ليبيا محط أنظار الغرب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
استقبل رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة يوم 2014/08/20 قائد القوات الأمريكية أفريكوم الفريق ديفيد رادريغيز تحت عنوان التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يهدد تونس والولايات المتحدة الأمريكية حسب تعبير رادريغيز ومساعدة الجيش التونسي من خلال تبادل المعلومات وتوسيع التدريبات وتوفير المعدات المتطورة حيث سلمت الولايات المتحدة الأمريكية تونس زورقان تبلغ تكلفتهما حوالي المليوني دولار. هذا وتبرعت الولايات المتحدة بـ5 زوارق في أوت 2013 إضافة إلى مساعدات مالية للجيش التونسي بقيمة 60 مليون دولار، مباشرة بعد تونس انتقل قائد القوات الأمريكي رادريغيز إلى الجزائر حيث التقى الفريق قائد صالح نائب وزير الدفاع وقائد الأركان بهدف مناقشة التحديات الأمنية التي تواجه الساحل ودول الجوار وللتنسيق الأمني والتعاون العسكري والاستخباراتي في مجال مكافحة الإرهاب.
تأتي هذه الزيارات مباشرة بعدما شنت القوات المصرية والإماراتية ضربات عسكرية على مدينة طرابلس الليبية التي تسيطر عليها قوات فجر ليبيا دعما لمعركة الكرامة التي يقودها حفتر بنية تطهير البلاد من الإرهابيين.
الصراع على أشده في ليبيا حيث تسارعت الأحداث وتوترت الأزمة وتشعبت خيوط اللعبة السياسية حينما شنت قوات فجر ليبيا وأنصار الشريعة حربا ضد ما يسمُونه بالانقلابيين في إشارة إلى حفتر للسيطرة على مدينة طرابلس وتشكيل حكومة وطنية تتمخض عن انتخابات المؤتمر الوطني في حين يشن حفتر حربا بالوكالة سمَاها معركة الكرامة لبعث الاستقرار في ليبيا وتطهيرها بزعمه من الإرهابيين وتشكيل حكومة وطنية تتمخض عن الانتخابات البرلمانية إضافة إلى تواجد العديد من الجماعات المسلحة كمجلس شورى ثوار ليبيا وقوات الصاعقة والقعقاع وإشارات من مجلس الأمن على التواجد المتزايد لتنظيم القاعدة.
كل هذه الأوضاع المتردية تمهد لتدخل عسكري أمريكي يقره مجلس الأمن الذي يشير إلى ضرورة التصدي بكل الوسائل استنادا للفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز التدخل باستخدام القوة وملاحقة الجماعات الإرهابية التي تهدد الاستقرار وتعرقل الانتقال الديمقراطي لتشكيل حكومة وطنية، في حين أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يشجع فيه لجنة صياغة الدستور لمواصلة عملها ويدعو البرلمان للتعجيل بتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية ويرفض التدخل الخارجي في ليبيا الذي يؤدي إلى تفاقم الانقسامات ويقوض التحول الديمقراطي.
مهما كان الحل السياسي للأزمة الليبية فإن الغرب الكافر المستعمر إذا دخل موطنا أفسده واستضعف أهله وأذاقه الذل والهوان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس