- الموافق
- 3 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
عبادة المشاهير:
كيف تم تصميمها لتضليل وتدمير الشباب المسلم
ضمن حملة القسم النسائي "الشباب المسلم... روّاد التغيير الحقيقي"
(مترجم)
الشهرة قوة! تدرك الحكومات أنه بسبب كون الشباب الفئة الأكبر من السكان في معظم الدول، فإن طاقات الشباب وحماسهم يمكن أن يصنع أو يهدم المستقبل السياسي لأي نظام؛ وأحدث الأمثلة على ذلك الربيع العربي. وهذا هو السبب في أن الحكومة تضع خططًا شاملة محددة تتعلق بكيفية السيطرة على عقول وأنشطة الشباب لتشتيتهم وإضعافهم بما يهيئ لها استغلالهم والسيطرة عليهم حتى تستطيع تحييدهم كقوة سياسية للتغيير. وقد بيَّن نعوم تشومسكي الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في هذه العملية في مقاله "10 استراتيجيات للتضليل" يمكن أن تقوم بها وسائل الإعلام. وبما أن الدول الغربية تسعى لتأمين نفوذها في البلاد الإسلامية حتى تتمكن من بسط هيمنتها الاقتصادية واستنزاف ثرواتنا ومواردنا، فإن السيطرة على الشباب المسلم كانت دائمًا تحظى بأهمية كبيرة في المخططات السياسية. فقد قال باراك أوباما في 18 شباط/فبراير 2015 إن "أمريكا يجب أن تتعامل مع المجتمعات المحلية لكسب "قلوب وعقول" الشباب المسلم لمنع الجماعات الإرهابية من تجنيدهم". وقد قال الأستاذ جيل كيبيل، وهو عضو في اللجنة الفرنسية التي أوصت بمنع الرموز الدينية في المدارس، في عام 2004 في كتابه "الحرب من أجل العقول الإسلامية" إنه "إذا ضمنت الحكومات نجاح الشباب المسلم في أوروبا، فإنهم سيقومون بتصدير خبراتهم الإيجابية إلى الشرق". وفي هذه المرحلة، تجدر ملاحظة أن "الإرهاب" العنيف ليس هو الخطر الأكبر على الهيمنة الغربية الاستعمارية الجديدة. وإنما الخطر الأكبر على الوضع السياسي الراهن هو الشباب المسلم المفكر غير العنيف الذي يرفض ثقافة التقليد للقيام بتمرد مزيف ويتبنى بحق الإرادة الحرة للتفكير بنفسه. وهم يدركون أن كل شيء يحيط بهم إنما هو إعادة لفترة التنوير في أوروبا في القرن الـ18 وأن ما يتم "تصديره إلى الشرق" هو نفس الأسطوانة المشروخة لمعزوفة الاستسلام والخضوع للمنهج العلمي الذي يفصل الدين عن السياسة ويعزز الفردية ويمجد أفكار الفرد وتفكيره وحريته للسعي إلى السعادة بغض النظر عن البعد الأخلاقي ومفهوم الخطأ والصواب. وإن المسلمين هم من يملكون الجرأة على التفكير خارج الإطار السياسي الحالي فيدركون أن هناك خطأ كبيرًا في العالم اليوم ولا يخضعون إلا لأوامر الله سبحانه وتعالى ويدركون أن نظام الحكم في الإسلام، الخلافة، سيحل كافة مشاكل البشرية جمعاء.
وتوجد في المجتمع بصورة دائمة شخصيات مشهورة لأن دائمًا هناك بعض الناس يحبون أن يميزوا أنفسهم بشكل أو بآخر. وقد تم بلورة المفهوم الاجتماعي عبادة الشخصية؛ أو استغلال التأثير الشخصي على الجماهير لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية. والتاريخ يروي قصصًا كثيرة عن ظهور وسقوط مثل هذه الشخصيات وذلك في كل أمة من قيصر وحتى ملوك أوروبا وستالين وماو وجميع القيادات الحالية. ومع تزايد الإحباط العالمي في صفوف الشباب من قياداتهم السياسية، فإن المشاهير وتأثيرهم يشكل سلاحًا استراتيجيًا قويًا للتأثير على المجتمعات وبرمجتها ولتضليلها عن القضايا المهمة في الحياة، بحيث تبقى النخبة المتنفذة هي الشخصيات الحقيقية الوحيدة يمكنها بكل حرية فعل ما تريد ومتى ما تريد ولأي كائن كان.
واليوم، فإن ثقافة الشهرة والمشاهير هي النسخة الغربية عن الشرك بالله. فالشخصيات المشهورة تُعْبَد وتَحظى بشعبية جارفة وليس بالضرورة لأنهم الأفضل فيما يقومون به أو لتضحياتهم النبيلة والتزامهم بتنمية البشرية. ويكتسبون مكانتهم على أساس افتتان الجماهير ببساطة لأنهم قد قبلوا خوض غمار لعبة الشهرة وفقًا للقواعد التي على أساسها تعاقدت معهم النخب المتنفذة، ومن يرفض منهم الالتزام والخضوع لسياسة الخرس السياسي واللذة الفارغة، يجري التخلص منه فورًا ولا يظهر في المنابر العامة ولا يعود ضمن الفئة "الخالدة" ويصبح واقعه كأي إنسان آخر. أما هؤلاء المشاهير الذين يعبرون عن نوع من "التغيير" تجاه الثقافة الإعلامية الغربية التي تستهدف الشباب فإنهم في الحقيقة عبارة عن معارضة مُصْطنعة لأن كل ما يمثلونه لا يرقى أبدًا إلى أي تغيير حقيقي في نفوذ النخب الحاكمة والمتنفذة. ومن ناحية تاريخية، نجد في الحقيقة أن الشخصيات الإعلامية الأكثر نفوذًا وشهرة والذين يتقاضون أجورًا مرتفعة هم أولئك الذين يمثلون السلوك الأخلاقي الأكثر انحطاطًا وأولئك الذين يمثلون أدنى تطلعات البشرية، لأن النخب المتنفذة تدرك جيدًا تأثير قوة التقليد عندما لا يملك الشباب أي قناعات شخصية. وخطط الحكومات للسيطرة على الشباب تكون أكثر فعالية عندما تجري صياغة المجتمع بطريقة تقضي على اهتمام الأم بعائلتها وتكاتف الأسرة السليم. وقد أجرت مؤسسة يوجوف في 14 تموز/يوليو 2014 بحثًا استطلاعيًا لدراسة تأثير ثقافة المشاهير على المجتمع في بريطانيا ولا سيما عنصر الشباب. وقد بين الاستطلاع أن 74٪ من الشعب البريطاني يعتقد أن هناك تأثيرًا سلبيًا لثقافة المشاهير على الشباب. وأن 72٪ منهم يشعرون أن هناك تأثيرًا سلبيًا لثقافة المشاهير على طريقة النظر إلى النساء وأجسادهن، وأن 46٪ منهم يقولون إنها تملك تأثيرًا سلبيًا على الرجال. فإذا كانت هذه هي النتيجة لتأثير عبادة المشاهير على الشباب في العالم الغربي، فماذا عن العالم الإسلامي؟
إن الهجوم القوي الممنهج الذي تتعرض له الشخصية الإسلامية قد وُجد منذ عدة عقود وصاحبه تأثير سلبي جدًا على شبابنا.
وعندما يتعلق الأمر بثقافة المشاهير اليوم، فليس هناك حقًا ما يدعو للشعور بالسرور. وفيما يلي الآثار السلبية الرئيسية على الشباب المسلم الذي ينهل من ثقافة المشاهير المدمرة:
1. يمثل المشاهير إلهًا كاذبًا يسعى لتضليل معجبيه وأتباعه ومن يعبدونه عن اتّباع أوامر الله سبحانه وتعالى، وهي مسألة قد ذمها الله في كتابه، يقول تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ إِذْ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ أَنَّ ٱلْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعَذَابِ﴾ [البقرة: 165].
فالناس الذين يعيشون وفق ثقافة المشاهير يبحثون عن حلول لمشاكل الحياة في نصائح وتعليقات الشخصيات المشهورة التي هي نفسها غارقة في مشاكل كثيرة. وهم ليسوا على شيء بخلاف تشريع الخالق المدبر. وحياة المشاهير حياة شاذة تقوم على معصية الله سبحانه وتعالى وتوجه الناس للانغماس في ملذات الدنيا وحدها. وهذا هو السبب في كون الرسالة التي يقدمونها للشباب لا تخرج عن التدمير الذاتي للحياة من خلال إدمان المخدرات، وعروض الأزياء التي تعبر عن أمراض عقلية وانعدام الحياء كوسائل لتحقيق السعادة. ويترك هؤلاء الشباب يتتبعون ما تبقى من حياتهم المُدَمَّرة بينما لا يعرف المشاهير ولا يكترثون بالويلات التي يعانون منها.
2. بسبب كون المشاهير جزءا من الصناعة الترفيهية، فهم قد صُنعوا للترويج لأنفسهم ولصورتهم لتحقيق التقدم الاقتصادي. ونتيجة لذلك، فإنهم يجسدون أكثر نموذج تتركز فيه الأنانية وجنون العظمة. فكلامهم وصورهم والمنتجات التي يروجون لها تغرس في الشباب الولع بالذات وتعزز فيهم الناحية الذاتية الأنانية، والله سبحانه وتعالى يمقت هذه الغطرسة، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله e: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».
ومجتمعات اليوم مجتمعات تعاني من "الإدمان على الذات". الشبان والشابات قد تخلوا عن الحياء والتواضع وغيرها من القيم الإسلامية، ويكشفون عن عوراتهم بشكل فاضح من أجل رفع مكانتهم في المجتمع ضاربين عرض الحائط بالأحكام الشرعية التي تحرم ذلك. وأصبحت الشهرة والنجومية الغاية وقمة النجاح، وهو بالضبط ما يعني أنه لا يهم ما تقومون به، ولكن الشيء المهم هو كم عدد الناس الذين يعلمون ما قمتم به!!!
3. ولتشجيع ثقافة الشهرة الذاتية، يتم التعامل مع تطبيقات وسائل التواصل ويجري تحميلها والعناية بها كما لو أنها كائنات حية. ففي كانون الثاني/يناير عام 2015، ذكرت البي بي سي أن استخدام شبكة الإنترنت قد تجاوز مشاهدة التلفزيون في بريطانيا، وأن الشبان والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا يقضون حوالي 5 ساعات يوميًا في استخدام جهاز إلكتروني. ويفتتن الشباب المسلمون بالشخصيات الرياضية إلى حد يكاد يبلغ التقديس، وأما حياتهم فهي تدور حول نتائج المباريات وغالبًا ما يعيشون حياتهم من خلال التفاعل مع ألعاب الفيديو بدلًا من أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع يخدمون أمتهم ودينهم. وهذا الوقت الكبير الضائع يقضونه غالبًا في التفاعل مع محتوى تم تصميمه للشباب وهو أحيانًا يتعلق بمفهوم أو صور تتعارض مع أحكام الإسلام أو تعرض نشاطات تفاهة لبعض المشاهير. ونحن كوننا مسلمين يجب علينا ألا نعيش حياة تسلية خاملة، بل لا بد من الكفاح والسعي من أجل نوال رضوان الله سبحانه وتعالى الذي يعلم ما تكسب جوارحنا وسيحاسبنا على مثاقيل الذر، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مَا تَكُونُ فِى شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا۟ مِنْهُ مِن قُرْءَانٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرَ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ مُّبِينٍ﴾ [يونس: 10].
وفي ثقافة المشاهير يعتبر التصرف بطيش والاتصاف بصفات الطفولية عصريًا، أما النضوج فيعتبر جريمة يُعاقب عليها بالتشهير، وتحمُّل المسؤوليات العائلية ليست صفة رائعة. وأصبحت قيمة الشاب تُقيَّم بعدد مرات "الإعجاب" وعدد "المشاركات" التي يحصل عليها على حساباته على وسائل التواصل. أما الإساءة عن قصد والسلبية في الردود التي يُعلق بها الذين يعانون أمراضًا نفسية فقد دمرت حياة الكثير من الشباب، وأدى ذلك إلى شعور الكثير منهم بعجزهم مما دفعهم إلى الانتحار. وإطلاق الإساءات والبلطجة والجريمة على شبكة الإنترنت تشكل أخطارًا متزايدة على الأجيال الشابة الذين لا يتمتعون بأي خبرة حقيقية في الحياة، وثقافة المشاهير التي يبرز فيها التعدي على خصوصية الناس، وأما الغيبة والتجسس التي تمثل جانبًا مهمًا في طراز الحياة الغربية فإنها لا تجوز في الإسلام.
4. وثقافة الشهرة والمشاهير تدعو الشباب إلى الهروب من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية باستخدام الشهرة كحل سريع. فتصميم نسخ من "برامج المواهب" وبرامج "تلفزيون الواقع" للعالم الإسلامي يسمح حتى للصغار بالمشاركة وتعرضهم "للفشل" علنًا. فقد أصبح تَعرُّض المسلمين الصغار فتيانًا وفتيات لانهيار عاطفي لتسلية الجماهير ظاهرةً اجتماعية مثيرة للاشمئزاز ترقى إلى حد الإساءة للأطفال وفق أحكام الإسلام. ويبدو أن الآباء قد تعرضوا لغسيل دماغ جراء انتشار "ثقافة المشاهير" والأعمال التي تصب في مصالح أصحاب الثروات إلى حد يدفعهم للتضحية ببراءة أبنائهم على مذبح الشهرة ونحن نشاهد ذلك بلا أي شعور بهذا الظلم العظيم. ما الذي سيغرسه ذلك في شخصيات شبابنا المسلمين؟ إن هذه البرامج ترسل رسالة مرعبة فحواها أن العمل وبذل الجهد لكسب مديح الناس (تقوم لجنة التحكيم مقام المجتمع) أكثر أهمية من العمل لكسب رضوان الله سبحانه وتعالى وهو ما يتناقض مع آيات القرآن الكريم، يقول تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ﴾ [الأنعام: 114].
وغناء الفتاة المسلمة الصغيرة أغاني سخيفة من أجل عرض الحياة الدنيا لن يكون جميلًا أو جذابًا عندما تصبح هذه الفتاة نفسها امرأة وترغب في الترويج لأنوثتها حتى تصبح مجرد أحد أعضاء لجان التحكيم المنحطين الذين قد ساهموا في تضليلها عن طلب الجنة الحقيقية ويساهمون في إفساد الشباب الآخرين!
5. يُطلب من المشاهير القيام بأداء استعراضي في صناعة تستغل الخداع والتضليل لجذب قطاع أكبر من الناس من أجل تحقيق عائد مادي أضخم. إن أحد الأمثلة على هذا الخداع هو قيام بعض الشباب المشهورين بالسير في مسار وظيفي بديهي تصممه شركات لاستغلال ثقة وطبيعة الآباء البريئة ولخداع شباب المسلمين ليصبحوا شخصيات حيوانية متمردة.
والبدايات المبكرة للشباب المشاهير والتي تخضع لرقابة شديدة تبدأ من خلال عرض عبارات جنسية خفيفة جدًا ولأسلوب حياتهم. وعندما تنضج الشخصية المشهورة يطلب من المعجبين "النضوج" معهم، وفي مرحلة ما يُتخذ قرار تنفيذي في الوقت الذي يتحول فيه النجم الشاب إلى القيام بكل ما يحبه الشيطان ويبغضه الله سبحانه وتعالى. والشركات التي تملك هؤلاء "النجوم" تقوم في كثير من الأحيان بالطلب من الموظفين أن يقبلوا يتناول طعام ضار وإجراء جراحات تجميلية ومعالجة صورهم لإضفاء صفة إنسانية غير حقيقية. وقد دفع هذا الكثير من الفتيات الصغيرات إلى كره جمالهن الذي أنعم الله به عليهن، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِىٓ أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥوَبَدَأَ خَلْقَ ٱلْإِنسَٰنِ مِن طِينٍ﴾ [السجدة: 7].
وقد ساعدت موضة "إلهام النحافة" والتي نشأت على مواقع الإنترنت التي تروج "لمرض الامتناع عن الطعام" (... نعم هي موجودة بالفعل)، قد ساعدت في انتشار مرض اضطراب عادات الطعام على مستوى العالم. فقد ذكرت مجلة "بليس" البريطانية التي تختص في شؤون المراهقين في 18 نيسان/أبريل 2016، أنها قد أجرت دراسة استطلاعية والتي قد أظهرت أن "90٪ من الفتيات المراهقات في بريطانيا غير راضيات عن أجسامهن، وأن الأمهات قد ساهمن في تمرير شعورهن الخاص بانعدام الأمن". والحقيقة الصادمة والمثيرة للسخرية هي أن الكثير من النجمات الصاعدات في سن المراهقة قد أجرين عدة عمليات جراحية تجميلية حتى قبل أن يصبحن نساءً كاملات البلوغ، وذلك لأن الوظائف التي يعملن بها تتطلب أرباحًا فورية! كيف يمكن أن يكون هذا دعمًا وتحريرًا للفتيات الصغيرات؟!
إن النبي e هو أكثر شخص استحق مكانته كأعظم قدوة عالمية وفقًا لما قاله الكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو في كتابه "الإسلام الأصيل" المجلد 1، رقم 8، 1936: "إذا كان لدين ما أن يسود إنجلترا، بل أوروبا خلال القرن القادم فإنه الإسلام... دائما ما نظرت لدين محمد بتقدير عال، لحيويته المدهشة. إنه الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه يملك قدرة لاستيعاب مراحل التغيير في الوجود وهو ما يجعله مناسبًا لكل عصر. لقد درست أمر هذا الرجل، فوجدته رجلاً مدهشاً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيح، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية... أنا أعتقد لو أنه تقلد حكم العالم الحديث فسوف ينجح في حل مشاكله بأسلوب يجلب السلام والسعادة كما ينبغي: لقد تنبأت عن إيمان محمد بأنه سيكون مقبولًا عند أوروبا غدا كما أنه بدأ ليكون مقبولًا لدى أوروبا اليوم".
وهناك العديد من الاقتباسات المماثلة لمفكرين من غير المسلمين، وإذا كان بإمكانهم رؤية الشخصية الفذة لنبينا الحبيب e فمن المؤكد أن إيماننا يجب أن يمدنا بشعور أكبر نحو رسالته e. والشباب المسلم الذي يواجه الآن تحديات عبادة المشاهير، يجب عليه أن يتوقفوا الآن عن قراءة المجلات التي تنقل أخبار المشاهير ويجب أن يتوقفوا عن قراءة الصفحات الرياضية ويجب أن يتوقفوا عن استخدام وسائل التواصل (على الإنترنت). وبدلًا من ذلك يجب على جميع الشباب البحث في السيرة ليروا بحق كيف أن النبي محمداً e هو الشخصية الأكثر تميزًا على مستوى العالم وعلى مر العصور، فالله سبحانه وتعالى قد وصفه بأنه أفضل الخلق، يقول الله سبحانه وتعالى:e [القلم: 4].
ولحبيبنا النبي محمد e رأي تجاه الشهرة والسمعة السيئة وذلك بناء على جميع الأسباب الصحيحة، ويجب علينا أن نعجب به ونحبه وأن نتأسى به e ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا. ويجب أن يعلم جميع المسلمين أن النجاح والكرامة لا تعتمد على الثروة أو شكل الجسم، وأن الإسلام دين لا مثيل له ويمكن للجميع الالتزام به حقًا، وهو لا يعطي وعودًا كاذبة أو مضللة وهو لا يصنع صورًا زائفة تروج لأفكار عنصرية أو أية منتجات مادية.
ورسالة أخيرة لجميع شباب المسلمين في جميع أنحاء العالم؛ أن عالم الشهرة والمشاهير لم يوجد لتسليتنا، وإنما لتسلية النخب المتنفذة التي قد صممت "لعبة الشهرة" كملعب في العصر الحديث يحاكي المصارعة الرومانية قديمًا، حيث يذبح فيه الشباب الصغار المتصارعون مستقبلهم في معركة الأسماء التجارية. و"عبادة المشاهير" هي سلاح سياسي للحفاظ على نفوذهم بينما يشاهدون سقوط الشاب المُضلَّل في فخ عبادة الأوثان الكاذبة ويطارد سراب آمال وأحلام زائفة وهي لن تحقق له شيئًا سوى تضليله وإبعاده عن النجاح الحقيقي مع الله سبحانه وتعالى ورسوله e.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانه محمد
3 تعليقات
-
جزاك الله خيرا أختاه
-
جزاكم الله خيرا
-
الله يهدي شبابنا ...اللهم نصرك الذي وعدت