- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون في اليمن والعالم
احذروا الخدعة الغربية تحت شعار حقوق المرأة!
تحت عنوان "اليوم العالمي للمرأة المسلمة" وتحت شعار "مولد الزهراء"، تحتفل الهيئة الوطنية للمرأة في اليمن وتصف مولد الزهراء على أنه هو اليوم الذي ينبغي أن يكون عالمياً للمرأة.
لا بد من وقفات حول هذا الإعلان، ولا بد أن نعرج على أن ما يسمى باليوم العالمي لحقوق المرأة إنما هو أسلوب من أساليب الغرب في حربه الفكرية والحضارية ضد حضارة الإسلام وهوية المسلمين.
إن اتباع الغرب الكافر بكل أعماله سواء بحسن نية أو سوئها مرده في الواقع واحد، فيجب الحذر كل الحذر من اتباعهم. هذا الأمر ينطبق على العامة من الناس فقد يخدعون بسبب فتوى مضلة أو حاكم عميل، أما الحكام الذين يقلدون الغرب ويفرضون مثل هذه المناسبات فهم يقومون بالعمل عن علم ودراية لأنهم أداة من أدوات الغرب وسهامه المسمومة ضد أمة الإسلام.
ولو بحثنا في نشأة هذا المصطلح أو الظاهرة لوجدنا أنها نشأت في مجتمع غربي وذلك نتاج النظام الغربي الذي ينظر إلى المرأة على أنها خلقت خادمة للرجل كما جاء في القانون الروماني، ومن هنا كانت نظرة الغرب للمرأة على أنها سلعة تباع وتشترى، ولا ينظر إليها إلا النظرة النفعية المجردة إما لإشباع الغريزة أو للدعاية والإعلان لمساحيق التجميل لتسويقها! أما إذا أصبحت المرأة الغربية عديمة الفائدة في نظر الغرب فيرمونها في دار العجزة والمسنين.
فالرأسماليون الغربيون لهم دراساتهم الدقيقة لاستغلال كل شيء في الحياة، وبشكل قذر، حتى لو أدى ذلك إلى استغلال المرأة التي هي أم وأخت وزوجة وابنة ورَحِمٌ أمَرَ الله أن يوصَل، وهي فوق كل هذا وذاك عرضٌ يجب أن يصان، فعمد الغرب إلى إخراجها من بيتها بحجة إعطائها حقوقها، تلك المقولة التي كذبوا بها على الناس في العالم كله، وعلى المسلمين خاصة لإفساد أخلاق الشباب والشابات، ولذلك نشأت حركات نسوية تنادي بحقوق المرأة ووضعوا قائمة من اللوائح والقوانين والحقوق المتعلقة بالمرأة، والتي لا تمت إلى الإسلام بصلة.
وعليه كان لا بد من وقفة طويلة، وطويلة جدا مع ما يسمى بحقوق المرأة، التي نجح الرأسماليون الغربيون في استغلالها أيما نجاح بأي شكل من الأشكال سواء استغلالها بتأجيرها أو باستعبادها لدرجة الابتذال الجنسي بل والسلوك الحيواني.
إن واجب المسلمين تجاه ما يسمى باليوم العالمي للمرأة هو بيان زيفه وخطره، وليس بإضفاء الشرعية عليه تحت مسمى مولد الزهراء عليها السلام!
وعلى المسلمين أن يعلموا من أين يستقون أفكارهم ما داموا موقنين بكمال دينهم وتمامه وحفظه لكل الحقوق، ومعرفة نظرة الإسلام إلى المرأة كي لا ينبهروا بتلك الإعلانات ذات المصطلحات البراقة التي يطلقها كعناوين وخطوط عريضة تحمل في تفاصيلها الظلم والجور، والخبث، والخبائث.
لقد كرم الإسلام المرأة وهي طفلة، قال ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ أَوْ صَحِبَهُمَا إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ». وكرم الإسلام المرأة وهي زوجة، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾. وكرم الإسلام المرأة وهي أم، قال رسول الله ﷺ «...فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا».
يجب أن نتصدى فكريا لكل محاولات الغرب الذي يسعى لبث سمومه في المجتمع تحت شعار حقوق المرأة، ويجب أن نواجه الحملة الشرسة التي يديرها في بلادنا مثل تونس وفلسطين ولبنان وغيرها وأبرزها اتفاقية سـيـداو.
إن المرأة المسلمة لا تزال متمسكة ومحافظة على دينها الذي كرّمها الله به رغم ما يخطط له الغرب وجمعياته ومنظماته، ولا تزال تتطلع وتعمل لعودة الإسلام وسلطانه الذي يوفر لها الحماية والحصانة، وفي ظل حكم الذئاب وتسلط الأذناب نرى محاولات الغرب الحثيثة لبث سمومه عبر المنظمات التي تصول وتجول وبعض الجمعيات العلمانية الممولة بتنسيق مع حكام العار والشنار للفساد والإفساد في بلاد المسلمين!!
وفي النهاية لكم أن تتصوروا وصف الرسول ﷺ للنساء حيث وصفهن بالقوارير، سواء أكانت من زجاج أم من فخار، فلا تعامل معهن إلا برقة ونعومة ولطف وحسن كلام، وقول الرسول ﷺ الذي يحضرني الآن هو: «مَا أكرَمَهُنَّ إِلاَّ كَرِيمٌ، وَمَا أهَانَهُنَّ إِلاَّ لَئِيمٌ». عليك صلاة ربي وسلامه يا سيد البشرية يا رسول الله! كم أوصيت بالمرأة بإعطائها حقوقها التي أعطاها إياها ربنا رب العالمين، وكفلها لها ديننا دين الإسلام، لا منة من أمم متحدة أو من منظمة عالمية، ولا مكرمة من ملك أو رئيس دولة من البشر يأكل ويشرب وينام ويمرض ويموت.
هكذا هو الإسلام؛ كرم المرأة وجعلها لؤلؤة مكنونة مصونة في بيتها وعندما تخرج لحاجة في الحياة العامة تخرج محتشمة والكل يغض طرفه عنها، ولو اعتدي عليها وعلى حشمتها يجيش خليفة المسلمين جيوشه من أجلها فتسفك من أجل حمايتها والذود عنها الدماء.
أما اليوم فقد أصبحت المرأة سلعة رخيصة، هذا في بلاد الغرب، أما في بلاد المسلمين فكم من امرأة مسلمة اغتصبها الأنجاس؟! وكم من امرأة مسلمة سفكوا دمها وقتلوا طفلها في الشام والعراق واليمن، وميانمار، وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين دون وجود رادع يردعهم، وأشباه الحكام بدلا من الذود عن المرأة المسلمة فتحوا لها السجون، ورحبوا بالجمعيات النسوية الفاسدة المفسدة والمنظمات الخبيثة!
وهذا ما يدفع المسلمين اليوم رجالا ونساء أن يسعوا لاستعادة سلطانهم ووعد ربهم سبحانه وبشرى نبيهم ﷺ «خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» الذي به تعود لهم عزتهم ويحملون للبشرية الهدى والنور والطهارة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسيد سلامة – ولاية اليمن