الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المنعرج الأخير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المنعرج الأخير

 

هل كل العقبات والعراقيل، التي تكبل الربيع العربي، من ثورات مضادة أو ترويض بالتوافق أو قتل بالبراميل المتفجرة والكيماوي أو بالتحايل على دين الله، تعني أننا والغرب الكافر في سباق، أو بالأحرى في المنعرج الأخير منه؟ وهل المجال الذي نتنافس عليه وفيه، هو ما يطلق عليه بالشرق الأوسط؟


سأتطرق أولًا لأهمية الشرق الأوسط، سواء للأمة أو للغرب الكافر، ثم إلى حتمية الصراع عليه وأسلحة الفريقين، ومن ثم أختم بالمنعرج الأخير.


أهمية الشرق الأوسط:


تتقاطع القارات القديمة الثلاث: أفريقيا وأوروبا وآسيا، في منطقة الشرق الأوسط مما يجعله يتحكم في مضائق جبل طارق، والبوسفور، وعدن، وهرمز، وقناة السويس، وفي البحر الأبيض المتوسط، وفي البحر الأسود، وفي البحر الأحمر، وفي الخليج، إضافةً إلى كونه ملتقى طرق المواد الخام والبضائع بين القارات الثلاث. ولقد كانت أهميته الاستراتيجية تشكل نقطةً حرجةً بين المعسكرين الغربي والسوفياتي قبل الوفاق، أما بعد اتفاق العملاقين سنة 1961م فلم تعد للشرق الأوسط أهمية استراتيجية آنذاك. إلا أنه بعد انتهاء الحرب الباردة وزوال الاتحاد السوفياتي من الوجود، عادت للشرق الأوسط أهميته الاستراتيجية، لا سيما بالنسبة لأمريكا أمام روسيا وأوروبا؛ ثم اعتبرته أمريكا خطًا أماميًا للدفاع عن أمن الولايات المتحدة، وأعدت له مشروعًا سمّـته «مشروع الشرق الأوسط الكبير» ثم عدلته إلى «مشروع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» وقدمته إلى قمة الدول الصناعية الثماني التي انعقدت في حزيران 2004م بمنطقة سي آيلاند.


وتعطي الموارد الطبيعية للشرق الأوسط أهميةً كبرى له بالنسبة للدول الاستعمارية، فإنها هي التي سببت له البلاء، وحولته إلى مستعمرة غربية تتزاحم فيه الدول الغربية على الاستعمار وبسط النفوذ. فالنفط موجود فيه بما يزيد عن نصف نفط العالم، والمواد الخام الموجودة فيه، في الأردن والعراق، وسوريا، وتركيا، وإيران، وغيرها، تشكل ثروةً هائلةً، تعدل عشرة أضعاف ثروة أوروبا وأمريكا مجتمعتين؛ ولذلك تتسابق الدول الكبرى للسيطرة عليه بكل أشكال الاستعمار وتتصارع عليه. وما يحدث الآن من صراع في السعودية واليمن والعراق وسوريا ومصر ماثل للعيان.


إن الشرق الأوسط كان تحت حكم ونفوذ الإسلام والدولة الإسلامية حتى منتصف القرن الثامن عشر. والأمة الإسلامية بعد اعتناقها الإسلام صارت كلها كالشعب الواحد، ووجد عندها ما يسمى بالطبيعة العسكرية الجهادية، حيث الجهاد ذروة سنام دينها، ووجدت عندها فكرة نشر الهداية للناس، وتأصلت فيها نصرة الإنسانية؛ لذلك فإنها مهما انحطت، ومهما باعد الزمن بينها وبين أصولها التي اعتنقت الإسلام، وحملته بطريقته وهي الدعوة والجهاد، فإنها في مجموعها لا تزال فيها الطبيعة العسكرية الجهادية، وما يسمى بالمسؤولية عن الغير، ونشر الهدى للناس، شأنها شأن العرب الذين هم أول من حمل الإسلام، حيث انصهرت الشعوب التي أسلمت، مهما كانت أجناسها، في بوتقة الإسلام. وعلى عكس الموارد الطبيعية التي سببت البلاء للشرق الأوسط، ستكون هذه الصفات التي تتمتع بها الأمة الإسلامية بلاءً ووبالا على الكافر المستعمر.


حتمية الصراع:


كان طريق السفر الوحيد بين أوروبا والهند هو طريق الحرير الذي كان تحت سيطرة المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا، ومع أوائل 1460م، وبعد أن نجح فاسكو دا غاما باكتشاف طريق بحري للهند عبر رأس الرجاء الصالح، قال قولته المشهورة: (الآن طوقنا المسلمين ولم يبق إلا أن نشد الخيط)، ما هذا الحقد الدفين؟ الإنسان العاقل يستغرب، ولكن المسلم المستنير لا يستغرب هذا الموقف منهم لأن ربه أخبره في القرآن الكريم بحالهم، قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. حتى فكرة المنفعة والمصلحة التي هي مقياس الغرب نظريًا لم تعد كافيةً لتفسير هذا التكالب على المسلمين، لدرجة التلذذ بتعذيبهم وقتلهم بكل أنواع الأسلحة، وما نشهده يوميًا من مجازر ترتكب في حق المسلمين بأيديهم وبأيدي عملائهم فاق كل التصورات. وعليه فإن هذا السبق والإصرار يجعل من الصراع مع الإسلام حتميًا.


أسلحة الغرب الكافر في الصراع:


وفر المبدأ الرأسمالي للغرب الكافر مجالًا واسعًا للتحايل على شعوبه وشعوب العالم بأفكار براقة يدّعي نشرها في العالم لمصلحة الإنسانية، حتى قال جي بي مورجان: "دائمًا ما يكون لدى أي شخص سببان لفعل أي شيء: سبب وجيه، وسبب حقيقي"، فبعد أن كان الغرب الكافر يستعبد الأفارقة بدعاوى أمثال مونتسكيو الذي قال: "فما هذه الشعوب إلا عناصر سوداء" وقال أيضًا: "ولا يمكن أن الله جلت قدرته يضع روحًا طيبةً في مثل هذا الجسم الحالك السواد". بعد أن كانت تلك دعواه أصبح بعد اعتناقه الرأسمالية يستعبدهم بأسماء براقة كثيرة كالتنمية والاستثمار والعولمة والتجارة الحرة والحرية وحتى التبشير. وبعد أن كان يجيش الجيوش بأمر البابا لحملاته الصليبية على المسلمين، أصبح يجيش الجيوش بدعوى الحماية في شمال أفريقيا ورعاية حقوق الأقليات في الشام ونصرة القبائل التي تريد التخلص من التسلط العثماني في الحجاز، فقد ذكر (ترولر) أحد البريطانيين: (وكان أول لقاء بين الملك عبد العزيز ومسؤول بريطاني، لقاءَه بشكسبير الوكيل السياسي في الكويت وذلك عام 1328هـ، ثم لقيه مرة أخرى في العام التالي، حيث أوضح له رغبته في إخراج العثمانيين من الإحساء والقطيف لكونهما تابعتين لأسلافه، ومنفعتهما له عسكريًا واقتصاديًا. وتساءل عن إمكانية حماية بريطانيا له فيما لو حاول العثمانيون مهاجمته بحرًا، وأبدى استعداده لقبول وكيل بريطاني عنده).


كانت هذه البداية للعمالة من حكام المسلمين، هي السلاح غير الصريح الأول الذي استعملته بريطانيا وتفننت فيه، حيث لم يسبقها إليه أحد، أما بعد إدراك مدى نجاحه وقلة تكلفته، فقد بدأت أمريكا تستعيض به عن طريقتها القديمة القائمة على المعونات والقروض لتكلفتها العالية، خاصةً بعد الأزمات الاقتصادية التي مرت بها، بل وأصبحت تنازع صاحبة الامتياز في هذا النوع من الاستعمار وما يحصل في اليمن والبلاط السعودي خير دليل على ذلك.


أما السلاح الثاني الذي تمتلك براءة اختراعه أمريكا، فقد فرضه واقع أن الإسلام كان ولا يزال يشكل الخطر الأعظم على أمريكا والغرب. ومنطقة الشرق الأوسط تعتبر هي مكان الانطلاق الطبيعي للدعوة الإسلامية إلى العالم؛ لذلك لم يكن غريبًا أن أمريكا اتخذت من الإسلام عدوًا رئيسيًا ووحيدًا لها بعد سقوط الاشتراكية، واتخذت من شعارات الإرهاب، والتطرف الديني، والأصولية، غطاءً لحملتها ضد الإسلام وضد المسلمين في هذه المنطقة، وهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لاستبعاد الحركات الإسلامية السياسية من الحكم، وذلك من خلال أساليب القمع، والبطش، والتنكيل، والاحتواء، التي تتبعها الحكومات العميلة التابعة لها في المنطقة. وقد أعلنها بوش حربًا صليبيةً جديدةً ضد المسلمين بشكل سافر، وقال جون أشكروفت وزير العدل الأميركي: «بصراحة إن الإرهاب يكمن في الإسلام ذاته، وليس فقط في بعض من يعتنقونه»، وقال بأن الله يحض على الإرهاب في القرآن - على حد زعمه -.


وأما السلاح الثالث فهو الكيان اليهودي، المزروع في فلسطين، ليكون رأس جسر يُشغَل به المسلمون عن الغرب الكافر المستعمر، وليكون حاجزًا من الحواجز التي تحول دون رجوع الدولة الإسلامية، والتي من شأنها أن تجعل الصراع صريحًا وتفوت على الغرب كل ممارساته الاحتيالية. وحتى تعمل هذه الأسلحة بفعالية، كان لا بد من جوقة تعزف على أوتار الوطنية والقومية والحرية والديمقراطية على أسماع من بهرتهم أضواء المدنية الغربية، وجوقة أخرى تعزف على أوتار المذهبية والطائفية وطاعة ولي الأمر، على أسماع المتمسكين بإسلامهم، وضمِن الإعلام وصول تلك الذبذبات الخبيثة لكل أذن في العالم الإسلامي وضمن أيضًا التعتيم والتشويش على دقات قلب الأمة الإسلامية التي بدأت في التسارع، منبئةً بالتعافي والنهوض لتمسك الأمة بيدها أمور هذا العالم الشقي وتخرجه من جور الإنسان إلى عدل خالقه ورازقه.


سلاح الإسلام:


هو سلاح فتاك لا تقدر على صده أعتى الجيوش في هذا الزمان وكل زمان، كيف لا وهو فكرة آن أوانها، وليست أي فكرة بل هي عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام يعالج جميع مشاكل الحياة، وهي قاعدة فكرية تبنى عليها جميع الأفكار، ومن هذه الأفكار تنبثق كافة المفاهيم التي تؤثر في وجهة النظر في الحياة دون استثناء. ومن انبثاقات العقيدة الإسلامية، الطريقة التي تكفل تطبيقه في واقع الحياة وتحمله رسالة خير للبشرية، وفي القلب من هذه الطريقة، وجود حزب مبدئي يعمل في الأمة ومعها لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وقد قال إسماعيل الوحواح الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا ردًا على توني أبوت رئيس الحكومة الأسترالية، والذي هدد بالتضييق على الحزب: "امنعوا الهواء إن استطعتم" وهو ما يعني أن الحزب، لن يتأثر بما تتأثر به باقي الأحزاب السياسية، وحركات المجتمع المدني، المعتمدة كليًا على الإعلام المتناغم مع مبدئهم الرأسمالي. فحزب التحرير في كل بقاع العالم يتواصل مع الأمة مباشرة، إنساناً لإنسان، يسلمه نشرات الحزب يدًا بيد، يناقشه ويعرض عليه مشروع الإسلام مباشرة، فالفكرة تصل للأمة مجسدة في من يحملها، فيتعامل معها بكل ثقة، فهو يرى حاملها ويتعامل معه في العمل، في الطريق، في المسجد، في السوق، يستوقفه في كل وقت ليستوضح منه أو ليرشده أو ليساعده. والدليل على نجاعة أسلوب الاتصال الحي مع الناس، هو انتشار الحزب بشكل لم يسبق لحزب أن حازه قبله. والدليل أيضًا على أهمية هذا الأسلوب، هو لجوء أصحاب المبدأ الرأسمالي أنفسهم إليه في حملاتهم الانتخابية. هذا بالنسبة للفكرة، أما أنه قد آن أوانها فهذا ما سأتطرق إليه في الفقرة التالية.


هل للتاريخ سرعات متعددة:


أحس الناس بعد موجة الثورات في البلاد العربية أن الأحداث تتسارع وكأن الزمن غير سرعته، وهو ما لم يعهدوه قبل الثورات بل غلب إحساسٌ بأن الزمن توقف وأن من قال بنهاية التاريخ كان محقًا. كان هذا إحساس وحشي بن حرب الحبشي الذي قتل سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه، ظنا منه أن الوضع سيبقى على ما هو عليه من سيطرة للظلم والاستبداد، كيف لا وهو يعيش ما عاشه أجداده ولم يتغير شيء. فهل أسرع الزمن وتحرك التاريخ بسرعة فيشهد وحشي اليرموك، بعد إسلامه، ويعيش إلى خلافة عثمان، فيرى بأم عينيه ما لم يكن يتصوره من التغيير الذي حصل في العالم، وليس مكة فحسب؟!.


الذي يتغير في الواقع هو وعي الناس على حقيقة ما يعيشونه ثم يعملون على تغييره ثم يشاهدون أثر هذا التغيير في واقع حياتهم وكلهم شغف أن يسير التغيير في الاتجاه الذي يريدونه، وإن سار التغيير في الاتجاه الخطأ يسارعون إلى تصويبه، كل هذا يجعل الحركة حثيثة وكذلك الأحداث، كالقدر الذي بدأ بالغليان. وليس هناك وصف أبلغ لما يحدث هذه الأيام في المنطقة من ذلك القدر. وبالعكس بالنسبة لأعداء التغيير من الحكام العملاء والمتحكمين فيهم من دول الكفر والذين تعودوا على سكوت الشعوب على ظلمهم فتكون ردة فعلهم بطيئة ومرتجلة بل وعشوائية، كالذي يحمل القدر بيديه يظنه باردًا فيتفاجأ بحرارته التي لا تحتمل، فإما أن يلقيه بسرعة فيطوله الماء المغلي في أماكن لا يتوقعها، أو أن يضع القدر بلطف ويتحمل الألم في يديه. وهذا فعلًا ما يحصل الآن من قائدة قاطرة الكفر أمريكا التي هي في حيص بيص مما يحصل في الشرق الأوسط وخاصة في شام العزة. فالأمة إذن تغلي وتتفاعل وتتطلع إلى الحل النهائي وليس المؤقت، الذي يعيد لها عزتها وكرامتها، تكتشف يومًا بعد يوم الخط الفاصل بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل. وأترك لكم الإجابة، عما إذا آن أوان الفكرة التي هي سلاح الإسلام؟.


المنعرج الأخير:


أهمية المنعرج الأخير في أي سباق هو أن خط الوصول يصبح واضحًا لجميع المتسابقين، فلا مجال للتنظير والتشكيك ولا النوايا الحسنة ولا الشعارات البراقة، فالأمر جد لا هزل، قال تعالى: ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.


فالأمة ترى خلاصها لا يحول بينها وبينه إلا قليل من الصبر فما النصر إلا صبر ساعة، وأعداء الأمة يرونها عاجزة وضعيفة ومنهكة لا تقوى حتى على النهوض ناهيك عن أن تسبقهم وتفوز عليهم، يقول تعال: ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.

فالهمة الهمة، نبثها في الأمة، والعمل العمل، لنقود خطواتها على الدرب الصحيح والأمل الأمل، في خيريتها التي شهد لها بها الله سبحانه وتعالى.


النفس الأخير:


خط الوصول في كل السباقات واحدٌ للمتنافسين وهو يعني نهاية السباق، أما في سباقنا مع أعداء الأمة والإسلام فالخط واحد ولكنه بمعنيين، عندهم هو نهاية السباق، وعليه فهو النفس الأخير وما يترتب عليه من كشف، لوجوههم القبيحة ووجوه عملائهم وأساليبهم وخططهم الخسيسة، حيث لا يقيمون لمبدئهم - الذي طالما تحايلوا به على الناس - وزنا، فيكفرون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والدليل على تخبطهم هذا يأتي في افتتاحية صحيفة "ديلي تلغراف" التي انتقدت تعامل الغرب مع الشرق الأوسط في كثير من المواقف، وأضافت أن أحدث دليل على سوء التقدير هذا يأتي من مايكل موريل، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) الذي يكشف عن العديد من أخطاء القائمين على السياسة الخارجية الأمريكية ومنها الفشل في الاستفادة من دروس العراق والمبالغة في تقدير تأثير وفاة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، والاعتماد الزائد على أجهزة الاستخبارات العربية. وقالت الصحيفة إن ما يجمع هذه الأخطاء هو الفشل الأوسع الذي كشف السياسة الغربية منذ الربيع العربي، ألا وهو التفاؤل المفرط والإيمان بالحلول البسيطة للمشاكل المعقدة.


أما عندنا نحن، أمة النبي محمد ﷺ ، فخط النهاية بالنسبة لنا هو خط البداية لاستئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة للعالم بالدعوة والجهاد وراء خليفة تقي نقي نتقي به ونقاتل من ورائه، وإن تحقق فينا قول رسول الله ﷺ : «نصرت بالرعب مسيرة شهر» فلن يبقى مكان على وجه الأرض إلا وقد تملكه الرعب من قوة المسلمين ودولتهم، علمًا وأن مقياس مسيرة الشهر في الوقت الحاضر أصبح يستعمل لقياس المسافات في الفضاء وليس على الأرض.


هل الأمة متأهبة للفوز؟


سأكتفي هنا بمقتطفات من رد العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير، على سؤال شبيه بهذا: "إن المسألة يا أخي هي أن ينصرنا الله سبحانه فنقيم دولة الخلافة، أما هل الأمة جاهزة لتحمل هذه التبعات؟ فنعم والذي ينقصها هو قيادة تقية نقية تقودها إلى الخير في ظل الخلافة الراشدة، إن الله سبحانه يصف هذه الأمة ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾" ثم يضيف: "ولعلك تتابع أعمال الحزب فترى أن الخلافة أصبح لها رأي عام بعد أن لم يكن، وأصبحت مطلبًا عامًا لافتًا للنظر بعد أن كانت المناداة بها عيبًا! يا أخي إن الأمم الحية حتى وإن تعرضت إلى عوامل الضعف والفرقة... لا بد من أن تنتفض" وينهي بقوله: "وهكذا أيها الأخ الكريم فإعادة الخلافة بقيادتها التقية النقية ستعيد الأمة بإذن الله إلى مجدها وفتوحاتها، وما ذلك على الله بعزيز." انتهى


وختامًا نقول إن الشرق الأوسط اختاره لنا ربنا بأن كان مهد ديننا، وحتمية الصراع أقرها قرآننا، أما المنعرج الأخير وما يقتضيه من جهد فهو بأيدينا، وأما النصر فهو من عند الله. فقفوا صفًا واحدًا وشدوا المئزر، وصِلوا ليلكم بنهاركم في العمل النبيل لإقامة دولة الخلافة وتجييش الناس في تحرك قوي نحو التغيير الحقيقي، فلا تدَعوا مسجدًا أو مدرسةً أو جامعةً أو سوقًا دون أن تدْعو فيه إلى الخلافة، ولا تدّخروا جهدًا أو قدرةً حباكم الله بها إلا وتُسخِّروها في حمل الدعوة بكل وضوح وقوة، سواء أكان ذلك من خلال المناقشات والخطابات والدروس والرسائل القصيرة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني والراديو والتلفزيون أم غير ذلك، فاجعلوا صدى الدعوة للخلافة يدوي في أرجاء البلاد وفي أطناب هذه الأمة، وادعوا أبناءكم وإخوانكم وآباءكم وأقاربكم في القوات المسلحة لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستضع حدًا للذل والهزيمة التي ألمت بالأمة، وتبدأ حقبة زمنية جديدة عنوانها الإباء والعزة والمنعة.


﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي - مصر

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع