الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

معرفتي بأسد من أسود الدعوة إلى الخلافة

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان، نفيد بوت

 

لعل الذي يقرأ العنوان يظن أني أرثي رجلا أحترمه، أو أني أبالغ في مدحه، ولكن الحقيقة هي غير ذلك، فمعرفتي بنفيد والتصاقي به جعلتني أصفه بالأسد، فهو الوصف الذي ينطبق ويليق به بحق، والذي دفعني لوصفه بالشجاعة والإقدام، هو تحديه الصارم للنظام العلماني الجاثم على صدر هذه الأمة في باكستان، لا يخافه ولا يهاب بطشه، فهو كأسد الأمة حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله ﷺ، الذي لطم أبا جهل على وجهه في رحاب الكعبة المشرفة وأمام الناس جميعا، مما كان من أبي جهل فرض سلطته وجبروته عليهم، ففي الوقت الذي كان كثير من الناس ومنهم الوجهاء والعلماء يخافون حمل الدعوة للخلافة، كان نفيد يحملها باسمه الحقيقي غير المستعار، وبصفته ناطقا باسم الحزب الذي وضعته قوى الشر من الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، على رأس قائمة الملاحقين والمضطهدين، تماما كما كان الصحابة ملاحقين مراقبين ويعذبون من كفار قريش، لذلك حق لنفيد أن يوصف بأنه أسد من أسود الأمة، حفيد أسد الإسلام عم المصطفى العدنان ﷺ.

 

إن الذي يقرأ هذه السطور يظن أن شخصية نفيد كانت فقط شخصية جريئة، ما مكنه من تحدي النظام والعمل على إسقاطه وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ولكن الحقيقة أنه فوق ذلك يتمتع بشخصية القائد الحقيقي، ومن كان قائدا حقيقيا لا يكفيه أن يكون جريئا، بل يجب أن يتصف بصفات الحكمة والوعي، وهو ما عليه نفيد، وأذكر هنا موقفا ما زال شاخصا في ذهني، وهو حديث نفيد في أوائل الألفية الثالثة عن مخطط مشروع إضعاف البلاد الإسلامية القوية ومنها باكستان، في الوقت الذي كانت فيه باكستان وفي زمن مشرف مثلا، دولة تقوم بأعمال سياسية وعسكرية قوية لصالح أمريكا في المنطقة وخصوصا في أفغانستان، وفي الوقت الذي كانت فيه الهند ترتجف خوفا من قوة باكستان وجنودها المجاهدين، فكنت أتعجب كيف توصل إلى هذه الحقيقة التي لم تتضح لعامة الناس بل للسياسيين والمفكرين إلا بعد مشروع (بيكر هاملتون) الذي جاء به جورج بوش، إلا أنه إذا علم السبب بطل العجب، فسبب معرفة نفيد وكشفه لمخطط إضعاف باكستان اقتصاديا وعسكريا وتحطيمها ثقافيا واجتماعيا، كما جاء في توصيات مذكرة (بيكر هاملتون)، يرجع هذا إلى تفانيه في رعاية شئون الناس ومتابعته للأحداث الجارية محليا وإقليميا ودوليا وربط هذه الأحداث بما يجري على أرض الواقع، فتوصل إلى هذه الحقيقة، هذا وإن كان هناك الكثير من المحللين السياسيين والمراكز البحثية والاستراتيجية ومنها الحكومية والعسكرية الموجودة في باكستان لم تصل إلى ذلك، ولم يصدر عنهم جميعا ولو تحذير من السياسات التي تبنتها الأنظمة المتعاقبة على الحكم في باكستان والتي كانت تهدف منذ اليوم الأول إلى تحطيم قوة باكستان وجعلها دولة من دول الموز التابعة لأمريكا، لا حول لها ولا قوة، ولا تقوى حتى على نصرة المستضعفين في كشمير إضافة إلى عجزها عن تحريرها.

 

إن نفيد بين يدي الرحمن الرحيم، وهو العزيز الجبار المتكبر، ونحن لا نخشى على من كان بين يدي ربه الرؤوف بعباده، فمهما حصل ويحصل لأخينا نفيد فهو بإرادة الله سبحانه وتعالى وهو لا شك خير له في الدنيا والآخرة، وهو دليل على أنه من أهل الدين والإيمان، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» صحيح الترمذي. فأخونا نفيد بوت لم يخسر إلا من متاع هذه الدنيا وهو متاع الغرور، والحقيقة أن الخاسر في هذا الصراع بين الحق والباطل، هم أصحاب الباطل فقط، فهم وإن طال الزمان معهم فإنه سينتهي، وإن عذاب الآخرة أعظم من أي عذاب يمارسونه على حملة الدعوة، قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ».

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع