- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
على أعتاب شهر الصيام
فلتُشحذ الهمم لإقامة حكم الإسلام في عقر داره "الشام"
كلما هل هلال شهر رمضان ازداد تفاؤل الأمة الإسلامية بقدومه، كيف لا وهو شهر الخيرات والبركات، شهر الفتوحات والانتصارات، ترنو إليه أفئدة المسلمين متمنين أن يكون النصر حليفهم في هذا العام، خاصة وأنهم منذ أكثر من ستة عشر شهراً وهم يرون صورا عديدة لدخول كفار في دين الله، وثبات فئة قليلة بسلاح بسيط أمام بطش يهود المدعوم من دول الكفر العالمية وعملائهم بالأسلحة الفتاكة التي لم تترك في قطاع غزة نفرا ولا حجرا ولا شجرا إلا وآذته، وأهله صامدون حامدون الله تعالى على أن اختارهم لهذا الامتحان، باذلين المهج والأرواح رخيصة في سبيل الله، متيقنين بوعد الله لهم بالغلبة على أعدائهم آجلا أو عاجلا، وهنا نقول للكفار وأعوانهم من الحكام الأنذال عامة ويهود خاصة اعلموا أن "مَنْ يَزْرَعُ الشَوْكَ لا يحصُدُ به العِنَبا".
ورأينا في سوريا صورة رائعة من صور نصر الله للمسلمين، فقد خرج ثوار الشام على طاغيتهم، خرجوا وكلهم ثقة بأن الله وعدهم بالنصر والتمكين، وبفضل الله سبحانه وتعالى سقط بشار أسد وأعوانه، لكن نظام سوريا الجائر لم يسقط بعد، وتم الالتفاف بكيد من أمريكا وأوروبا وخيانة أردوغان تركيا وسلموا القيادة لمن لم يشبع بعدُ من المال السياسي القذر، "فمَنْ يكُنِ الطَّمَعُ شِعَارَهُ يكُنِ الجَشَعُ دِثَارَهُ"، وهكذا تبدلت وجوه بوجوه وبقي النظام قائما، لكنها جولة تسبق جولة قادمة بإذن الله، نسأله تعالى أن تتكلل بالنصر والغلبة للمسلمين فيُسقطوا النظام ورموزه، ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة التي ستُجيِّش الجيوش وتُسقط الحكام وتُحرر البلاد والعباد وتنشر الإسلام في ربوع العالم.
فيا أيها المسلمون، يا من ظننتم أنكم غير قادرين على مواجهة أنظمة الكفر عندما جعلتم النصر حليف من يمتلكون العدة والعتاد والأسلحة الفتاكة بأحدث أنواعها، متناسين أن الله سبحانه بيده مقاليد كل شيء، فهو الناصر والمعين لمن خشيه وأطاعه وسار على نهجه القويم، وهو المذل لمن عصاه وخاف بطش الكافرين الظالمين.
هذه صورة مصغرة رأيناها جميعا، كيف أن الغلبة يورثها الله لعباده المؤمنين الصامدين، فكونوا مع العاملين لإعادة حكم الله في الأرض، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، المتمثلين بصور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فيا سعد من كانوا من الغرباء الذين يتحابون بروْح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، والذين يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ ووصفهم رسول الله ﷺ: «هُمْ جِمَاعٌ مِنْ نَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكْرِ اللهِ، فَيَنْتَقُونَ أَطَايِبَ الْكَلَامِ كَمَا يَنْتَقِي آكِلُ التَّمْرِ أَطَايِبَهُ» رواه الطبراني. فاللهم اجعلنا منهم مقبلين غير مدبرين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله