأمر على أنه حرية فردية، فكيف بعد ذلك تُجرِّمُها القوانين؟ أليس في هذا تناقض مع المبدأ ذاته؟


والثانية كونُها لا تشكِّل عقابًا رادعًا لمثل هذه الجرائم، بل إنها أقل من القليل الواجب فعله لمنع مثل هذه الجرائم إن كانوا حقًا يريدون منعها. لكنَّهم فتحوا الباب واسعًا أمام الفرد ليبطش ويُفسد باسم الحريَّات، وأتلفوا بذلك فطرة الفرد، وطُهر المجتمعات، ولن يستطيعوا بقوانينهم ومبادئهم الوضعية أن يوقفوا هذا الفساد المنتشر كالنار في الهشيم.


فوسائل الإعلام، وسياساتها المتَّبعة مثلاً في اختيار العاملات الأكثر جمالاً، وبرامجها القائمة على الفكر الحيواني الذي يجعل من إعلان صابون الحلاقة الرِّجاليّ غير ناجح إلا بظهور امرأة عارية متمايلة معه! ومسلسلاتها التي لا تخلو مشاهدها من الاختلاط والعرُيِّ والفجور تحت مُسمَّيات الحب والصداقة والعمل والزمالة وغيرها مما يذِرُّ الرَّماد في العيون. إضافة لمناهج التعليم التي بُنيت على الفكر الرأسمالي الغربي، فكانت في كل تفاصيلها تربي النشءَ على استسهال الفاحشة واستحلال الحرُمات حيث تزرع فيهم الفكر الذي يقدِّس الحريَّات ويجعل الخيانة الزوجية أمراً طبيعياً بينما يهاجم تعدد الزوجات والزواج المبكر بحجج واهية عقيمة. فضلاً عن القوانين الوضعية التي تبيح التعري والاختلاط والسُّكر.


هذا أمرٌ خجلت منه المبادئ الأخرى، ولم يُجاهر به إلا في ظل الرأسمالية البغيضة حيث كان الزنا والفواحش محرمة قبل ظهورها، إذ يُذكر أن الزنا والتَّعري والاختلاط كانا من الأمور المشينة في القرون الوسطى قبل الثورة الصناعية وظهور المبدأ الرأسمالي! إذ ينحطُّ بالفطرة السليمة لمكانة ينأى عنها العقلاء وترفضها القيم السامية السليمة. ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾.


وما حوادث ولادة توأم كلٌّ منهما لأب، أو مسيرات علنية لزواج الشواذ والمطالبة بسن قوانين تحميهم، أو قصة أصغر أم في العالم التي حملت سفاحاً من صديقها، إلا نماذج تدلل على جرائم الرأسمالية بحق البشرية، وانتهاكها لمفاهيم العفة والطهر والنقاء. أفما آن لنا أن نتخلص من شرور الرأسمالية وعفنها؟؟

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع