تونس، الجزائر، ليبيا إلى أين؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تعددت اجتماعات وزراء خارجية دول جوار ليبيا ودول شمال أفريقيا في انتظار الاجتماع الوزاري الثالث ليوم 25 أغسطس إضافة إلى اجتماع جامعة الدول العربية لبحث الشأن السياسي والأمني لمنطقة شمال أفريقيا والخروج بحل دبلوماسي ينهي الصراعات الداخلية ووضع خطة للقضاء على الإرهاب الذي يمكن أن يؤدي بالمنطقة حسب زعمهم إلى المجهول.
البداية في تونس التي تمر بفترة مستقرة نسبيا لإنجاح الموسم السياحي بعد اضطرابات وأحداث دامية مرت بها البلاد وتكهنات بأيام عصيبة قادمة ربما تكون أكثر دموية والبلاد تستعد لانتخابات برلمانية ورئاسية حيث التنافس على أشده بين الأحزاب داخليا والقوى الاستعمارية خارجيا.
الوضع السياسي المضطرب في تونس له تداعياته في الجزائر وهذا طبيعي كما عبر عبد المالك سلال ومهدي جمعة سابقا إن استقرار الأمن في الجزائر مرتبط أساسا باستقرار الأمن في تونس ومستقبل الجزائر السياسي مرتبط بنجاح التجربة الديمقراطية في تونس. والواقع يؤكد هذا حيث تتواصل الأجواء السياسية المضطربة في الجزائر، احتجاجات من هنا وهناك، نقابات التعليم تصعّد وتثور على سياسة عبد المالك سلال، المعارضة الجزائرية توحد صفوفها في تكتل جديد تحت مسمى "التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي"، إيطاليا تحذر رعاياها من زيارة البويرة وتزي وزو ومنطقة القبائل، اتهام الجزائر من قبل القوى الاستعمارية بأنها سبب تدهور الأوضاع الأمنية في كل من ليبيا وتونس ومالي إضافة إلى انتقاد النائب اليميني المتطرف الفرنسي الجزائر بالشعور للانتماء الفرنسي كما أنه لا يخفى على أحد الاستنفار الأمني المتواصل للجيش تأهبا لأي عملية إرهابية حيث تم نصب منصات صواريخ على الحدود التونسية، ومعلومات تفيد بوجود أنفاق سرية بين تونس والجزائر لترويع الجزائر بإمكانية دخول "تنظيم الدولة" التراب الجزائري وآخرها ما نشرته صحيفة الفجر الجزائرية يوم 2014/8/20 أن المخابرات المغربية والفرنسية وراء عدم الاستقرار للجزائر الشيء الذي عجل باجتماع طارئ بين بوتفليقة وقائد الأركان قايد صالح ورئيس المخابرات الجنرال التوفيق في حين اعتبر علي الزاوي الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب أن الجزائر أكثر تحصنا وأمنا من البنتاغون.
أما في ليبيا فالأوضاع متردية ومتوترة والأحداث دامية والصراعات متشعبة وشبه غموض يكتنف الحياة السياسية فالانفجارات القوية التي هزت العاصمة الليبية طرابلس كانت ضغثا على إبالة والتي يعتبرها العميد صقر الجورشي قائد سلاح الجو بقوات حفتر الأكثر شراسة ودموية منذ سقوط القذافي والتي أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص و3 من عناصر الاستخبارات الشيء الذي أجبر الحكومات الغربية على سحب دبلوماسيّيها.
هذه العملية كانت موجهة أساسا إلى قوات فجر ليبيا المناهضة لقوات حفتر وقوات الصاعقة وقوات القعقاع خاصة للبرلمان بعد دعواته المتتالية للتدخل الأجنبي فهي تعمل على إفشال مشروعه وتطهير البلاد من الانقلابيين، حيث أعلنت غرفة عمليات ليبيا أن الطائرة انطلقت من الزنتان في إشارة إلى تبني خليفة حفتر هذه العملية وتفنيدا إلى تدخل عسكري خارجي الذي صرح به أغلب المتابعين للشأن الليبي والذي تفنده الجامعة العربية حيث أكدت رفضها لأي تدخل أجنبي في ليبيا.
ويبقى الغموض مخيما على ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع السياسية في المنطقة بمجملها.
فمتى تنعتق الشعوب من ربقة حكامها الجاثمين على صدورهم؟ ومتى ينهي الحكام العرب تبعيتهم للغرب المستعمر وتكون الإرادة السياسية بأيديهم ويلتفوا حول مبدئهم ليتخذوا مكان الصدارة بين الشعوب والأمم...؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس