أمهات أمتنا مثال من أوزبكستان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أحد موظفي منظمة الأمن القومي في أوزبكستان ينظر بصورة متكررة إلى زوجة أحد المسلمين المحكومين التي تذهب للقاء زوجها، قال باستغراب: "أنا في غاية الدهشة من هؤلاء النساء، من أين يستمددن قوتهن؟! زوجاتنا، إن نحن فقط أدَرْنا نظرنا عنهن قليلا، فإنهن سرعان ما يركضن ليستبدلن بنا غيرنا من الرجال.
أما هؤلاء النساء فينتظرن أزواجهن لسنوات، ينجبن الأطفال، وينشئنهم ويربينهم، وعلاوة على ذلك، يجلبن الطعام والملابس لأزواجهن".
نعم، الإنسان الذي لا يشرب الماء من عين الإيمان، تنتابه الدهشة أمام مثابرة هؤلاء النسوة.
إنه لا يعلم أن المرأة المتوكلة على ربها تستمد قوتها من العقيدة الإسلامية التي بيّنها لنا نبينا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام.
بلا شك فإن هذه المرأة تعلم بشكل جيد جدا لماذا قد أتت إلى هذا العالم، ويْحهم! ألم يعلموا أنها عندما تقف أمام ربها ستُسأل عن كل شيء.
نعم، أن تكون أمًّا هو أمر صعب، يعلم ذلك فقط تلك المرأة التي أنجبت.
أن تكون حاملاً وتنجب طفلا وترعاه! إن تنمية قطعة لحم هو أمر صعب للغاية.
ولكن على الرغم من أنها تعيش حياة المسافر وتعرف أنه تم إلقاء زوجها في سجن الطاغية لسنوات عديدة، لذلك ليس من الصعب عليها أن تلد أربعة وستة أطفال وأن تكبرهم وتربيهم لأنها ببساطة تساهم بشيء فيه استجابة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة».
نعم، على أيدي هؤلاء الأمهات وُلدتْ وترعرعت الأمة.
فتاة صغيرة في سن الثانية، وليس واجبا عليها في هذا السن ارتداءُ الحجاب، ترتديه باعتزاز.
إنها لا تدرك بعدُ ما الصلاة، طفل صغير يسجد مع أمه بجمال، يبدو كرجل كبير يصلي.
بشفاه ما لبثت أن تعرف الكلام تقرأ سورة الإخلاص، على سؤال مَنْ ربُّك؟ تجيب (ربي الله).
طفل صغير لم يكلف بالصلوات الخمس بعد، متوضئ ويلبس أجمل الثياب يسرع مع أبيه لأداء الصلوات الخمس...
قلوب نظيفة رقيقة، أطفال صغار يفهمون بشكل واضح جدا لماذا أتوا إلى هذا العالم.
بعد وفاة جدتها، سألت طفلة صغيرة والدتها: "أمي، هل تمكنت جدتي من بلوغ الحديقة المسجاة؟ الأم تجيبها: نعم يا ابنتي، بإذن الله، مرَّتْ جدتك".
في مخيلات طفل صغير، الجنة هي حديقة مسجاة والنار غابة من الشوك.
أمهاتنا فاطمة رضي الله عنها، وعائشة وسمية رضي الله عنهن اللواتي على أيديهن ربّى النبي صلى الله عليه وسلم أمته، مثل تلك الأمهات تتجدد أمهات مثيلات تربي أمتنا من جديد.
عشرات من تلك الأمهات ومئات بل آلاف في سوريا وفلسطين والعراق وأفغانستان وأوزبكستان وطاجيكستان... وغيرها.
أنتِ أمٌّ للأمة الإسلامية.
أنتِ لا تذهبين إلى صالونات التجميل، ولا تسعين للاحتفاظ بجمالك في شبابك، ولكنك أفضل وأروع امرأة في العالم.
إنكِ أروع امرأة بتجاعيد وجهك وشعرك الشائب.
في الوقت الذي تُحجم المرأة في الغرب عن الإنجاب من أجل الحفاظ على رشاقتها، أنجزتِ أنتِ دورك كأمّ.
ها هم أبناؤك! استشهد أحدهم قائلا كلمة الحق في وجه الحاكم الظالم! وآخر مكبل اليدين! وموجود في سجن طاغية مستبد، قالها مرعِبًا كريموف وأزلامه.
نازفا دمه في الجهاد، ليس لديه معين إلا الله، ولا يسمح حتى في التفكير بمغادرة ساحة المعركة.
تضحية بالنفس في سبيل الله، وهذا هو حلمه..
ابنك الآخر واقف في المسجد في موسكو، ويدعو جهارا نهارا إلى الإسلام! تزدحم شوارع موسكو في صلاة العيد بحيث لا يمكن أن نرى نهاية الصف، أرهب رؤساء البلديات.
هؤلاء هم حقا أبناؤك.
هلعًا وخوفًا من انتشار الإسلام والمسلمين ولمنع ازدياد المسلمين أمر اليهودي كريموف بتعقيم النساء قسرا.
لكننا نؤمن أن الله عز وجل هو فوق كل شيء.
فوفقا للإعلام الروسي وكالة "ريا نوفوستي"، في عام 2013 بلغ عدد سكان أوزبكستان 30 مليونًا.
يا أمَّ الأمة الإسلامية! الجنة تحت قدميك.
الذين سيحصلون على بركتك، سينعمون برحمة الله.
الذين سيخطئون معك، فإنهم سوف يجدون أنفسهم أذلاء في الدارين.
أيتها الأم المضطهدة! تُقبَل صلاتك، ليس بينك وبين الله سبحانه وتعالى أي حجاب.
طرح سؤال على أم في سوريا بلغت 70 سنة، فقدت أربعة من أطفالها السبعة: كيف حالك؟ أجابت: "وكيف يكون حالي؟ النار تستعر بداخلي، ولكني متوكلة على الله، فعليه وحده التكلان، إن كل مجاهد في ساح الوغى هو ابني.
إن ما يضايقني بشدة فقط هو أنني لا استطيع مساعدتهم بشيء".
إنني أتوجه إلى كل أخواتي المسلمات.
إن الله قد فرض عليكن أكبر واجب وأهمّ فرض، وهو أن تكنّ أمهات وتربين الأطفال.
لا تنصعن لتأثير ضلال وفساد الحضارة الغربية.
ابتعدن عن كل المفاهيم الخاطئة، ربّينَ على أيديكنّ الوارثين الجدد للأمة الإسلامية.
فالله تعالى أرسل دينه ليظهره على كافة الأديان، ولم يبقَ لتحقيق وعد الله الصادق عز وجل سوى طرفة عين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم المخلصة من أوزبكستان