حماقات سياسية تؤجج الوضع في الجزائر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تعيش الجزائر في الآونة الأخيرة وهي تستعد للانتخابات الرئاسية يوم 2014/4/17 أزمة سياسية خانقة بسبب الاحتقان السياسي بين جناح السلطة وجناح المخابرات والأحزاب المعارضة وأطراف سياسية أخرى (نقابات وحركات وطنية) نتيجة التفاوت والاختلاف والتناقض الحاصل بينهم في الحلول والآراء لكيفية تغيير واقع الجزائر ومستقبلها السياسي.
انطلقت الشرارة حينما قلص بوتفليقة من نفوذ رجال المخابرات، حيث صرح أمين جبهة التحرير الوطني عمار سعداني يوم 3 شباط/فيفري 2014 أن الجنرال التوفيق مقصر في مهامه ولا بد له من تقديم استقالته أو الخروج على المعاش.
هذه التصريحات أحدثت زوبعة في الجزائر أنتجت أعمالا إرهابية وغليانًا شعبيّا... ثم تلتها تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال يوم 22 شباط/فيفري 2014 حيث أعلن رسميا ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة وأنه شخصيا مدير حملته الانتخابية، هذا التصريح أجج الوضع في الجزائر من جديد بين مؤيد ورافض فتعددت الوقفات الاحتجاجية للأحزاب المعارضة وحركات مناهضة لعهدة رابعة كحركة بركات وحركة رفض مما دفع برجال الأمن لمداهمات واعتقالات عشوائية للمتظاهرين زادت الوضع سوءا. وفي خضم هذه الأحداث تصرح وزيرة الثقافة خليدة التومي في تحدٍّ صارخ لعقيدة المسلمين واستفزازٍ للشعب الجزائري المسلم حيث قالت "إن السجود في الصلاة إهانة لكرامة الإنسان" وفي نفس السياق صرح وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله أن الحجاب هو حجاب الأخلاق وعلى المرأة الجزائرية احترام اللباس الخاص بالمؤسسات. لم يكتف أشباه الرجال بتصريحاتهم العرجاء حيث تهكم عبد المالك سلال يوم 2014/3/14 على الشاوية (الأمازيغ) حيث قال "الشاوية حاشا طعام ربي"، أحدثت هذه التصريحات غليانًا شعبيّا في صفوف الشاوية حيث نظموا تظاهرة كبيرة في مدينة باتنا رافعين شعارات "شاوي وأفتخر" وطالبوا سلال بالاعتذار.
بعدها بيوم واحد يصرح سلال في رسالة للمناهضين لعهدة رابعة يهاجم فيها الشعوب العربية حيث قال "الربيع العربي حشرة سنقضي عليها بمبيد الحشرات وبكل الوسائل الممكنة لإيقافه..." كل هذه التصريحات الجوفاء تصب في خانة السباق نحو قصر المرادية والإصرار على كرسي الحكم ستدفع البلاد إلى فوضى عارمة تكون نتائجها كارثية ويكون ضحيتها بالأساس الشعب الجزائري الأبي. فلا يمكن إذن أن يتوصل الفرقاء السياسيون إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف ويخرج الجزائر من عنق الزجاجة نتيجة الاختلاف الحاصل بين زعماء الأحزاب والتفاوت بين النخب المثقفة والتناقض بين أفراد جناح السلطة إضافة إلى استعداء الحمقى من رجال الحكم لفئات من الشعب وتقسيم الناس إلى طبقات، أدى كل ذلك إلى ما أدى إليه في الجزائر.
يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» أليس في الجزائر رجل رشيد يخرج الجزائر من الأزمات والظلمات إلى النور ويحرر البلاد والعباد من التبعية للغرب الكافر...؟ وما ذلك على الله بعزيز وإن الصبح لقريب.
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس