العنف غير المبرر في مصر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر مقال مترجم للأستاذ الجامعي عماد شاهين في جريدة الغد الأردنية يوم الأحد 20/4/2014م بعنوان "نساء مصر يعانين سوء المعاملة بينما يتصدين ل "الحكم العسكري""
ومما جاء في المقال "يستخدم النظام العسكري في مصر إجراءات تخلو من الرحمة ضد المعارضة بهدف زرع الخوف وإسكات أصوات الاستياء والسخط. لكن أكثر التكتيكات وحشية التي استخدمتها القوات الأمنية المصرية والجيش تمثلت في إساءة معاملة الطالبات المحتجات. وبشكل روتيني وثق ناشطون وتنظيمات حقوق الإنسان استخدام التحرش الجنسي الذي ترعاه الدولة ضد النساء.
وفي اليوم نفسه الذي وقع فيه انقلاب 3 يوليو تعرضت أكثر من 100 امرأة للاغتصاب من جانب رعاع مؤيدين للانقلاب كانوا يحتفون بـ "الانتصار" ومنذئذ أصبح استهداف المحتجات الإناث سلاحاً خياراً بالنسبة للقوات الأمنية والجيش، مع حملة متسارعة من الاعتقالات والهجمات الجسدية والشفوية وإساءة معاملة المصريات جنسيا"
إن ما حدث في مصر في 3 يوليو سواء سُمي ثورة أو انقلاباً فالأمر سيان، فالجيش هو الحاكم الفعلي، والمتصرف بشؤون مصر. ويُنظَرُ لعمل يديه ولا يُنْظَرُ لدموع عينيه، ومهما سبل السيسي عينيه ورقق من كلامه، فرقبته تنوء بما حملت من دماء أهرقت بدون حق، وأعراض مصونة انتهكت، والسيسي يلغ في دماء وأعراض المسلمين ليستحوذ على كرسي حكم معوج، ويسبل عينيه للمصريين!
من يتحمل مسؤولية ما يحدث في مصر هم السيسي ومنصور والببلاوي ومحمد إبراهيم ومحلب وشركاؤهم وتابعوهم من قضاة وإعلاميّي السوء والجنود، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: 93]
المسؤولية في الإسلام هي فردية، قال تعالى: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ [سورة فاطر: 18]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [سورة القصص: 8]. فلم يستثن الجنود من الخطيئة التي اقترفها فرعون ووزيره، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» كل يحاسب على ما اقترفت يداه، وليس ينجيه أمام الله تبارك وتعالى إلا التوبة وإمضاء الشرع بحقه حسب جرمه في الحياة الدنيا. والقول أنني عبد مأمور لا ينفع أحداً، والعقاب بقدر الذنب.
من يبرر هذا العنف، وكيف ينصاع الجنود والشرطة لتنفيذ أوامر القتل، وانتهاك حرمة الناس الرجال والنساء والفتيات والصبية، بصورة غير مسبوقة، حتى من العدو الكافر، فالعدو الكافر المستعمر الذي لا يؤمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، لم يفكر بهذا العنف والتنكيل والتحرش الجنسي كما يصنع السيسي ومحمد إبراهيم. الكافر العدو يخاف من المعاملة بالمثل. السيسي والطغمة المؤيدة له ممّ يخافون إذن؟ وهم يدفعون المسلمين إلى الاقتتال الأعمى، ويزرعون الفتنة، وأيديهم ملطخة بالدماء، وفوق ذلك يدفعون الناس إلى طلب الثأر من القاتل، ولسان حالهم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.
السيسي يدفعه هوس السلطة والاستغراق بأحلام النوم واليقظة، قلبه قلب شيطان، وبطانته تعج بشيوخ السوء بين شيطان أخرس وعليم باللسان، وإعلاميين تقمصوا أحمد سعيد بافترائه وخداعه وازدرائه لعقول الناس، هؤلاء جميعا لا تحول الدماء بينهم وبين مرادهم، لقد أعمى بصيرتهم كرههم للإسلام، وانخداعهم بالغرب ودينه جردهم من النزاهة ولطف النظر بمعاملة من يخالفهم الرأي، ولسان حالهم لا ينم إلا عن الإقصاء والقتل والتنكيل لمن لا ينصاع لأمرهم.
إذا كانت أمريكا تدفع السيسي إلى الولوغ في دماء المسلمين وقد خبرت هوسه بالسلطة، فمتى يظهر خداع السيسي لمن يتبعه من الناس، إن أحداث مصر تشهد إلى أي حد تذهب أمريكا للمحافظة على نفوذها فهي لا تعنيها دماء المسلمين ولا يعنيها السيسي نفسه إلا بقدر طاعته لأمرها ورعاية مصالحها، وسوف تكون أول من يتخلى عنه.
خدمة أمريكا ورعاية كيان يهود والتقرب منها والتزلف لنيل رضاها سيكون ديدن السيسي، فقد صرحت ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء 22/4/ 2014: "أن كيري ناقش هاتفيا مساء الثلاثاء مع فهمي العلاقات المشتركة بين البلدين وأكد له أن علاقة أمريكا مع مصر لا تزال كما كانت عليه منذ عقود، فهي تمثل شريكاً استراتيجياً مهماً للولايات المتحدة". بمعنى السياسة أن حكام مصر ما زالوا عملاء لأمريكا منذ أن دخلتها أمريكا عام 1952. وأكد تشاك هيجل بمكالمة تلفونية مع وزير الدفاع المصري الجديد "أن واشنطن ترى أن الطائرات الجديدة ستساهم في دعم الحكومة المصرية في مكافحة المتطرفين الذين يهددون أمن مصر والولايات المتحدة وإسرائيل". والكلام عن ديمقراطية السيسي وحكومته كلام ممجوج وللاستهلاك المحلي. وهؤلاء المتطرفون الذي يريد الكفار مكافحتهم هم المسلمون الذين يسعون للعيش بظل الشريعة الإسلامية لا غير.
التمويه والدعايات والوعود الكاذبة لم تعد تجدي نفعا ولن تنطلي على أحد، لقد أفقرت أمريكا مصر وسلمتها لطغمة فاسدة للسنوات الفائتة والقادمون أسوأ ممن مضوا، ولن تسمح أمريكا للإصلاح حتى ولو كان جزئيا لأن الإصلاح لا يخدم مصالحها ونفوذها ومصلحة كيان يهود، وقد ربطت الجيش المصري ممثلا بقيادته والفاسدين من العلمانيين وأصحاب الأموال والقضاة الفاسدين بها.
لقد وصلت أمريكا الحد الأعلى الممكن من استعمال القتل والتنكيل بالشعب المصري ولن تستطيع تعدي هذا الحد، وتومئ للناس أن السيسي ماض بغيه لا يوقفه رادع.
على الناس متابعة كفاحهم وإخراج أمريكا من مصر والمنطقة العربية وعدم الرضوخ لأمريكا وأعوانها في مصر. وتعرية السيسي وبيان حقيقته للناس، كمن مضى من أسلافه، وأن لا يمكّن من حكم مصر كنانة الله في أرضه لأنه يخدم مصالح الكفار.
إن لمصر كنانة الله في أرضه دوراً عظيماً في نهضة الأمة الإسلامية ينتظرها القاصي والداني.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو موسى