الثلاثاء، 29 صَفر 1446هـ| 2024/09/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الشعوب المقهورة والأنظمة المأجورة: جريمة الزرقاء البشعة

 

جريمة بشعة تحدث في الزرقاء في الأردن، تُقطع فيها أيدي شاب صغير وتُفقأ عيناه ويترك في منتصف الطريق ينزف ويتلوّى من الألم، ينتظر الغوث ولا يراه لفقدانه عينيه، ولا يستطيع أن يتحسس أيادي المساعدين له لفقدانه يديه. والذي قام بالجريمة مجرم معروف مشهور بإجرامه وأعماله الوضيعة في البلاد، وفِي سجله الأمني عشرات الجرائم والفظائع من الاعتداءات والجنايات والتجاوزات الفظيعة، كان منها الاعتداء على شيخ كبير السن وتدمير محله والعبث بأرزاقه وعمله أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع من أجهزة الأمن في الزرقاء!

 

الأردن بلد الرباط والذي غالبية أهله مسلمون يُترك فيه المجرمون الذين اعتادوا الإجرام طلقاءَ يعيثون في الأرض الفساد تحت أعين النظام وأجهزته الأمنية وقصور وفساد التشريع والقانون الذي يمتثل له القضاء، ويغض الطرف عن أسبقياتهم الإجرامية بلا عقوبات زاجرة رادعة...

وما الذي ينشغل به النظام الأردني وأجهزة أمنه؟

 

ينشغل النظام في سلامة علاقته مع يهود وتأمين كيانهم، وينشغل في زيادة الأسعار والغلاء، وينشغل بطلب ديون جديدة من البنك وصندوق النقد الدوليين ليسرقها الزبانية... وهذا غيض من فيض من الأمور التي ينشغل بها النظام الأردني بعيدا جدا عن مصالح الناس وأمنهم ودينهم. فالناس في واد والنظام والحكومة في واد آخر.

 

ولا شك أن الأجهزة الأمنية مشغولة جدا في مراقبة حملة الدعوة الذين يقولون ربنا الله ويدعون إلى تطبيق الإسلام ليعم الأمن الحقيقي الذي بينه الله سبحانه تعالى في قوله: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾، بل فوق ذلك يقومون باعتقال حملة الدعوة، ويروّعون نساءهم وأطفالهم، وينتهكون حرمة بيوتهم، ويذرون الفاسدين والمجرمين يعيثون في الأرض فسادا دون رادع ولا عقوبات زاجرة بيّنها الله في محكم التنزيل، قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

 

وما السبب الحقيقي وراء هذه الجريمة البشعة؟

 

إنها المنظومة التشريعية والقانون الوضعي العاجز والقاصر عن إرساء العدل بين الناس، والازدواجية في المعايير وتدخّل وسطاء السوء من المسؤولين في الأمن والقضاء ومجالس التشريع نفسها، وكأننا نعيش شريعة الغاب!

 

إن هذه القوانين الوضعية والنظام العفن، هو السبب الحقيقي لظهور مثل هذه الجرائم. وما لم ينبذ هذا القانون وما لم يعمل بقانون الله العادل والرادع فإن الأوضاع لن تتغير تغييراً جذرياً شاملاً.

 

ولذا فإن تاج الفروض اليوم هو إعادة الحكم بما أنزل الله، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تقيم العدل وتقتص من الظالمين ويعزّ بها الإسلام والمسلمون.

 

صبّرك الله أيها الشاب وأعانك على بلواك وأعان أهلك وصبرهم، ونسأل الله أن يعجل بالفرج والتمكين لدين الله الذي ينتصر لك من أولئك المجرمين وذلك النظام الذي هيأ التربة الخصبة لمثل هكذا جرائم وفظائع.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. فرج ممدوح

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع