- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تهجير أهل غزة وحادثة الإفك سيّان مثلا
يلاحظ هذه الأيام تطاول الغرب على الأمة الإسلامية تطاولاً لم يسبق له مثيل، وطغياناً ظاهرا مشاهدا للبصير وحتى الضرير؛ ما يجرى من إبادات جماعية يندى لها الجبين، وصرخات الثكالى وبكاء اليتامى وأنين الأطفال تحت الركام، ولكن وا أسفاه على صارخٍ وأهل البيت صمّ! إن منزلة فلسطين وأهلها في قلوب المسلمين يعلمها الأعداء، لذلك استخدموا المجازر في تعذيب أهل غزة، وكسر إرادة كل المسلمين، فقدّر الله بتمييز الحق حقا، والباطل باطلا بفوز ترامب، وسياسته الواضحة الجلية ضد الإسلام والمسلمين، فقد قال بتهجير أهل غزة وتوسعة دويلة يهود وتقويتها ومساندتها، وأمر حكام البلاد الإسلامية باستقبال المهجرين، ولم يعر أي قيمة لآرائهم وكأنه يريد أن يزيل القناع عن أوجههم الكالحة، فهم مجرد أدوات في يده ويد الغرب الكافر المستعمر يبطش بها بالأمة، وينفذ بها مؤامراته عليها. وأعلنت بعض الدول الأوروبية تأييدها لقرارات الأرعن ترامب، وبعضها أسرّت ووارت.
لذلك أظن أن خطة التهجير هذه هي كحادثة الإفك في الخير، والناس يحسبونه شرا، وذلك لنقاط عدة:
أولها: وضّحت ما يبطن الغرب الكافر من حقد وكراهية تجاه الأمة الإسلامية قال الله تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾.
ثانيا: وضّحت العدو من الصديق، مصداقا لقوله سبحانه: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً﴾.
ثالثا: كشفت معدن حكام المسلمين عربا وعجما، حيث أظهرت أنهم أعزة على المسلمين، أذلة على الكافرين، يستأسدون على المسلمين وأمام العدو أرانب، نوع من الأنعام إلا أنهم من بينها خُلِقوا بلا أذناب! فها هو الملك الأردني انتقل من مرحلة رفض تهجير أهل غزة إلى مرحلة البحث عن كيفية تنفيذ التهجير! أوردت وكالات الأنباء (العاهل الأردني رداً على استقبال فلسطينيين: يجب أن نضع بالاعتبار كيفية تنفيذ ذلك بما يخدم مصلحة الجميع)، وكذلك ظهرت عمالة السيسي وعبوديته وانبطاحه لأمريكا...
كما أن الحسنة الكبرى هي انكشاف وجه البارع في الخداع والتضليل أردوغان تركيا؛ فقد ظهر كما ظهر أبي بن سلول قبله.
رابعا: الحمد لله على نعمة العقيدة التي تنبت في النفس الشعور بالجسد الواحد فعادت القضية الفلسطينية قضية أمة، وليست قضية شعب، فتحركت نخوة الأمة شيباً وشباباً، رجالاً ونساء، تلك هي مظاهرات لنصرة غزة في عمان ومصر والأردن وغيرها من بلاد الإسلام والمنابر تغلي، والندوات والمحاضرات تُقام، والأقلام تكتب الشدائد التي ألمت بالأمة، وبرز أن الأمة فيها الخير، حيث مايزت الصفوف وجعلت الأمة تعلم أن أمريكا وراء كل مصائب الدنيا، وبالقضاء عليها يكون قد انقطع رأس الحيّة.
إليكم يا حملة الدعوة أولا حيث يقع على عاتقكم حمل ثقيل عند تسلمكم مقاليد الأمور فأنتم بوصلة الأمة لطريق الخلاص والنجاة، وأحوج ما يكون الناس إليكم عندما يكثر الخبث، وها هي ذا دارت رحَى الأيام وصارت على القاع القمم، وكلٌّ في ميدانه يبدع:
عالم يفقّه الأمة دينها ويرشدها طريق الحق.
كاتب يكتب ما يمليه عليه دينه لا دنياه.
داعية يحجي الأمة بوحي الله.
داعٍ يرفع يديه في الثلث الأخير لمولاه.
غني يستهين بماله في سبيل الله...
يا أمة محمد ويا أهل غزة: صِرنا ميدان لعوامل الخفض والهوان إذ تنازعنا عاملان:
عامل على تجريدها من دنياها ويجهد في التجريد (في الأسبوع الماضي قامت مباراة كرة قدم لمنتخب أشبال فلسطين للسيدات)!
وعامل آخر على تجريدها من دينها.
ويلتقي العاملان في نقطة واحدة وهي القضاء على هذه الأمة، وهذا محال بفضل الله ومنه، لأنكم يا أهل فلسطين من يباهي الله بكم ملائكته في السماء، والله لأنتم شرف أمة محمد ﷺ، ويباهي بكم الخلق جميعا يوم القيامة؛ هؤلاء من أمتي الأكرم رجالا والأطهر نساء.
والخلاصة لن يضبط الأمر إلا برده إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، وأن لا نظن بأن العز في رقع جغرافية تسمى أوطانا، بل العز والشرف في ظل دولة واحدة تجمع بين العرب والعجم، قوية بدينها واثقة بربها، تطهر المسجد الأقصى من دنس يهود، وتلاحق البقية في عقر دارهم إن بقي لهم عقر دار، والعاقبة للمتقين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس بكري آدم – ولاية السودان (كوستي)