- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون قتال يهود سبباً لصنع أمة قادرة على حمل الإسلام والحكم به؟
تمر الأمة اليوم في اختبار أبنائها الذين كانوا ضحية تغييب التحاكم لله وشرعه وتعليم هذه الأحكام لهم، فعاشوا بعيدين كل البعد عن العلم بالفرائض كلها أو بعضها ومنها فريضة الجهاد والعمل به وكيفيته، فلم يتعرض أحد يوما ليوضح للأمة كيف يكون السبيل للنصر وما هي الأسباب التي عليهم فعلها؟ وهي الواجبات المحتمة لتحقيق الإعداد للنصر ومن ثم التمكين والاستخلاف، بالإضافة إلى ذلك انعدام وجود قيادة مسلمة حاكمة تهذب وتربي أبناء الأمة عند انحرافهم أو مخالفتهم لأمر الله، وهي بذلك وُضعت في حلبة صراع لا فرار منه، ومع هذه الشدائد آن لها أن تبصر سبيل الخلاص، وبهذا التبصير تكون قد أعدت نفسها إيمانا وبدأت ترشد إلى أن تصطفى لصلابة الإيمان وقوته وهو العنصر الأهم في طريق النصر.
فإذا عزمت الأمة جادة على تحديد ماهية العدو ومعاونيه وأسباب قوته وركزت على كيفية ملاقاته وحتمية قتاله بكل جد مسلّمة المال والنفس لهذه المعركة وأنها هي المعركة الحاسمة بين الحق والباطل فلا بد من طاعة الله والعمل لها صدقا ورضا.
إن على كل مسلم يؤمن بقدرة الله سبحانه ولا يريد أن يوالي غيره أن يقتنع بأن قتال يهود وطريقة الإعداد لهذا القتال هو طريق النصر والتمكين، وعلى جميع المسلمين أن يستقر في قلوبهم صدق المطلب بالتحاكم لله وحده، وبداية الطريق ستكون بإزالة جميع العراقيل فيعلمون أن أعداءهم هم الحكام الذين يقسمون بلاد المسلمين ويسجنون المخلصين ويفسدون أبناء المسلمين وينفقون أموالهم على مشاريع الغرب الكافر ويحرسون تلك الأهداف والمشاريع ويصنعون عملاء لهم يسهلون عليهم المعلومات الاستخباراتية والخطط.
ثم إن هؤلاء الحكام هم من يكبلون القوة التي يجب أن تكون في أيدي المخلصين العاملين لهذا الخلاص والنصر والتمكين، فيجب أن يكون لدى المسلمين العزم على إيجاد طريقة للتخلص من هؤلاء الحكام وسيطرتهم وفك قيودهم عن العنصر الثاني من الإعداد وهو القوة الكامنة في الجيوش تدريبا وسلاحا، فيتحقق في أبناء هذه الجيوش الاندفاع النفسي نحو الجهاد لما يلاقونه من تجارب المخلصين كأهل غزة وثباتهم وأهل الشام وثباتهم.
فعلى الأمة الإسلامية مقارعة حكامها وكشفهم والعمل على إزالة حكمهم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
ويجب أن يفهم المسلمون أن مشروع يهود هو مشروع الغرب وأملهم في بلاد المسلمين، وإذا أزيل فإنها هزيمة للغرب، وأن حكام المسلمين هم عملاء الغرب لحماية هذا المشروع، وعلى المسلمين أن لا يغفلوا عن أن يُعملوا كل الوسائل لقتال يهود وينفذوا أمر الله سبحانه كما قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ».
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
وليس بعد هذه المعركة وإسقاط هذا المشروع الكفري إلا خلافة راشدة على منهاج النبوة، فتكون نتيجة هذه الملحمة الكبرى في بلاد المسلمين هي تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عثمان سباتين – الأرض المباركة (فلسطين)