الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الحرب على الإسلام واللغة العربية تستعر في ظل نظام السيسي

 

ظل دعاة العلمانية لعقود طويلة يتباكون على ما قامت به الكنيسة في العصور الوسطى في أوروبا، عندما قامت بحرق كتب بعض المفكرين والعلماء باعتبارها كتباً إلحاديةً ومعاديةً للدولة ولرجال الدين، واعتبروا تلك الحقبة حقبة ظلامية لأنها اتسمت بمعاداة العلم والعلماء. ولكن بعد أن مَكن لهم نظام قمعي فاسد وسلطهم على عقل وفكر الناس في التعليم والإعلام والثقافة، إذا بهم يقومون بتلك الجريمة النكراء التي كانوا من قبلُ يستنكرونها لما تعلقت ببعض كتبهم.

 

ففي فناء إحدى المدارس وبالتحديد في نيسان/أبريل 2015، تحلق بعض قصيري النظر وأنصاف المتعلمين لحرق كتب إسلامية وُجدت في المكتبة المدرسية بحجة أنها كتب تحرض على العنف والإرهاب! والغريب أن هؤلاء المفلسين لم يكتفوا بمجرد مصادرتها، أو منعها، بل قاموا بحرقها وهم يلتحفون بالعلم المصري في إشارة على تقديم "الوطنية العلمانية" فوق أي شيء حتى ولو كان الإسلام، فالأوطان قبل الأديان كما قال أحد عبيدهم المنهزمين!!

 

كشف هذا المشهد المخزي عن حالة من الأمية والجهل لهؤلاء السفهاء، فقد كان كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، لكبيرهم شيخ المتعلمنين علي عبد الرازق، من ضمن الكتب التي تم حرقها، ولعل جهلهم بالكتاب والكاتب هو ما دفعهم لذلك، فكان مجرد وجود كلمة "الإسلام" على غلاف الكتاب كافياً لاعتباره يستحق الحرق، فأنى لمثل هؤلاء الجواري والعبيد أن يستعملوا عقولهم؟ فهم قوم ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾.

 

لقد قامت ما تسمى بلجنة إصلاح التعليم في مصر منذ مدة بحذف قصة عقبة بن نافع، وصلاح الدين الأيوبي... إلخ من المناهج، بدعوى أنها تحرض على العنف، واستبدلت بها تمجيد الفراعنة، والطواغيت، ورموز العلمانية، ظناً منهم أنهم قادرون على محو الإسلام من ذاكرة شباب الأمة، وتخريج أجيال لا تعرف عن الإسلام إلا اسمه، تكون خدماً وعبيداً عند أعداء الأمة وأذنابهم من العلمانيين والطواغيت في بلادنا. بل تراهم يحاولون إفساد أبناء الأمة من خلال مناهج تعليمية سهر على وضعها الكافر المستعمر، وما زالت تمتد لها يد التغيير والتبديل حتى لا يبقى فيها من الإسلام وعقيدته وأفكاره وأحكامه أي أثر. فقد صرح نائب وزير التعليم رضا حجازي يوم الأحد 2021/2/14م، بأن "هناك توجيهات (دون أن يحدد مصدرها) لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط"، ردا على سؤال بوجود أمثلة لنصوص دينية في مناهج غير منهج الدين، حسب صحيفة اليوم السابع وغيرها. ووصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي النائب فريدي البياضي وضع نصوص دينية في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا بأنه يشكل "خطورة كبيرة"، ويعطي مجالاً لمدرسين غير مؤهلين لتفسير تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة، على حد زعمه. مع العلم أنه لا يمكن فصل اللغة العربية عن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وأي توجه بفصلهما يهدف إلى تقليص أثرهما في نفوس الناس، كما أنه عدوان على اللغة العربية، واتهام صريح للنصوص الدينية بأنها تغذي التطرف والإرهاب. ومن هنا يتضح أن نظام السيسي يسعّر حربه على الإسلام واللغة العربية؛ فهو يعمل جاهدا على تحويل الدين في المناهج الدراسية إلى مجموعة من القيم المشتركة بين الإسلام واليهودية والنصرانية؛ بهدف طمس الهوية الإسلامية للطلاب المسلمين.

 

وإننا نقول لهؤلاء ولأشياعهم ومن يقف خلفهم ويدفعهم دفعاً لاتخاذ الإسلام عدواً، خبتم وخاب مسعاكم، فدين رب العالمين لديه رجال يذودون عنه، ويدفعون عنه حقد كل لئيم، وكيد كل عميل خائن لله ولرسوله وللمؤمنين. وسيأتي قريباً ذلك اليوم الذي يعز فيه الإسلام وأهله ويذل فيه الكفر والشرك والنفاق وأهله في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة وخليفة تقي نقي يقاتل من ورائه ويتقى به، وإن غدا لناظره قريب.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حامد عبد العزيز

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع