الأحد، 08 رجب 1447هـ| 2025/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاستقرار الظالم أم الفوضى المخيفة؟!

 

في الخطاب السياسي المهيمن على العديد من البلدان الإسلامية التي طغى عليها الظلم، يتردد صدى عبارة "إما نحن أو الفوضى". تُقدَّم هذه المعادلة كتحذير نهائي من أن أي تحرك للمطالبة بالتغيير لن يكون سوى دافع نحو الهاوية. والنظام الحالي يطرح نفسه باعتباره الحاجز الوحيد أمام طوفان من الفوضى والتمزق، ما يجعل الاستسلام للواقع القائم، مهما كان مجحفاً، يبدو كبديل "عقلاني".

 

لكن عند تدقيق النظر، تتبدى هذه المعادلة كمغالطة تُخفي الأسباب الحقيقية للاضطراب، وتُبطل إمكانية أي مستقبل أفضل، وتجمد المنطقة في حالة من الاستقرار الهش القائم على القلق والخوف من المستقبل.

 

تفكيك المغالطة: الاستقرار الظالم ليس بديلاً عن الفوضى، بل هو طليعتها

 

الفرضية الأساسية لخطاب "إما نحن أو الفوضى" تقوم على افتراضين خاطئين: الأول أن النظام القائم هو الضامن الوحيد للاستقرار، والآخر أن البديل الوحيد الممكن هو الفوضى الشاملة! الواقع يُكذّب كلا الافتراضين؛ فجميع الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية التي تروج لهذا الخطاب هي نفسها أنظمة استبدادية أظهر الواقع هشاشتها.

 

إن الأنظمة الفاسدة في بلادنا تدرك غضب المسلمين من ظلمهم، وتعلم أن هذا الغضب سيغلب الخوف يوماً ما. لذلك، تعمد إلى ملء الأجواء باليأس، وتوجيه نظر الناس إلى البلدان التي ثارت ضد حكامها، وإلى القتل والخراب الذي صنعه الظالمون بأيديهم، ثم تتهم الناس بأنهم سبب الفوضى، ليخمدوا عزيمتهم. فيتجه الناس نحو انتظار تغيير حالهم من الله وحده، دون أن يسعى النظام لتصحيح مساره أو تلبية الحقوق.

 

﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرحمن شاكر – ولاية مصر

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع